الأحد الأول من الصوم ـ وعرس قانا الجليل 2011!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54300
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الأحد الأول من الصوم ـ وعرس قانا الجليل 2011!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »


أعجوبة قانا الجليل
ينفرد الإنجيلي يوحنا بخبر زيارة يسوع المسيح لقانا الجليل، وحضوره مع أمه العذراء مريم العرس، الذي عادة كان يستمر أسبوعاً. ويقول الإنجيلي أن يسوع وتلاميذه كانوا من المدعوين إلى هذا العرس.

الحدث الأول : هو حضور يسوع الشخصي للعرس، وهذا بحد ذاته يعتبر بركة لسر الزواج.
أما الحدث الثاني : فهو تحويل الماء إلى خمر. ويقول يوحنا الإنجيلي عن هذه الأعجوبة أنها بداية الآيات التي فعلها يسوع وأظهر مجده فآمن به تلاميذه، توقف شرّاح الكتاب المقدس طويلاً عند هذه الأعجوبة، ولها أكثر من تفسير ولكن قراءة هذا الفصل بتأنٍ يعطي تفسيرات كثيرة للمعاني الكامنة وراء هذه الأعجوبة.
ترتيلة : هلموا شعباً مؤمنين
هلموا شعباً مؤمنين نسبحُ الربَّ الأميـن
ولننشدن صارخيـن حمداً لربنا المعيـن
كان في قانا الجليـل في دعوة عرس خليل
حوَّل الماء الأصيـل خمرة من سلسبيــل


فروميون : التسبيح لصانع العجائب الذي تهاب قوات السماء بهاء مجده. دُعي كإنسان إلى عرس قانا الجليل فأفاض جوده وفضله بتحويله الماء إلى خمر لذيذة بإشارته. التعظيم للفادي الذي أهرق دمه من أجل خلاص رعيته، له يحق السجود والإجلال في هذا وقت.
سدرو : لك الشكر أيها المسيح بكر الآب الأزلي، أنت الذي لا تُقاس محبتك للبشر، يا من وُلدت أزلياً من أبيك بنوع يفوق العقول، وشئتَ بنعمتك أن تلد من العذراء بالجسد، فارتضيت لذاتك الفقر والضعف وأنت الغني الجوَّاد، وكشفت لاهوتك للبشر بالآليات والمعجزات، ولما دُعيت إلى عرس قانا الجليل، أظهرت مجدك الفائق إذ أمرتَ أن تملأ الأجاجين ماء فحولتها بإشارة منك إلى خمر جيدة، وأشرت إلى السقاة ليقدموا منها للمتكئين، فملأت قلب العريس بهجة وسروراً. وازداد أهل العرس فرحاً وحبوراً، وامتلأت النفوس عجباً بهذه المعجزة الأولى التي صنعتها فآمن بك رسلك وتحققوا صدق دعوتك الإلهية، يا من منك يجري ينبوع الأشفية الذي لا ينضب، وتنبعث المعونات بفيض غزير لكل من يسألك، فأنت النور والحياة للذين إليك يلجأون.
والآن نتضرع إليك أيها المسيح الفادي في ذكرى أولى عجائبك أن تنقل فكرنا من عمل الشر إلى عمل الخير، وتؤهلنا لسكنى خدرك السماوي، اللهم وأجلسنا في حظيرتك، وثبتنا بالإيمان بك، واتكئنا مع أصفيائك في رحاب ملكوتك، واجعلنا من بين المدعوين إلى وليمتك، وآروِ ظمأ أنفسنا بهنئ طِّلك، وكللنا بإكليل الغلبة، يا رب وأسند الشيوخ، وأشفِ المرضى، وعزِّ المكتئبين، وأشبع الجياع، واكفِ حاجة المعوزين، وأهدِ الضالين المبددين، وساعد الأرامل، وارعَ الأيتام والمشردين، ربنا وأرأف بالمذنبين، وأغفر للخطاة، وسامح بنعمتك جميع موتانا المؤمنين، لكي معهم نرفع لك حمداً وشكراً ولأبيك المبارك ولروحك القدوس الآن وإلى دهر الداهرين آمين.

