يا إلهي الجميع يقتلون.. أين مبادرتك؟؟ بقلم: عزيز بنو

[عزيز بنو]

يا إلهي الجميع يقتلون.. أين مبادرتك؟؟
بقلم. عزيز بنو

قلتَ يا سيدي: "من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر".
ومن منهم بدون خطيئة حتى يرجموا أماكن عباد تك ليس بالحجر بل بالرصاص والقنابل والأحزمة الناسفة، دون أي واعزٍ من ضمير أو إحساسٍ إنساني بل همجي وحشي بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
ضميرٌ قتل الطفولة.. قتل النساء.. قتل الشباب..
أي ضمير هذا حتى يفجر مكان للصلاة، للعبادة؟!
هؤلاء يا سيدي المهم عندهم التفجير والقتل ولاشيء سواه.
هل من المعقول أن يصدق أولئك أنفسهم بأنهم جادون.. مخلصون لك.. صادقون..
بالطبع يا سيدي بقناعتهم أنهم يخدموك ولكن أي خدمة وأي أخلاص وأي تعاليم لا أدري!
نعلم يا سيدي انك تعلم بالقلوب.. والنيات.. وأي عمل يفعله عبادك؟! والى أي مرحلة سيتوصل؟!
قل لنا يا سيدي وإلهي هل قتل الطفولة مشيئة؟!
هل تفجير أماكن عبادتك (كنيسة النجاة مثلا) إيمان؟!
هل قتل الجسد ومشاهد النفوس المرتعبة حق؟!
فما العمل إذن هل نبقى مكتوفي الأيدي نصوم ونصلي وننتظر الآخرة؟!
طوفان من الأسئلة.. لكن.. دون جواب...
أناسٌ تموت كلّ يومٍ دون عقاب..
أناسٌ تفخر بأنها سيدة الموقف وتحاسب من تريد لا بل وترسله إلى النار الأبدية أيضاً..
إلى أين والمراكب تتوه بنا.. تعصف بنا أمواج الشر والغدر والنميمة.. وتلاحقنا مراكب السوء..
إلى أين وأنت تمهل ولا تهمل..
هل في تلك المهلة حكمة أم طوفان مميت..
أجعلهم طوع أمرك يفعلون الصواب..
كرّس فيهم المحبة وأنت المحبة عينها..
أجعلهم يحملون الورد للأطفال بدل الأحزمة الناسفة والرصاص والقتل..
أجعلهم يصلّون في أماكن عبادتك بدل تفجيرها وقتل من فيها..
أنت القادر على كل شيء.. وأنت تستطيع أن تغير كل شيء..
فما ذنب البشرية حتى تبتلي بهؤلاء؟
وهل نحن من نحاسب بعضنا البعض؟
لا يا إلهي ويا سيدي أنت من تحاسب وأنت من تحل وتربط ولكن إلى متى؟
فأصوات الأطفال والنساء والرجال والشيوخ تدوي في كل مكان تحرك ا لمشاعر وتذرف دموع الملايين..
ولكن أين مبادرتك سيدي؟!