♰ الصليب المقدس ♰ بقلم أبو يونان

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبو يونان
إدارة الموقع
إدارة الموقع
مشاركات: 937
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 11:01 pm
مكان: فيينا - النمسا
اتصال:

♰ الصليب المقدس ♰ بقلم أبو يونان

مشاركة بواسطة أبو يونان »

♰ الصليب المقدس ♰

صورة
اعتاد المسيحيون بصورة عامة أن يرسموا أشارة الصليب على وجوههم عند الاستيقاظ صباحاً وقبل النوم مساءً وعند الشدائد والضيقات وأحياناً عند التعجب وعندما يداهمهم الخطر ونرسم علامة الصليب بإرادة وبغير إرادة وهذا ما يجعلنا نتذكر دوماً بأن السيد المسيح له المجد فدانا بدمه الثمين على خشبة الصليب ما هو الصليب ؟ الصليب بعقيدتنا المسيحية هو رمز الخلاص كما كانت الحية النحاسية التي رفعها النبي موسى في البرية لخلاص بني إسرائيل من الموت كل من نظر إليها .
الصليب الذي نفتخر به كان في ذلك العصر هو عار ولعنة ولكن الرب يسوع المسيح له المجد جعله فخراً لنا من خلال تعلقه عليه, يقول القديس بولس الرسول برسالته إلى غلاطية 6 : 14 ( وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلِبَ العالم لي وأنا للعالم )
الجميع يعلم أن الخطيئة الأولى التي ارتكبها آدم وحواء عاقبهما الله بطردهما من الجنة ولكنها بقيت ملتصقة بكافة الأجيال التي سبقت السيد المسيح له المجد فخلقت هوة أو ثغرة عظيمة وكبيرة بين الله والإنسان ولابد من غلق هذه الهوة ومحال على الإنسان غلقها لاعتبارات كثيرة منها لبعد المسافة والعمق الشاسع لهذه الثغرة ولأن طبيعة الإنسان تتمثل بالأنانية وحب الذات ومَنْ ذاك الإنسان المحدود الذي يضحي من أجل البشرية جمعاء ؟ وفرضاً لو قلنا أن الملائكة بواسطتها ستقيم المصالحة والشيطان الذي هو الخطيئة بحد ذاتها كان ملاكاً والملاك محدود الإرادة فلابد من كائن لا محدود وليس سوى الله والله جل شأنه لا يرضى أن يبقى البشر بعيداً عنه فكانت المصالحة حين أرسل ابنه الوحيد كي يفدينا ويخلصنا من الخطيئة الأولى.
أن الله كثير الرحمة ومحب للبشر . . . . لأن الله محبة وهذا ما يؤكده الكتاب المقدس , عندما كان يغضب على شعبه تراه بعد حين يرجع عن غضبه وتراه مرة أخرى يندم , الطوفان الذي حصل في عهد نوح كان دليلاً على غضبه ولكنه رجع عن غضبه وقطع عهداً مع بني البشر بأن لا يهلك البشرية بطوفان أخر وأعطى علامة للميثاق الذي قطعه ألا وهو قوس قزح وهو علامة ماثلة ليومنا هذا على ذاك الميثاق .
