إلى روح المرحوم سليم عبد الأحد أبو لويس :
المرحوم هو زوج خالتي فريدة (هي ابنة خالتي ,وكوني بعمر أولادها كنا نقول لها خالة) عشت في بيتهم عمرا" طويلا" وأحسستُ معهم الفرح والحزن . جلستُ مع المرحوم أياما" طويلة , ودخلتُ إلى أعماقه , كان كنزا" من البساطة والطيبة والعفوية , كان لينا" كالحرير , وهادئا" بشكل غير طبيعي , لم يكن غشيما" بل كان طيبا" ومسالما"ومسامحا", كانت لديه خزينة من المعلومات الدينيه , وكان غير طبيعي في حبه لقول كلمة الله , وكوننا لانتحمل كثيرا" الكلام الطويل عن الله , كان البعض يتذمر من طول أحاديثه , ولكني كنتُ أجلس وأصغي إليه .
أحببتُ ذلك البيت كحبي لبيتي , ولن أنسى أنهم في وقت عوذنا مدوا أياديهم إلينا وهذا الكلام قبل الستينات , ولبسنا لباسهم الزائد حوالي 6 سنوات .
كنتُ ابنا" للبيت , فماذا أقول في رحيل صاحب البيت ؟ :
كالناسكين القدامى رحلت
حاملا" انجيلك العتيق
وزوادة من البساطة والطيبة
وخبزا" يابسا" يكفيك طول الطريق
رحلتَ , وتركتَ الحزن صامتا"
والوطن يمرّ بعواصفَ من حريق
رحلتَ أيها الطيب القلب إلى السماء
والجراح تنزف , ويئنُ في الئرِ الغريق
لو كان الناسُ طيبون مثلك يازوج خالتي
لكانت بلادنا جنةَ من الياسمين والعقيق
لكنا كالدراويش نبحثُ عن طالبِ مساعدةٍ
نطعم الجائعَ ونزور المريض ونطمئن رفيق
رحل الطيبُ مذ جاء الدمويون إلى بلادنا
قتلوا البراءة وتركوا شيطانَ الشرّ طليق
صرنا الآن بحاجةٍ إلى أحاديثكَ الطويلة
لننسى صوتَ الدمارِ وصوتَ النعيق
دمروا بلادنا وحرقوا الكنائسَ والصلبان
وخطفوا المطارين وداسوا الزهرَ والرحيق
الآن نحنُ بحاجة إلى اناسَ ببساطتكَ وايمانك
لنسيرَ بحريةٍ ويسيرُ الناس بأمانٍ في الطريق
خالتي قد هدّها التعب والأمراض تلاحقها
والأولاد حزانى , ومريحٌ هو سؤالُ الصديق
إلى جنان الله , وبرفقةِ القديسين والأبرار
ولأنك بسيطٌ فيسوعُ بانتظاركَ مع انجيلك العتيق .
باسمي وعائلتي أقدم التعازي , لخالتي والبنات والأولاد , طالبين للفقيد الرحمة , وللأهل الصبر وطول البقاء .
توما بيطار والعائلة