تركيا.. مهندسة كادت تفقد حياتها بسبب فنجان قهوة!

[إسحق القس افرام]

سادت حالة من الغضب في إسطنبول بعد حادثة تسمّم خطيرة تعرّضت لها مهندسة شابة، داخل أحد المقاهي، حيث شربت كوباً من القهوة قبل أن تشعر بآلام حادة وتسقط أرضاً، ليتم نقلها على الفور إلى العناية المركزة، وسط اشتباه بتعرضها لمادة كاوية خطيرة تُستخدم عادة لتنظيف الآلات الصناعية.
وكشفت التحقيقات الأولية تفاصيل صادمة حول سبب التسمّم، إذ تبيّن أن المادة الكاوية وُضعت داخل زجاجة بلاستيكية لا تحمل أي ملصق أو علامة تحذيرية، وتم وضعها بالقرب من آلة إعداد القهوة داخل المقهى.
كما اتضح أن الشخص الذي حضّر القهوة استخدم السائل الموجود في تلك الزجاجة، ظناً منه أنه جزء من مكونات إعداد القهوة، دون أن يتأكد من طبيعته أو يسأل مالكة المقهى عنه، ما أدى إلى إضافة المادة الكيميائية مباشرة داخل كوب القهوة.
وأوضحت النيابة العامة أن ما حدث لا يحمل أي طابع متعمّد، وأنه وقع نتيجة الإهمال الجسيم من الطرفين، وفق وسائل إعلام تركية.
وألقت السلطات القبض على صاحبة المقهى والشخص الذي أعد القهوة، قبل أن تقرر المحكمة الإفراج عنهما مع فرض إجراءات تقييدية تشمل الحبس المنزلي ومنع السفر، لحين استكمال التحقيقات، وفي الوقت نفسه، قامت الجهات المختصة بإغلاق المقهى احترازياً.
من جانب آخر، أكد مدير صحة إسطنبول أن حالة الشابة المصابة تشهد تحسناً تدريجياً، حيث تم فصلها عن جهاز التنفس الاصطناعي بعد أيام صعبة قضتها في العناية المركزة، مشيراً إلى أنها تخضع لمراقبة مستمرة، بسبب تأثير المادة الكاوية على المريء والجهاز الهضمي.
وتواصل فرق التحقيق مراجعة كاميرات المراقبة، التي وثّقت اللحظات الدرامية، بينما أثارت الحادثة نقاشاً واسعاً حول مستوى السلامة في المطاعم والمقاهي، وضرورة فرض رقابة صارمة على طريقة تخزين المواد الكيميائية داخل المنشآت الغذائية.