إن الله سبحانه وتعالى أعطى لنا أمثلة ورموزاً عديدة في العهد القديم جميعها كانت ترمز للصليب أي للخلاص منها :
- ورقة الزيتون في فم حمامة نوح /
قصة الطوفان الذي حصل في عهد نوح والذي استمر 150 يوماً كان غضب الله النازل لهلاك البشرية على الأرض وبعد 150 يوماً نقصت المياه وحدث من بعد أربعين يوما أن نوح فتح طاقة الفُلك وأرسل الغراب ومن ثم أرسل الحمامة ليتأكد هل قلت المياه عن وجه الأرض فرجعت الحمامة حيث لم تجد مقراً لرجليها لأن المياه كانت على وجه الأرض وبعد سبعة أيام أرسل الحمامة مرة أخرى فعادت عند المساء وإذا ورقة زيتون خضراء في فمها فعلم نوح أن الأرض قد قلت المياه فيها , إذن ورقة الزيتون هذه أصبحت رمز خلاص لنوح وبنيه من الهلاك والفناء – تك 7و8 –
- قوس وقزح /
بعد الطوفان الذي ذكر أعلاه أن الله سبحانه وتعالى قطع عهداً مع البشرية بأن لا يهلكها حيث يقول الكتاب : ( وكلم الله نوحاً وبنيه معه قائلاً : وها أنا مقيم ميثاقي معكم ومع نسلكم من بَعدكم , أقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد أيضاً بمياه الطوفان ولا يكون أيضاً طوفانٌ ليخرب الأرض وقال الله هذه علامة الميثاق الذي أنا واضعه بيني وبين كل ذوات الأنفس الحية التي معكم إلى أجيال الدهر وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاقٍ بيني وبين الأرض فيكون متى أنشر سحاباً على الأرض وتظهر القوس في السحاب إني أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفسٍ حيةٍ في كل جسد فلا تكون أيضاً المياه طوفاناً لتهلك كل ذي جسدٍ )تك 9 : 8
وهذا القوس الذي وضعه الله في السحاب هو علامة ورمز لخلاص البشرية جمعاء من الطوفان والهلاك.
- عصا موسى النبي /
ما أكثر المعجزات التي صنعها الرب بيد النبي موسى ومن خلال هذه العصا, ليتمجد اسم الرب أمام فرعون مصر وبني إسرائيل, إنها معجزات كثيرة نذكر منها عند خروج بني إسرائيل من مصر ووصولهم عند البحر قال الرب لموسى ارفع أنت عصاك ومدَّ يدك على البحر وشُقَهُ فيدخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليابسة ويعبروا , ففعل موسى ما قاله الرب وعبر بني إسرائيل ولحق بهم المصريون فقال الرب لموسى مد يدك وعصاك على البحر ليرجع الماء على المصريين وفعل ما قاله الرب ورجع البحر كما كان.خر14: 15 وهذا مثال آخر لرمز الخلاص حيث خلص الله بني إسرائيل من يد المصريين بعصا موسى .
- عمود السحاب وعمود النار /
هذان العمودان وضعهما الله ليهديا بني إسرائيل عندما خرجوا من مصر وتاهوا في برية سيناء فكانا رمزاً للخلاص من التشرد والهلاك . خر14

