الويلات للكتبة والفريسين!!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 55977
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الويلات للكتبة والفريسين!!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

إنجيل متى ص 23
وأما أنتم فلا تدعوا سيِّدي،
لأن معلّمكم المسيح، وأنتم جميعًا إخوة.
ولا تدعوا لكم أبًا على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السماوات.
ولا تدعوا معلّمين، لأن معلّمكم واحد المسيح.
وأكبركم خادمًا لكم، فمن يرفع نفسه يتّضع، ومن يضع نفسه يرتفع.

الشرح
هل يريد المسيح يسوع منّا مجرّد إلغاء الألقاب سيِّدي وأبي ومعلّمي بالنسبة للأشخاص الروحيِّين؟ يقول المسيح له المجد لا تدعوا لكم أبًا على الأرض، وكأنه أراد أن ينزع عنّا نظرتنا للقادة الروحيّين كآباء على الأرض أي حسب الجسد الترابي. فإن المسيح إذ نزل إلينا على أرضنا حاملًا طبيعتنا، إنّما يريد أن تكون بصيرتنا منفتحة نحو السماء لا الأرض، وعلاقتنا بالجميع، وخاصة القادة الروحيّين، لا ترتبط بالأرض بل بالسماء، نتمتّع بهم في المسيح يسوع ربّنا، فلا نعرف لنا سادة أو آباء أو معلّمين أرضيِّين جسديّين خارج المسيح، إنّما نعرفهم كروحيّين فيه.
ففي الوقت الذي فيه يقول المسيح: لا تدعوا لكم أبًا على الأرض يقول الرسول: لأنه وإن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح لكن ليس آباء كثيرين، لأني أنا ولدتكم في المسيح بالإنجيل (1 كو 4: 15). إنه يعتزّ بأبوَّته لهم، لأنها في المسيح بالإنجيل. مرّة أخرى لا يُحسب الرسول كاسرًا للوصيّة الإلهيّة حينما يعتزّ بدعوة أنسيموس ابنًا روحيًا له، إذ يقول:أطلب إليك لأجل ابني أنسيموس الذي ولدته في قيودي... الذي هو أحشائي(فل 10، 12). وبقوة الروح يدعو القدّيس يوحنا شعبه يا أولادي (1 يو 2: 1؛ 3 يو 4). خارج المسيح يفقد الكاهن أبوّته الروحيّة، وتصير دعوته أبًا اغتصابًا، أمّا في المسيح فيحمل أبوة الله لأولاده، مختفيًا وراء الله نفسه، فيقدّم لهم ما هو لله لا ما هو لذاته.
وما قلناه عن الأبوة نكرّره بخصوص دعوة القادة الروحيّين معلّمين، فقد حذَّرنا المسيح: لا تدعوا معلّمين لأن معلّمكم واحد المسيح، لا لنفهمها حرفيًا، وإنما لكي لا نقبل من إنسانٍ تعليمه الذاتي، فلا ندعوه معلّمًا مباشرًا لنا، وإنما نقبله فقط متى جاءنا مختفيًا في تعليم المسيح الحق، فلا يُعلّم من عنديَّاته بل يُعلن كلمة المسيح وإنجيله وشهادته وحياته. لهذا يقول المسيح نفسه لتلاميذه: فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم... وعلِّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به، وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر (مت 28: 20). أعطاهم حق التعليم بقوله: علّموهم فيُدعون معلّمين لكن لا يعلِّمون خارج المسيح بل جميع ما أوصيتكم به، خلال حلوله فيهم ها أنا معكم. إنهم معلّمون حقيقيُّون ماداموا يعملون لحساب المسيح وباسمه، وليس لحسابهم الخاص ومن عنديّاتهم.
لا يُحسب كسرًا للوصيّة أن يؤكّد الرسل وجود معلّمين في الكنيسة ماداموا مختفين في الرب. يقول الرسول: أم المعلّم ففي التعليم (رو 12: 7)، ويلقب نفسه معلّمًا: الذي جُعلت أنا له كارزًا ورسولًا ومعلّما للأمم (2 تي 1: 11).
هكذا أيضًا بالنسبة لدعوة الآخرين سيِّدي، فمن جهة وجود سادة لوجود فوارق طبقيّة وُجدت في ذلك الحين، فإن الرسل وضعوا بروح الإنجيل وبوحي الروح القدس وصايا للسادة والعبيد لا لتأكيد الفوارق وإنما للشهادة للحق، وإعلان روح الأخوة عند السادة نحو العبيد وروح الخضوع لدى العبيد نحو سادتهم لكن في الرب. وفي هذا كلّه يتصرَّف الجميع خلال منظار المسيح (أف 6: 5-9، كو 3: 22، 1 بط 2: 18). خلال هذا الروح أمكن للبشريّة أن تحطِّم الرقيق ويتقبّل الناس بعضهم البعض إخوة، أعضاء لبعضهم البعض. أمّا بالنسبة للقادة الروحيّين فقد أراد المسيح له المجد ألا يعطي لهم سلطان على الشعب اللهمّ إلا في الرب بالروح القدس. فالرسول بولس إذ يكتب إلى القدّيس فليمون يقول له بسلطان ولكن في الرب: وإن كان لي بالمسيح ثقة كثيرة أن آمرك بما يليق، من أجل المحبّة أطلب.. حتى لا أقول أنك مديون لي بنفسك أيضًا (فل 8-9، 19)... إنه سيّد له أن يأمر، لكنّه يسأل خلال المحبّة.
لم يتحرَّج الرسولان بولس وسيلا حين قال سجّان فيلبي لهما: يا سيّديَّ ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟ (أع 16: 30)، إذ لم يكن هذا اللقب تملقًا... إنّما إدراكًا لسلطانهما في الرب. أمّا الرسولان فلم يهتمّا باللقب، وإنما بخلاص الرجل وأهل بيته. عندما يسود روح الحياة الروحيّة الملتهبة لا يكون للألقاب خطورتها على حياة الراعي، لأن شوقه لخلاص كل نفس يملأ قلبه، فلا يجد الرياء أو الكبرياء موضعًا فيه.
في اختصار نقول أن المسيح له كل المجد لم يقصد إلغاء الألقاب بمفهوم حرفي قاتل، لكنّه أراد أن نلتقي بالقادة الروحيّين خلاله شخصيًا، نقبلهم فيه كروحيّين سمائيّين، ولا نرتبط بهم خلال التملق والمجاملات. لهذا يكمِّل: وأكبركم يكون خادمًا لكم، فمن يرفع نفسه يتّضع ومن يضع نفسه يرتفع. الخطورة أن يسعى القادة إلى العظمة عِوض الخدمة، فيرتفعون بأنفسهم ليسقطوا، أمّا القائد المتّواضع فإن الألقاب لا تزيده إلا شعورًا بالانسحاق وإحساسًا بالمسئوليّة واتّساعًا لقلبه لخدمة الجميع من أجل الرب لا الناس.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
[/size]
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“