القراءة (إنجيل يوحنا 2 : 1 ـ 11)
ـ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ. قَالَ لَهَا يَسُوعُ مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ. قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ. وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثلاَثَةً. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ ﭐمْلأوا الأَجْرَانَ مَاءً. فَمَلأوهَا إِلَى فَوْقُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمُ ﭐسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَأ. فَقَدَّمُوا. فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَأ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ لَكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَأ الْعَرِيسَ. وَقَالَ لَهُ كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ. هَذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ فَآمَنَ بِهِ تلاَمِيذُهُ.
الشــــــــــــــرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
- كانت احتفالات الزواج في ذلك الوقت تتم على مدى أسبوع بأكمله. وكانت المآدب تقدم لضيوف كثيرين، وكانوا يقضون الأسبوع في احتفال بالحياة الجديدة للزوجين. وكانت المدينة كلها تقريبا تدعى لحضور الاحتفالات، فقد كان رفض الدعوة إلى حفل الزواج يعتبر إهانة، وكانت ضيافة عدد كبير من الناس تحتاج إلى تخطيط دقيق. وكان نفاد الخمر ورطة كبرى كما أنه خرق لأصول الضيافة المتوارثة وغير المكتوبة. وهنا نرى يسوع يستجيب للحاجة.
- كان الرب يسوع في مهمة هي خلاص العالم، وهي أعظم إرسالية في تاريخ البشرية جمعاء. لكنه قضى بعض الوقت في حضور العرس، واشترك في احتفالاته. وقد نسقط في تجربة الظن بأنه ينبغي علينا ألا نستقطع من وقت عملنا "المهم" جزءا من أجل المناسبات الاجتماعية. ولكن لعل هذه المناسبات الاجتماعية جزء من إرساليتنا. وكان الرب يسوع يقيم ويقدر احتفالات العرس هذه لأنها تضم الناس، وقد جاء يسوع ليكون مع الناس. ويمكننا أن نتمم إرساليتنا، أحيانا، في أوقات مرحة في احتفال مع الآخرين. فليكن هناك اتزان في حياتك بوجود الرب يسوع فيها في أوقات المرح وفي أوقات العمل أيضا.
- يمكن ترجمة معنى العبارة : "ساعتي لم تأت بعد" "ساعتي ووقتي لعمل المعجزات لم يحن بعد". ولعل العذراء مريم لم تكن تطلب من يسوع معجزة، بل أن يساعد الآخرين في هذه المصيبة الكبرى بالبحث عن بعض الخمر. ويقول التقليد إن يوسف النجار، كان في ذلك الوقت قد مات. ومن ثم فلعلها اعتادت أن تطلب من ابنها العون في المسائل العويصة. وكان رد يسوع على العذراء مريم عسير الفهم، ولكن ربما كانت هذه هي النقطة. فبرغم أن مريم لم تدرك ما كان يسوع سيفعله، إلا أنها وثقت أنه سيعمل الصواب. إن من يؤمن بيسوع، وإن وجد نفسه في بعض المواقف لا يفهمه، عليه أن يواصل الثقة في أنه يعمل بأفضل الطرق.
- كانت الأجران الحجرية الستة تستخدم عادة في التطهير أو الاغتسال الشرعي الطقسي. فحسب شريعة اليهود الطقسية كان الإنسان يتنجس رمزيا بلمسه مواد الحياة اليومية. وكانوا قبل الأكل يصبون الماء على أيديهم ليتطهروا من أي تأثير سيئ مرتبط بما قد لمسوه.
- كثيرا ما يبحث الناس في كل مكان عن الإثارة في الحياة وعن معنى لها ولكن لا يتجهون إلى الله طلبا لهذا ظنا منهم أن الحياة مع الله جافة وجامدة. وكما كانت الخمر التي صنعها يسوع هي الأفضل، كذلك الحياة معه أفضل من الحياة على طريقتنا. فلماذا ننتظر حتى ينفد كل شيء آخر لنختبر الله؟ ولماذا نؤخر الأفضل للنهاية؟
- عندما رأى التلاميذ معجزة يسوع آمنوا به. فالمعجزة ذاتها أوضحت سلطانه على الطبيعة. أما كيف صنع المعجزة فيكشف عن طريقة خدمته، مساعدا الآخرين، ومتحدثا بسلطان ومتلامسا مع الناس بصورة شخصية.
- ليست المعجزات مجرد أعمال فائقة للعقل البشري، ولكنها أعمال تبدي قوة الله. وقد كانت كل المعجزات تقريبا التي صنعها الرب يسوع تجديدا لخليقة ساقطة، فهو يرد البصر لأعمى، ويشفي الأعرج والمشلول، بل ويعيد الميت إلى الحياة. فلنؤمن به، ليس لأنه فائق للبشر، بل لأنه هو الله الذي يواصل الخلق فيمن هو فقير أو مسكين، أو ضعيف، أو مشلول، أو يتيم، أو أعمى، أو أعرج، أو فيمن به حاجة ملحة إلى إعادة الخلق والتكوين.

:croes1: جعله الرب صوماً مباركاً على الجميع، بالخير والبركة والعمر المديد :croes1:
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

Re: الأحد الأول من الصوم الأربعيني وأحد قانا الجليل 2011!

مشاركة بواسطة ابن السريان »

صورة

شكراً لك أخي الغالي الشماس أسحق
شكراً لك على هذه المواضيع الروحية
كل صوم أنتم بألف خير ونعمة
هذه هي الأيام المباركة التي وعد الرب بها لخلاص البشر
أننا نستعد لها بدأً من هذا الأحد بالصوم المبارك
ليجعلنا الرب من المدعويين لوليمته الأبدية لنتنعم بنعمه
لنصلي لكل أخوتنا ليكونوا من المدعويين لها
بأنتظار الجديد بركة الرب معك

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54300
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

Re: الأحد الأول من الصوم الأربعيني وأحد قانا الجليل 2011!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

كل الشكر لك اخي القدير ابن السريان النشيط
كثيرا ما يبحث الناس في كل مكان عن الإثارة في الحياة وعن معنى لها ولكن لا يتجهون إلى الله طلباً لهذا ظناً منهم أن الحياة مع الله جافة وجامدة. وكما كانت الخمر التي صنعها يسوع هي الأفضل، كذلك الحياة معه أفضل من الحياة على طريقتنا. فلماذا ننتظر حتى ينفد كل شيء آخر لنختبر الله؟ ولماذا نؤخر الأفضل للنهاية؟
ربنا يسوع المسيح يكون معك، ومع عائلتك الكريمة
وصــــــــــــــــــــومـــــــــــــــاً مباركــــــــــــــــــــــاً.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“