الوطن المحروق
صباح الخير للأشجار التي دخلت الجحيم ظلماً ،
للخضار الجميل الذي ألتهمتهُ أسنان النيران الخارجة من قلوبٍ سوداء ،حاقدة مُدمّرة من عصور الجاهلية.
من هو الساذج الذي يصدّقُ أنكم كنتم تتدافعون لإسقاط بشار وحكومته ، قطر والسعودية وكل دول الخليج، أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا،ووو كل دول الأساطيل والأساطير، وبوارج الطائرات، كنتم تستطيعون اصطياده كأرنب أو كفأر، كما فعلتم مع ابن لادن ، والبغدادي والزرقاوي،وآلاف غيرهم من علماء ذرة وعقول، ومن مارقين؟
أيّ حمارٍ يُصدّقُ كلاماً فارغاً،
واقعياً وعلمياً، حشدتم أموال الخليج، وحقد الصحراء، وهمجية العرب، لتقتلوا بالرصاص الحي أقدم حضارة في أرض بلاد الشام، العراق وسورية ، حضارة السريان الآراميين والآشوريين، كهدفٍ عام، وكهدف خاص ، تدمير الدولة الأقوى في مواجهة إسرائيل .
لستُ محلّلاً سياسياً، لكن الراعي السوري وفقراء الوطن،يعرفون قذارة فعلتكم، فأمريكا وروسيا ليس لهما صاحب، وكلّ الدول تبحث عن مصالحها، بعد موت القيم والأخلاق والإنسانية.
درسوا عقلية المسلمين الجهلاء ، عقلية الغزوات والخيانات والغدر،فضربوا السنّة بالشيعة، والصالح بالطالح، استثمروا الثوريين المثقّفين، وضخّموا فيهم الأنا، واشتروا قامات كبيرة بالدولارات، أكثر المسؤولين وأتقاهم باعوا الوطن بحفنة دولارات، اشتروا أصحاب الدقون، سلّطوا الذئب التركي وثعالبه، أدخلوا الجرذان المتوحشة المرتزقة من كل جنسيات الأرض، كبار المثقفين من كلّ الأديان والجنسيات أعتلوا المنابر، وما كل هذا اللف والدوران، مختلٌّ صغير كان يستطيع أغتيال بشار، قنّاص واحد كان يستطيع إنهاء المسرحية، مُسيّرةٌ واحدة كانت ستنهي الحكاية، لكن كاتب الرواية كان أذكى، أوصل الشعب إلى الجوع المقدّس، نفخَ في مؤخرة المتفلسفين الأقزام، تركيا كانت الجسر والحاضن، واللص الذي سرق الدجاج، داعش والقاعدة واللحى والحجاب، وصلوات من يتوهمونَ باحتلال العالم، في البداية أطلقوا القاعدة وداعش، فهجم الجميع عدا التكفيريين والمتشدّدين والحاضنين، ثم اصطادوا المعارضة المثقفة؟ وضربوا الداخل بالخارج، أدخلوا تركيا لتأكل الأخضر واليابس، وتسرق كل شيء، ثم أتوا بالأسطول إلى أبواب دمشق، فهللت المعارضة الواعية جداً؟، ثم سمحوا لإيران بالدخول ليشتدّ الصراع بين السنة والشيعة،
إلى هذا الحد زرعوا في العقول العملاقة ، أن بشار أقوى من أمريكا، فارتمت المعارضة في أحضان أشرار العالم، ومخمورٌ صغير كان يستطيع اغتيال بشار لتنتهي المسرحية.
