السويد القلقة والمرتبكة بعيون العالم!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 55899
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

السويد القلقة والمرتبكة بعيون العالم!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

نشرت صحيفة أكسبريسن صباح اليوم السبت 16 أغسطس 2025 مقال رأي لوزيرة الخارجية السويدية السابقة مارغوت فالستروم وسكرتيرة الدولة السابقة في وزارة الخارجية آنّيكا سودر، في الحكومة الاشتراكية السابقة، تحت عنوان: السويد التي تُفهم على أنها مرتبكة وقلِقة.
ورأت الكاتبتان أن بلادهما تبدو خارجياً مرتبكة وقلِقة ومنقسمة، وانتقدتا بشدة تعاطي الحكومة السويدية الحالية مع الحرب في غزة، مؤكدتين أن من دولة تصف نفسها “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط يُتوقع احترامُ القانون الدولي والعمل بمقتضاه. خاصة أن إسرائيل دولة احتلال وعليها مسؤوليات قانونية تجاه المناطق التي تحتلها.
معاناة إنسانية وتعطيل لمسارات السلام
تقول فالستروم وسودر إن حرب غزة أدت إلى معاناة لا تُحتمل عشرات الآلاف من المدنيين قُتلوا، المساعدات متوقفة منذ أشهر، وسوء التغذية والمجاعة يتصاعدان، ما يجعل الوضع الإنساني بالغ السوء ويقوّض فرص المحادثات والمبادرات والوساطات وبناء الثقة
. وتتساءلان: كيف يمكن لشباب الشرق الأوسط ـ إسرائيليين وفلسطينيين ـ أن يستعيدوا الإيمان بمستقبل يسوده السلام والكرامة؟
خطوات فورية ثم مسار سياسي
على الرغم من الظلام، يدعو المقال إلى البقاء أمِلين وبنّاءين من خلال تحقيق الخطوات التالية: وقفٌ فوري لإطلاق النار، إنهاءُ التجويع، الإفراج عن الرهائن، وقفُ العنف من جانب حماس ومن جانب الجيش الإسرائيلي، وإنهاءُ الاحتلال.
وبعد ذلك، يجب اتخاذ خطوات ملموسة لإطلاق تنفيذ حل الدولتين المقرّ منذ عقود بقرارات مجلس الأمن.
اعترافات بدولة فلسطين وتحالف واسع
تشير الكاتبتان إلى أن نحو 150 دولة اعترفت بدولة فلسطين، وأن دولًا أخرى تستعد للاعتراف قريباً، ما قد يشكّل إشارة قوية من دول غربية خلال شهر أو نحو ذلك.
هذه الاعترافات تنطلق من قناعة بأن قيام دولة فلسطينية خطوة أولى نحو تعايش سلمي بين إسرائيل وفلسطين.
وتذكّران بأن السويد قادت الطريق عام 2014، وأن مزيدًا من الدول يسير اليوم على النهج نفسه. كما يتحدث المقال عن تحالف يضم قرابة 100 دولة يعمل بعقلية طويلة الأمد وبنّاءة لدفع تنفيذ حل الدولتين، مع التأكيد على أن الكثير “يبقى معلقاً على الولايات المتحدة” متسائلتين: هل يمكن الوثوق بترامب؟.
حقائق خلفية تراها الكاتبتان ضرورية
تطلب فالستروم وسودر تقبّل حقائق أساسية عمّا يجري في غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية حاليًا، وتعددانها على النحو الآتي:
إسرائيل قوة احتلال وفق القانون الدولي وتمتلك تفوقًا عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا منذ زمن طويل، وبالتالي تقع على عاتقها التزامات.
بنيامين نتنياهو قاوم ـ ولا يزال يعارض ـ حل الدولتين بكل الوسائل، بما في ذلك دعمٌ لحماس في فترات معينة.
لدى الحكومة الإسرائيلية طلاعٌ وسيطرة على عمل الأونروا منذ تأسيسها، وفي الوقت نفسه قوّضت المنظمة عبر نشر شائعات مغرضة عن أنشطتها وموظفيها. وتقرّ الكاتبتان بوجود مشكلات في منظمة كبيرة كهذه، لكن لا جهة أخرى تستطيع توفير التعليم والصحة والمياه بالحجم نفسه الذي قدمته الأونروا على مدى عقود.
سياسة الاستيطان تجعل حل الدولتين أصعب فأصعب؛ إذ هُدمت بنى تحتية ممولة أوروبيًا بعلم وموافقة الحكومة الإسرائيلية، فيما يُمعن مستوطنون عنيفون في نزع إنسانية الفلسطينيين وقتلهم وملاحقتهم، وتعمل إسرائيل على عزل الضفة الغربية.
غالباً ما يصِف ممثلو الحكومة الإسرائيلية منتقدي سياساتهم بأنهم معادون للسامية. كما أن الدول التي تعترف بفلسطين تواجه إجراءات سياسية ودبلوماسية مضادة من إسرائيل. وتستعيدان تجربة السويد عام 2014 حين تعرّضت لضغوط رغم تأكيدها آنذاك احترام حق إسرائيل في الأمن ورغبتها في التعاون. وتضيفان: لو أن مزيدًا من الدول تجرأ على اتباع مثالنا آنذاك، لربما تطورت أوضاع الشرق الأوسط بصورة مختلفة.
ما يُنتظر من الديمقراطية الوحيدة
تشدّد فالستروم وسودر على أن من دولة تفخر بكونها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط يُنتظر الالتزامُ بالقانون الدولي؛ أي: السعيُ النشط إلى حلول سلمية مع فلسطين وفق قرارات الأمم المتحدة، حمايةُ المدنيين غير المشاركين في القتال وأسرى الحرب، صونُ المستشفيات والعاملين في الإغاثة وسيارات الإسعاف، والتذكير بأن الهجمات المباشرة على الصحفيين جريمة حرب.
وفي المقابل يؤكد المقال فظائع حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ستُسجَّل تاريخيًا بما انطوت عليه من اعتداءات على مدنيين ومعاملة لا إنسانية للرهائن، وتقولان إن ذلك يجب إدانته دون لبس. ومع ذلك علينا التمييز بين حماس والفلسطينيين عمومًا، فـ ملايين الفلسطينيين يريدون بناء وطنهم ونيل السلام والحرية وإقامة علاقة بنّاءة مع الجار إسرائيل.
رسائل حكومية متناقضة وصورة مهتزّة
ترى الكاتبتان أن الحكومة السويدية تستغل هذا الوضع المعقد لتعمّق “تشويه صورة السياسة الخارجية للسويد. وتطرَحان تساؤلات للمراقبين الدوليين: على من نعتمد؟ هل على نائبة رئيس الوزراء التي تمتدح حرب إسرائيل؟ أم على وزيرة الخارجية التي تريد وقف التجارة مع إسرائيل بسبب الحرب نفسها؟ على وزيرة المساعدات التي أوقفت الدعم للأونروا؟ أم على رئيس الوزراء الذي يدافع عن الأونروا مع قادة أوروبيين آخرين؟.
وتخلصان إلى أن حكومة تيدو تُخجلنا، وأن ما يجري يُفهَم على أنه ارتباك وقلق وانقسام، في نظر السويديين ودول أخرى على السواء، مع تأكيدهما أن السويد قادرة على ما هو أفضل بكثير.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ أخبار محلية!“