- الحية النحاسية /
في رحلة بني إسرائيل وخروجهم من مصر والتي دامت أربعون عاماً ضاقت نفس الشعب في الطريق وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين: لماذا أصعدتُمانا من مصر لنموت في البرية لأنه لا خبز ولا ماء وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف , فأرسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من إسرائيل فأتى الشعب إلى موسى وقالوا قد أخطأنا إذ تكلمنا على الرب وعليك فصَّلِ إلى الرب ليرفع عنا الحيات , فصلى موسى لأجل الشعب فقال الرب لموسى : اصنع لكَ حيةً محرقةً وضعها على رايةٍ فكل من لُدِغَ ونظرَ إليها يحيا , فصنع موسى حيةً من نحاس ووضعها على الرايةِ فكان متى لَدَغت حيةٌ إنساناً ونظر إلى حية النحاس يحيا , (الحية النحاسية التي وضعها على الراية – عمود – شكلت شكل الصليب ) وهذا مثال آخر لرمز الخلاص . عد21 : 8
أختار الله شعب واحد عن بقية شعوب الأرض ألا وهو شعب بني إسرائيل أبصرهم قوته وعظمته بالآيات والمعجزات التي صنعها على يدي موسى ولكنهم كانوا يخطئون بحقه مراراً بالرغم من توبتهم ورجوعهم إلى طرقه ووصاياه , لأن قلب الإنسان يحمل الشر , أختار الله هذا الشعب لأنه منذ ذلك الزمان كان يهيئ لإرسال ابنه الوحيد كي يخلص العالم به ولأنه قطع عهداً مع أبينا إبراهيم حيث يقول الكتاب : ( بذاتي أقسمت يقول الرب إني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيراً كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر ويرث نسلك باب أعدائه ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض من أجل أنك سمعت لقولي ) تك 22 : 16 وهنا تصريح واضح من الرب في نسله سيتبارك جميع أمم الأرض ومع أن السيد المسيح هو ابن الله ولكن كان يُعرف بابن يوسف من نسل إبراهيم لذلك أرسل ابنه وتجسد من القديسة مريم العذراء , تحملَ المتاعب والآلام و الإهانة والصلب والموت من أجلنا وهذا دليل آخر من العهد الجديد على محبة الله لنا ,يقول القديس بولس الرسول : ( ولكن الله بيَّن محبته لنا لأنه ونحن خطاة مات المسيح لأجلنا فبالأولى كثيراً ونحن متبررون الآن بدمه نخلصُ به من الغضب ولأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى ونحن مصالحون نخلُصُ بحياته ) رو 5 : 8 وهنا نقول أن المصالحة بين الله والإنسان تمت من خلال موت السيد المسيح على الصليب ولم تتم من خلال الأنبياء الذين أرسلهم الرب من قَبلْ لأنهم بشر وكما ذكرنا ليس باستطاعة أحد أن يقيم المصالحة غير الله وحده .
إذن كان الصليب هو الجسر وهو حلقة الوصل بين الله والبشر وكان هو الخلاص . وتعقيباً على المفهوم اللاهوتي لمسألة المصالحة بين الله والبشر نقول: أن السيد المسيح عندما علق على الصليب, عُلِقَ عليه ما بين السماء والأرض. رفضته السماء لأنه قَبِلَ على ذاته أن يحمل خطيئة الأرض وسكانها, والخطيئة مرفوضة رفضاً تاماً من إله السماء. ورفضته أيضاً الأرض لأنه بكَّتَ رؤساء كهنتها وقرَّع فريسيها ووبخ وأنّبَ الذين حادوا عن شريعة الله , فعلق على العود ليربط السماء بالأرض ويقيم الصلح بين الله أبيه والبشر الذين صار واحداً منهم وليحوّل لعنة الخشبة إلى بركة سماوية بل ليجعل الصليب سُلّماً يصعدُ عليها إلى السماء الذين آمنوا به مخلصاً للبشرية فتبرروا وتقدسوا وصاروا أولاداً لله بالنعمة وورثة لملكوته السماوي . وقيامة السيد المسيح من بين الأموات برهنت على أن الله ألآب قد قَبِلَ حقاً ذبيحة ابنه الوحيد كفارة عن البشرية فمحا صكَّ الخطيئة الجدية وأنتصر على إبليس والموت والخطيئة.
