رهبة الصليب! بقلم المحامي نوري إيشوع

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
المحامي نوري إيشوع
عضو
عضو
مشاركات: 62
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 12:20 am

رهبة الصليب! بقلم المحامي نوري إيشوع

مشاركة بواسطة المحامي نوري إيشوع »

رهبة الصليب!
بقلم المحامي نوري إيشوع

صورة

"إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله" (1كو1: 18).
كان للصليب قديماً, رهبة و خوفاً, كان مرادفاً لكلمة لعنة و موت, خيانة و عدم أمانة, ألم و تعذيب, طاعة قسرية و خضوع بلا حدود, عقوبة صارمة فأعدام, كان تعني خشبة الصليب عبودية و اذلالاً مباحاً, دكتاتورية ذات القطب الأوحد!
لقد عرف الصليب كآلة تعذيب رادعة, أستعملها الكثيرون من الحكام و على مر العصور كعقوبة لفرض سلطانهم المطلق على أمبراطورياتهم الشاسعة, و كان غالبية ضحايا هذه العقوبة هم من العبيد و الغرباء, عقوبة كانت تنفذ في جرائم الخيانة العظمى, خرق قوانين المعابد و سرقتها, و الفرار من الجندية, أما تنفيذها فكان يتم في مكان عام و على الملأ ترافقه أعمال تعذيب فيها من الشناعة و البشاعة الكثير ليكون وقعها كبيراً و تأثيرها رادعاً.
و قد عرف بني اسرائيل هذه العقوبة و تم تنفيذها فعلاً على مر العصور "المعلق ملعون من الله" تث23:21
بعد فداء البشرية على الصليب و موت المسيح الكفاري لأجلنا نحن البشر و من أجل مغفرة خطايانا و مصالحتنا مع الآب السماوي, بعد خطيئة الأنسان الأول آدم "لانه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع" 1 كو22:15
بعد أن أصبح الصليب رمز للتضحية بدلاً من العقوبة, الرحمة بدلاً من النقمة, المحبة و التسامح بدلاً من الذل و الهوان, الخلاص و الإيمان بدلاً من الموت و اللعنة! "لأنه هكذا أحب الله العالم ، حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" يو 3 : 16.
اليوم و بعد مرور أكثر من ألفي عام على عملية الفداء, ازداد خوف و رعب الكثيرين من الصليب, أناس أبوا إلا أن يعيشون في الخطيئة, و ينغمسون في الشرور, كلمة صليب عند هؤلاء جهالة و كفر, لذا نراهم يحاربونه و يدكون قباب الكنائس التي ترفعه كما حدث في العراق و الأسكندرية و نجع جمادي, نيجيريا, باكستان, مع كل ما يحمله من معاني سامية, نبيلة, إيمانية و خلاصية "2 ناظرين الى رئيس الايمان ومكمله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله" عب 12:2
ففي كثير من الدول و خاصة في الشرق, يقلقهم مجرد ذكر اسم الصليب أو رؤيته, دول تكره معاني المحبة و السلام, التضحية الحقيقية و التسامح, ترفض دعوات الأيمان و التعايش الأنساني السلمي, لذا البعض القليل من تلك الدول تسمح ببناء الكنائس و دور العبادة المسيحية و لكن بشرط عدم رفع الصليب فوقها كما هو الحال في الأمارات العربية المتحدة عند أفتتاح أول أكبر دير تاريخ في الخليج العربي, معللين ذلك و من خلال وسائل الأعلام مراعاة لشعور الآخرين! ناهيكم عن الكثير من الدول التي تمنع بناء الكنائس و تحظر ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية بشكل قطعي كالسعودية أو وضع الصليب على دور العبادة كالجزائر و ليبيا و غيرها من الدول!
و لكن الذي يثير القلق و يحز بالنفس, هو حذو بعض الدول الأوربية و الغربية التي تدعي المسيحية حذو بعض دول الشرق, فألغت الديانة المسيحية من المدارس و إزالت الصلبان من المشافي كما هو الحال في كندا, ومنعت الطلاب من حمل الصلبان كما حصل في فرنسا, , و كان آخر هذه الأعمال المرعبة هو الأستفتاء الذي سيجري في سانت دييغو في أمريكا لرفع الصلبان و إزالتها, ناهيكم عن قيام الكثير من الشركات الكبيرة بإلغاء الأحتفالات في الاعياد المسيحية و رأس السنة و ذلك مراعاة لشعور غير المسيحيين!
و لكن بالرغم من شروركم و آثامكم و جرائمكم الفظيعة التي لا يقبلها لا العقل و المنطق, و بالرغم من خلعكم ثوب الأنسانية و أصبحتم ذئاب خاطفة, فان رب المجد فاتح ذراعيه ليحضنكم بعد أن تتوبوا و تتبعوا الطريق و الحق و الحياة, و تكونوا أبناء أبرار للذي فدى البشرية جمعاء على الصليب!
أليس هو القائل:
" .28 تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم. 29 احملوا نيري عليكم وتعلموا مني.لاني وديع ومتواضع القلب.فتجدوا راحة لنفوسكم. 30 لان نيري هين وحملي خفيف" مت 11: 28-30
المحامي نوري إيشوع
في 28/01/2011

أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“