آثامنا أمامكم . خفياتنا في ضوء وجهك (مز8:90) .

في أحد أيام الآحاد قام رجل بعملية سطو على أحد المحلات بمدينة لندن . كانت الشوارع هادئة وغير مزدحمة بالمارة . ولكنه فوجىء برجال البوليس أمامه فهرب ، وطارده البوليس فأخذ يركض حتى دخل قاعة للصلاة . وما إن دخل إلى المكان حتى ألقى بنفسه على أحد المقاعد وهو يلهث . وإذا بالقس ينادي بأعلى صوته قائلاً : {{ أين اذهب من وجهك ومن روحك أين اهرب }} (مز10،7:139) . فقال اللص في نفسه وهو يرتجف : لقد هربت من البوليس ، لكني لن أقدر أهرب من الله ! . وبكَّته روح الله بشدة على خطيئته ، فطلب المغفرة وصرخ من أعماقه : اللهم ارحمني أنا الخاطىء فتغير الحال معه تماماً ، وصار الجاني إنساناً جديداً ومحترماً ، وتم فيه المكتوب : {{ لا يسرق السارق فيما بعد بل بالحري يتعب عاملاً الصالح بيديه }} (أف4) . ولا زالت نعمة الله تقبل الخطاة وتُغيِّر اللصوص ، بل وإله كل نعمة على استعداد أن {{ يرفع الفقير من المزبلة للجلوس مع الشرفاء ويملِّكهم كرسي المجد }} (1صم8:2) .