ليس موت ربنا يسوع المسيح على خشبة الصليب خلاص للذين آمنوا في ذلك العصر وما بعده وحسب بل للذين ما قبله, أي من آدم والأجيال التي تبعته الذين كانوا يتقون الله ويخافوه يقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية5 :18 (كما بخطيةٍ واحدةٍ صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة هكذا ببرِ واحدٍ صارت الهبةُ إلى جميع الناس لتبرير الحياة ) حين مات المسيح له المجد نزل إلى الهاوية وخلص جميع الموتى المؤمنين من قيود الشيطان حيث بموته فتح أبواب الهاوية ورفعهم إلى الفردوس لأن كل الذين ماتوا من عهد آدم إلى زمن موت رب المجد كانوا مقيدين بالهاوية وأن أبواب الفردوس فتحت بقيامة الرب له الإجلال والإكرام ولهذا أصبح الصليب بعد قيامة الرب قوة الله للخلاص بدلاً من اللعنة والعار .
كل هذه الإشارات التي سبق ذكرها كانت استمرارية للوعد الإلهي الذي ضربه لآدم وحواء عند طردهم من الجنة إذ قال للحية : ( أضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نَسلُكِ ونَسلُها هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه ) تك 3 : 15 وعند تفسير هذا الوعد يتبين لنا ما يلي :
1/ أن الذي أخطأ بحق الله هو الإنسان ( آدم وحواء ) وتلك الخطيئة صارت متوارثة من جيل إلى جيل وسميت الخطية الجدية نسبة إلى جدنا آدم.
2/ الحية هي التي أغوت حواء ولذا فإن الحية لٌعِنَتْ من الله وصارت صورة للخطيئة الأصلية.
3/ أن نسل المرأة هو الذي سيسحق رأس الحية أي سيسحق الخطيئة الأصلية. وهنا يتبين لنا :
أ/ أن نسل المرأة هو السيد المسيح لأن المسيح هو الوحيد الذي ينسب إلى امرأة فيقال المسيح ابن مريم
ب/ أن هذا السحق ورد في الإشارات النبوية في العهد القديم سيتم عل الصليب
لذلك فقد جاء الرب يسوع وألقى بتعاليمه الثمينة مجاناً إلى البشر وفي النهاية مات مصلوباً على خشبة لأن الصليب كان أداة تنفيذ أقسى العقوبات بحق مرتكبي أبشع الجرائم ولذا فقد كان هذا المفهوم في العهد القديم عنواناً للعار ولكن الآن لم يعد عاراً ولعنةً بل أصبح عنواناً للمجد , للمسيح أولاً ثم للمسيحيين من بعده . يقول رسول المسيحية مار بولس برسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ( إننا ننادي بمسيح مصلوب لليهود عثرة ولليونانيين جهالة ) 1كو1 : 23 بهذا القول يعبر الرسول عن الخواطر النفسية التي كانت تجول في بال أولئك القوم .
ترى هل يأتي الخلاص لأمم عن طريق الصليب الذي يعتبر عندهم رمز عار ولعنة ؟
ترى هل يحصل اليهود على العزاء عن طريق جثة هامدة على الصليب أنزلت ووضعت في القبر ؟
الجواب يكمن في سر الحديث الذي قاله السيد المسيح له المجد في عشية ألآمه ( الحق الحق أقول لكم إنكم في هذه الليلة كلكم تشكون فيَّ ) مت 26 : 31 وفي فكر الرسول بولس لم يعد الصليب عاراً بل صار افتخارا إذ قال : ( حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح ) غل 6: 14 ويقول أيضاً (فأن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله ) 1كو1 : 18
الصليب إذاً لم يعد مجرد ألم ومذلة بل صار يحقق مجد الله وعلامةً للمسيحي:
1/ في أتباع خطى المسيح وفي هذا قال الرب يسوع له المجد (من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني) مت24:16
