كفى كفى كفى
بقلم : سومر ستيفان
بقلم : سومر ستيفان
هذه الصرخة التي كررها ادم الطفل الشهيد قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة في حضن ابيه الذي استشهد هوالاخر واستقرا كلاهما في احضان الاب السماوي . هي كلمات ربما تختصر تاريخ شعب منهك
كفى لسنوات طويلة من التهميش والظلم، كفى لتسلط وذوبان باسم الوطنية. يحاولون منحنا الوطنية ونسوا بأننا نحن من نمنح الشهادة بالوطنية. نحن السكان الاوليين والاصليين، نحن متجذرون في عمق اعماق تاريخ وجعرافية ما بين النهرين، فصاحب الدار هو الذي يرحب بالوافدين اليه .
كفى لتساهل وتراخي منا بحجة العيش المشترك ؟ نعيش فترة قصيرة هنية ونتناقص ونذوب على المدى الطويل !
اضعنا لغتنا وتعلمنا وابدعنا في لغة هي ابنة عم لغتنا ؟ لماذا اهملنا امنا واهتمينا ببنت عمها ؟
غيرنا اسمائنا التي هي علامة تاريخنا وقديسينا وابطالنا ومأثرنا ؟ وسمينا اسماء ليست لنا ؟
غيرنا بعض عوائدنا وتطبعنا طبائع غير طبائعنا تحت مسميات العيش المشترك والاندماج ؟
انا اعرف ان الانسان كائن اجتماعي يتائر ويؤثر، ويجب ان يكون ايجابي وبناء في تفاعله مع الاخر، وانا مؤمن بهذا.
ولكن أؤكد على الحفاظ على خصوصية الهوية، أؤثر وأتأثر ولكن لا أذوب, أتفاعل إيجابيا وأكون بناءاً مع الآخر دون أن أضيع حقوقي و أضيع في مراحل البناء.
ما فائدة زاقورات بابل إذا مات بابل؟!
بعد سقوط بغداد نهبت المتاحف فتعالت الأصوات: حافظوا على الآثار إنها آثار سومرية, أشورية, بابلية إنها آثار قيّمة, قديمة من عمر الزمن ... يا للسخرية.
يطالبون بالحفاظ على الآثار و يقتلون أصحاب الآثار؟!.
ما فائدة الحجر إذا مات البشر! إنها سخرية, مُرائات ما بعدها مُرائات.
كفى لعبثية بحقوق الناس, إذا مارسنا جزء من حقوقنا يمننوننا به وكأنهم يهبوننا ما ليس لنا. يقولون أنكم تمارسون شعائركم الدينية بحرية؟ هذه المقولة التي و للأسف يتغنى بها بعض رجالاتنا مادحين السلطة بها, عجبي؟! و هل ممارسة العبادة هي عمل يهدد أمن الدولة؟ هل الصلاة في الكنيسة عمل سياسي معادي؟ هل تسبيح الله يخالف توجيهات السلطة او يقلق راحتها ؟ ما هو الخطر أو الخطأ عندما نصلي في كنائسنا ؟!
إللا اذا كان إلههم لا يرضى بصلواتنا ولا تعجبه طلباتنا.
يقولون يوجد منكم وزراء و مدراء و مسؤولون
اي وزير تسنّم وزارة أو اي مدير أو اي مسؤول استلم مؤسسة ولم يكن جدير بها و لم يتركها بحالة أفضل مما استلمها؟ أنتم المستفيدين من وجدود وزراء و مسؤولين مسيحيين بينكم. هم أزهار دنياكم هم نور دربكم خلاقي خططكم، تفخرون بين الأمم بهم و بأنكم ديمقراطيون وأنتم لا تملكون غير صورتها و بهذه الممارسات تكسبون الرأي العام العالمي.
أنتم في الغرب أقلية, لكم حقوق المواطن الكاملة, و لكم مسؤولين حتى وزراء و نواب وتقولون هذا حقنا، هذه الدمقراطية , نعم هذه الديمقراطية , أنتم الأقلية في بلد لا تحبونه تمتصون خيراته بكل السبل المشروعة و غير المشروعة و تقولون هذا حقنا, بينما في الشرق أصحاب البلد السكان الأصليون تمننونهم الف منة إذا ما مارسو جزء قليل من حقوقهم.
في كل خلاف وكل مشكلة تحصل في الشرق تُحَل على حسابنا، تُداس حقوقنا و تهان كرامتنا ونخسر اموالنا بحجة كلام معسول: أنتم متسامحين و حضاريين ولا يليق بكم أن تتنازلون لهكذا مستوى!
كفى لخسارة الأرض. ما بين النهرين و حتى الصين و أفغانستان تحكي الآثار و أسماء المدن والجبال أنها كانت لنا، أما اليوم فلم يبقى سوى سهل نينوى؟ فهل نلحق أنفسنا قبل أن يضيع هو الآخر؟
هل نستطيع ان نعيش فيه و عليه بأمان بعد أن أضاع الجار الثقة بالأمن و السلام؟
هل نجرؤ أن نقول له أننا نحبك ولا نعاديك و لكننا لم نعد نشعر بالأمن و السلام معك؟
كفى كفى كفى كانت آخر ما نطق به الشهيد الصغير فهل تهز كلماته وجدان الناس؟
هل تضرٌم فينا النخوة.... هل توقظنا من سبات طويل...؟
سومر ستيفان
