كيف أصبحت الطميمة في أيامنا هذه بسورية؟؟؟!!!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

كيف أصبحت الطميمة في أيامنا هذه بسورية؟؟؟!!!

مشاركة بواسطة ابن السريان »

الطميمة
صورة
إنها طفلة لم تتجاوز السادسة من العمر
مرمية على أحد القبور الحديثة
و تحفر بكلتا يديها القبر و هي تقول باكية
خلص طلاع ما عاد بدي ألعب طميمة طلاع أمانة
أحزنني هذا المشهد كثيرا
فاقتربت منها فإذا بوالدها يجلس على حافة قبر آخر
و الدمع ينهمر بصمت من عينيه وهو ينظر إليها دون أن يمنعها
حاولت حمل الطفلة و إبعادها عن هذا العمل
لكنها أبت إلا أن تتابع ما تقوم به و هي تبكي
سألت والدها عن السبب
فأخبرني و الدمع يملأ عينيه و الحرقة تعتصر قلبه
قال لي : في ذلك اليوم أراد ابني أن يخرج من البيت
لكن أخته هذه منعته من ذلك و هي متعلقة به كثيرا
و كلما هم بالخروج قامت بالبكاء الشديد لتمنعه
فما كان منه إلا أن لجأ إلى الخدعة معها
فقال لها : يلا ما عاد بدي روح خلينا نلعب طميمة
فقبلت :: و لعبا سوية فهي تغمض و هو يختبئ
و بعد عدة مرات أغمضت عينيها و استغل الفرصة و خرج من المنزل
فتحت عينيها و بدأت بالبحث عن أخيها دون جدوى
و ما هي إلا لحظات حتى رن جرس هاتفي
ظاهرا عليه اسم ابني
فتحت الخط فإذا بي أسمع أصوات ضجيج
و صوت رجل غريب أخبرني بأن ابني قد استشهد برصاص قناص غادر وضيع
شيعناه في اليوم التالي فشاهدته ابنتي و هو محمول على الأكتاف
فنادته فلم يستجب
فقالت لي : بابا و ين آخدينو لأخي
فقلت لها في حيرة : رح ياخدوه حتى يتخبى منشان تكملو لعبة الطميمة
فقالت : بس أنا ما عاد بدي إلعب
فقلت لها : بس هالمرة
و أثناء دفنه أغمضت ابنتي عينيها في حجري و قالت لي هامسة : يللا خلي يتخبى
لقد و ضعناه في الحفرة و لفه تراب الوطن شهيدا بإذن الله و عدنا إلى البيت
و من يومها تطلب منا كل يوم
أن نأتي إلى المقبرة لأنها تعرف أن أخيها قد اختبأ هنا
و تقول : يا متخبي احفير و طلاع
ثم شهق شهقة أحرقت قلبي و قال لي : و الله ما عاد يطلع
ثم أجهش بالبكاء حتى احمرت عيناه و ابتلت لحيته

فتركتهما و خرجت من المقبرة و أنا أردد في نفسي و الدمع في عيني :
يا متخبي احفير و طلاع

الرحمة لشهدائنا الأبرار ...

عذراً أحبتي
هكذا أصبحت قصصنا
محبتنا لقاتلنا بقلم المختار من موقع ديريك المحبة

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ أخبـــار عامــــة ـ دوليــــــــــــة“