2/ من جهة الفصل بين خصوصيات الجسد وخصوصيات الروح فإن المسيحي يجب أن يضع ثقته في قوة المسيح وحدها لأن له المجد انتصر انتصاراً ساحقاً على الشيطان الذي أراد أن يجربه بالجسد ( التجارب الثلاث ) وبالرغم من ذلك فإن الشيطان كان يلاحقه حتى الصلب وعلى الصليب انتصر رب المجد الانتصار النهائي والساحق.
3/ أما من ناحية أن الصليب عنوان مجد للمسيحي فإن المسيح قد صلب الإنسان العتيق ولذا فإن المسيحي صار يتمتع بحرية كاملة إزاء الخطيئة.
أخيراً يجب أن نتأمل دائماً مفاعيل الصليب لنرى أنه حمل خطايانا ونتعلم أن نعرض عن الخطايا.
هنالك قصص وروايات عديدة تروي لنا عن قوة الصليب وهنالك مؤمنين بقوته العظيمة يلمسون هذه القوة بحياتهم اليومية أروي لكم هذه الواقعة( الحادثة )وأغلب الظن أنكم سمعتموها:
يحكى أن في فترة من فترات الأضطهادات التي حدثت للكنيسة إن أحد الأحبار (أي مطران)دُعي لوليمة هو والاكليروس الذي معه في دار أحد الحاقدين وقبل وصول المطران ومن معه أمر صاحب الوليمة من خدمه بأن يضعوا سُماً في الطعام وعندما حضر المطران والاكليروس دار صاحب الوليمة جلسوا ليأكلوا ومن البديهي أن يرسم إشارة الصليب على المائدة قبل البدء بالأكل فقال المطران لصاحب الدعوة أنأكل من هذا ومن هذا أم من هذا و من هذا وفي هذه الإشارة رسم إشارة الصليب وبدؤوا بالأكل وانتهوا وبعد ذلك غادروا الدار ولم يحدث لهم شيء فتعجب صاحب الدعوة وأرسل على الخدم مستفسراً منهم عن السبب فأقسموا له بأنهم وضعوا أقوى السموم الموجودة لديهم في الطعام فجلبوا كلب وأطعموه من ذلك الطعام فمات فوراً.
نحتفل كل عام بعيد الصليب في 14 من أيلول وهو ذكرى اكتشاف خشبة الصليب المقدس الذي صلب عليه رب المجد حيث تراءى للملك قسطنطين في حلمه أن عَلَمه يحمل إشارة الصليب وكان من أشد الملوك قسوة واضطهاداً للمسيحيين وعندما فاق صباحاً من النوم روى لوالدته هيلانة ما حَلُم به ليلاً وأن هذه الإشارة الموجودة على العلم هي التي ستنصره على أعدائه لذلك قامت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين بزيارة أورشليم مع جيش المملكة وبدأ البحث في منطقة الجلجثة فوجدوا الصلبان الثلاث فاحتاروا أن يميزوا الصليب المقدس من الصلبان الثلاث وحينها مرَّ بقربهم نعش ميت فوضعوا الصليب الأول والثاني على الميت ولم يقم ولكنهم عندما وضعوا الصليب المقدس عليه قام وكانت الملكة هيلانة قد اتفقت مع ابنها أن تضع على مسافات متباعدة جندي من جيشه أي على نقاط متعددة حيث يمتد هذا الخط من أورشليم وحتى القسطنطينية وكل جندي يرى النار هو الآخر يضرم ناراً ليُعلم من بعده أنه تم اكتشاف الصليب المقدس وهكذا وصلت البشارة إلى الملك قسطنطين بأن أمه وجدت الصليب.
يقول مار يعقوب السروجي في الميمر:
صعدت خشبة الصليب من أورشليم وكانت تكرم في الأماكن التي مرت بها وعندما سمع الملك قسطنطين بوصول الصليب فطأطأ هامته وسجد أمامه وبسط يديه ورفع صوته بالتسبيح:أشكرك يا رب لأنك وهبتني الصليب لأصرع به قوات العدو والمجد للآب الذي أخفى الصليب والسجود للابن الذي أظهره لقسطنطين,الشكر للروح القدس الذي أوصله إلينا بواسطة هيلانة.
ومن هذه الواقعة جرت العادة لدى المسيحيين في عيد الصليب بإضرام النار والاحتفال بهذا الحدث العظيم.

وختاماً لنردد جميعاً ما قاله اللص اليمين وما نردده في الكنيسة:
كلنا نسجد للصليب المقدس مع اللص اليمين اذكرنا يا رب متى جئت في ملكوتك .

ملاحظة: بلغ وزن خشبة الصليب المقدس 100كغم
وطوله 4.75 م ومن خشب اللوز


المالكية 14 / 4 / 1996
[/size]
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“