زياد الرحباني وداعاً

[توما بيطار]

زياد الرحباني وداعاً

لفيروز الأم الحزينة صبراً
لجسرٍ مُعلّقٍ بين العتمةِ والنور
لملاكٍ يسعدُ الناس جميعاً
وليسَ في بيتها مخدّةً للسرور
لمن فقدت أغلى دررِ أسرتها
ولازالت تدخل البيوتَ وتُذهِل الحضور.
لزياد
لأيقونةِ لبنان الفريدة
لعَلَمٍ يُزيّنُ جبهة البلاد
لضحكة الفقراء الوحيدة
لصوتٍ كُلّما أحبَّ أن يطير
تصطادُهُ رصاصاتُ الزمنِ الشريدة .
لنكتةٍ مجبولةٍ بالألم
وصلاةٍ تسافرُ مع الحمام
لبيتٍ يختلف عن البيوت
يعطي الفرح للناس والسلام
لعظيمين أنجباهُ(فيروز وعاصي)
لإختين وهلي الساكت عن الكلام.
لزياد
لمبدعٍ ومُجدّدٍ للحياة
لموسيقارٍ تعرفهُ الدنيا
وكاتبٍ أصيلٍ أنكرَ الذات
لحلمٍ ولدَ وسط الحروب
وصار خبزاً ، وصار صلاة.
رحل زياد
ولازالَ الظلم باقٍ
والدواعش يُخرّبونَ البلاد
وتحتَ أقدامهم الشعبُ الراقي
رحلَ حزيناً على العباد
والدماءُ في الشوارعِ سواقٍ.
وداعاً زياد
سلّم على عباقرة الحياة
عاصي ومنصور وعلى ألياس
على وديع وصباح وملحم بركات
وإذا مررتَ بجبران يوماً
قل لهُ: ماتت في الشرق الحضارات.