أنتهوا من القاعدة وداعش، وبحثوا عن شخصيةٍ مسلمة مؤمنة، تستطيعُ أن تسلّمهم مفاتيح الأمان لإستقرار إسرائيل إلى الأبد، بعد الربيع العربي الذي حول العرب لأغنام
كان الجولاني هو الشخصية المناسبة التي تستحق التعب، والتدريب والإعداد، فجمعوه مع كل شتات الخارجين عن القانون والأخلاق والأديان والوطنية، والمشردين وقطّاع الطرق والمغتصبين واللا إنسانيين، فصنعوا له دولة صغيرة يتدرب من خلالها على القيادة ، ليدخل بعدها إلى القيادة المدنية والعسكرية ، ويدخل حلب بعد اتفاق الروس وامريكا، ومسك بشار في ثانية من أذنه ،ووضعه في طائرة شحن
دخل الجولاني بعد خروجه من دولة إدلب بمساعدة العالم، وطبعاً بذكاء المخرج، ولكنها الرواية، كي تطول وتكون مشوّقة، شرّدت الملايين وقتلت الملايين، واغتصاب وقطع رؤوس ( أكشن يعني) وحبكة متماسكة، فهكذا تُكتب الروايات بشكلّ يجعل العالم مندهشاً قتل اغتصاب قطع رؤوس تهديم مدن، طائرات صواريخ
مشى الجولاني حافياً ،بذقنه وجلبابه الشرعي إلى دمشق، وخلفه حاشيته وعلم تركي على القلعة وحماية أمريكية إسرائيلية
لم يبق إيراني روسي ،حزب الله معارضة ،ممثلين ومنابر ، ذهبوا إلى الجهة الأخرى
يوم جديد، الجولاني يأخذ أسماً جديدا أحمد الشرع، لحية خفيفة، بدلة أنيقة، إبتسامة
يا للدهشة، حقيقة وليست خيال، مجرم دولي ، يجلس على عرش أقدم عاصمة بالعالم
تدخل إسرائيل المسرح، تُحيّي العالم الذي ساعدها ، تخرج طائراتها وصواريخها، تُدمّر كلّ شيء في سورية،في ثلاثة أيام، ما لم تستطع تدميره بمائة عام، تحتل قمة جبل الشيخ وما حوله، بعد أن أسكتت حماس وحزب الله للأبد
الأسد الصغير العصبي الغبي، ينظر إلى سوريا بمنظاره السحري، يرى الدمار الذي خلّفه، قبل وبعد جرّه من أذنهِ بعيداً ويقول ممتطياً عنق الزرافة: إلى هذا الحد كنتُ مهمّاً وغبيّاً، لماذا أعطى الكاتب هذه المساحة الطويلة للرواية، كان بإمكانهم في ساعة واحدة إسدال الستار؟
يبدأ سيناريو الرواية، يجب التخلّص من العلويين بحجة الفلول، والدروز بحجة الخيانة، وسيأتي دور الأكراد بطريقة ما، هجموا على الساحل قتلوا واغتصبوا وجمعوا الغنائم وذبحوا، على مرأى من صمت العالم ، فجروا الكنائس وقتلوا المُصلّين
كل فصول الرواية تحصل يومياً على شاشات التلفاز في العالم، يرون الأسود والذئاب والحيتان، تأكل فرائسها، وهم يستمتعون بالأكشن، ويكون الذهول عظيماً، الأدوار تسير كما يريدون فالعالم معهم، ينتظر توقيع
البحر مليء بالدرر والحوريات، وهم ينتظرونها بشوق،والوطن في دمارٍ شامل،
والبارحة قرروا حرق
الرواية مشرفة على النهاية
كلنا ننزف ونبكي ونُغتَصب ونُسرق، وسط دمار شامل كامل لأقدم عاصمة في العالم
نسمع من الكواليس، بكاء بشار على غبائه، وصمت المعارضة في الوكور المهجورة
وكلنا كشعب فقير، كان يهمنا الوطن فقط، ونحن كثر، مسيحيين ومسلمين ، أكراد وعرب الباقيين على ذمّة الوطن، ننتظر أدوارنا القادمة، والحقيقة الوحيدة هي : أن من يعارض أمريكا سيموت .
أغلقتُ الآن الكتاب، لأنني خائفٌ جداً من النهاية