ونشرت نتائج التجربة في مجلة لانسيت للطب التنفسي، وستُعرض في الاجتماع الشتوي للجمعية البريطانية لأمراض الصدر لعام 2025. ويُوصى باستخدام الحقنة كعلاج إضافي للمرضى فوق سن 12 عاما حين لا تظهر العلاجات القياسية فعالية كافية.
وتعمل الحقنة، التي تحتوي على دواء “تيزيبيلوماب” المعروف تجاريا باسم تيزسبير من إنتاج أسترازينيكا، عبر الارتباط ببروتين يسبب التهاب مجرى الهواء ومنعه من تحفيز الالتهاب، ما يحدّ من تدهور الأعراض.
وتأتي أهمية هذا التطور من اعتماد مرضى الربو الحاد عادة على أقراص الستيرويد اليومية، رغم ما تسببه من آثار جانبية طويلة الأمد تشمل تقلبات المزاج واضطرابات هضمية وزيادة في الوزن، إضافة إلى مخاطر مثل السكري المرتبط بالستيرويدات وهشاشة العظام.
وأجرت كلية كينغز كوليدج لندن تجربة واسعة، شارك فيها نحو 300 مريض يعانون من ربو حاد وغير متحكم به، ويتناولون جرعات يومية من الستيرويدات تتراوح بين 5 و40 مليغراما. واستقطبت التجربة مشاركين من 11 دولة بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمكسيك وإسبانيا.
الدواء يظهر أيضا فعالية في تخفيف أعراض الحساسية وتحسين التهاب الجيوب الأنفية المزمن، ما يجعله خيارا علاجيا واعدا لمرضى الربو الحاد
وأظهرت النتائج أن 90في المئة من المرضى الذين تلقوا العلاج بـ”تيزيبيلوماب” تمكنوا من خفض جرعاتهم اليومية من الستيرويد، فيما نجح أكثر من نصفهم في التوقف عنها تماما بعد 12 شهرا من بدء العلاج. كما توقفت نوبات الربو لدى ثلثي المشاركين بعد أسبوعين فقط، واستمر التحسن طوال فترة الدراسة الممتدة لعام كامل.
وقال البروفيسور ديفيد جاكسون، خبير طب الجهاز التنفسي في كلية كينغز كوليدج لندن، إن الدراسة تمثل خطوة مهمة إلى الأمام للمرضى الذين يحتاجون إلى الستيرويدات الفموية يوميا للسيطرة على المرض، إذ تمكن العلاج البيولوجي “تيزيبيلوماب” من تقليل اعتماد غالبية المرضى على الستيرويدات، مع قدرة أكثر من نصفهم على التوقف عنها كليا.
وأشار إلى أن الدواء يظهر أيضا فعالية في تخفيف أعراض الحساسية وتحسين التهاب الجيوب الأنفية المزمن، ما يجعله خيارا علاجيا واعدا لمرضى الربو الحاد.
بدورها، وصفت الدكتورة سامانثا ووكر، مديرة الأبحاث والابتكار في جمعية الربو والرئة في المملكة المتحدة، نتائج التجربة بأنها تطور هام، مؤكدة أهمية دعم أبحاث أمراض الرئة التي ما تزال تعاني محدودية التمويل. وأضافت أن هذه الدراسة تبرز الأثر التحويلي الذي يمكن أن تحدثه الابتكارات العلاجية على حياة المرضى.
والربو حالة تضيق فيها الممرات الهوائية وتنتفخ وقد ينتج عنها مخاط إضافي. وهذا يمكنه جعل التنفس صعبًا ويؤدي إلى السعال وظهور صوت صفير (أزيز الصدر) عند الزفير وضيق النفس.
بالنسبة لبعض الأشخاص، يعتبر الربو مصدر إزعاج بسيطًا. وبالنسبة للآخرين، يمكن أن يكون مشكلة كبيرة تتداخل مع الأنشطة اليومية وقد يؤدي إلى نوبة ربو تهدد الحياة.
لا يمكن علاج الربو، ولكن يمكن السيطرة على أعراضه. نظرًا لأن الربو غالبًا ما يتغير بمرور الوقت، فمن المهم أن تعمل مع الطبيب المعالج لك لتتبع العلامات والأعراض وتعديل العلاج حسب الحاجة.

