الروح والجسد!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54313
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الروح والجسد!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

وإنما أقول: اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر، حتى تفعلون ما لا تريدون ولكن إذا انقدتم بالروح فلستم تحت الناموس. وأعمال الجسد ظاهرة ، التي هي: زنى، عهارة، نجاسة، دعارة عبادة الأوثان، سحر ، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة حسد، قتل، سكر، بطر. وأمثال هذه التي أسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضا: إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. وأما ثمر الروح فهو : محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان وداعة، تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات. إن كنا نعيش بالروح ، فلنسلك أيضا بحسب الروح. لا نكن معجبين نغاضب بعضنا بعضا، ونحسد بعضنا بعضا.غل 5
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد، الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ إذا كانت رغباتك تطابق ما جاء في (عد 22)، فاعلم أن الروح القدس هو الذي يقودك، وفي نفس الوقت احترس من أن تخلط بين مشاعرك وقيادة الروح، فالانقياد بالروح القدس يمنحك الرغبة لتسمع، والاستعداد لتطيع، والحساسية للتمييز بين مشاعرك وتحريضات الروح.
ـ لجميعنا شهوات طبيعية شريرة، ولا يمكننا تجاهلها، ولكي نستطيع أن نتبع قيادة الروح القدس، يجب أن نتعامل مع هذه الشهوات بحزم (أن نسمرها على صليب المسيح). وهذه الشهوات تشمل خطايا واضحة مثل الخطايا الجنسية والسحر، كما أنها تشمل خطايا أقل وضوحاً مثل الطمع والغضب والحسد. وتجاهل خطايانا أو عدم معالجتها بحزم يحرمنا من أن نرث ملكوت الله.
ـ تسيطر علينا جميعا بعض القوى الخارجية، فإذا كان الناموس هو الذي يسيطر علينا، فلاشك في أن عجزنا عن حفظه يديننا. وإذا كانت الخطية هي التي تسيطر علينا، فإن أعمالنا الشريرة تدمرنا. أما إذا كان الروح القدس هو الذي يسيطر علينا، فلابد أن نثمر الثمر المذكور في هذه القائمة. يجب ألا نخشى سيطرة الروح علينا، فهو لا يمتلكنا رغم إرادتنا أو يعاملنا وكأننا بلا إرادة كالإنسان الآلي.
ـ ينتج فينا الروح القدس سجايا أدبية لا تصرفات معينة، فلا نستطيع أن نخرج ونفعل هذه الأشياء، ولا نستطيع الحصول عليها بمحاولة نوالها، بل إذا أردنا أن يظهر ثمر الروح في حياتنا فيجب أن ندرك أن كل هذه المميزات إنما توجد في المسيح، لذلك كانت الوسيلة الوحيدة لغرسها فينا هي أن تتحد حياتنا بحياته (انظر يو 15: 4أنا الكرمة الحقيقة، 5). يجب أن نعرفه وأن نحبه ونذكره ونتمثل به، فتكون النتيجة هي إتمام الغرض المقصود من الناموس، أي المحبة لله وللناس. فأي هذه الصفات في حاجة إلى تنمية أكثر في حياتك؟
ـ لأن الله الذي أعطى الناموس هو نفسه الذي أعطى الروح القدس، كانت ثمار الحياة الممتلئة بالروح، تتوافق تماماً مع القصد من ناموس الله، فالشخص الغني في ثمر الروح يتمم الناموس أفضل جداً من الشخص الذي يحفظ الطقوس والفرائض، ولكن ليس في قلبه سوى القليل من المحبة.
ـ لكي نقبل المسيح مخلصا لنا، علينا أن نرجع عن خطايانا ونسمر، طوعا، رغباتنا الطبيعية الشريرة على الصليب. وليس معنى هذا، على أي حال، أننا لن نرى أثرا لهذه الرغبات مرة أخرى، فكمسيحيين مازالت لدينا إمكانية الوقوع في الخطية، ولكننا قد تحررنا من سلطان الخطية علينا، وليس علينا أن نستسلم لها، بل يجب أن نضع يوميا ميولنا الخاطئة تحت سيطرة الله، وأن نسمرها يوميا على صليب المسيح، ونستمد لحظة بعد لحظة القوة من الروح القدس للغلبة عليها.
ـ إن الله يهتم بكل جانب من جوانب حياتنا، وليس بالجانب الروحي فقط، وحيث إننا نحيا بقوة الروح القدس، فيلزمنا أن نخضع كل جانب من جوانب حياتنا لله، سواء العاطفية أو الجسمانية أو الاجتماعية أو العقلية أو المهنية. ويقول الرسول بولس : أنتم مخلصون، فعيشوا كمخلصين. والروح القدس هو مصدر حياتنا الجديدة، فلنسلك تحت قيادته. لا تدع شيئاً أو أحدا يحدد لك قيمك ومعاييرك في أي مجال من مجالات حياتك.
ـ جميعنا نحتاج إلى قدر من استحسان الآخرين لنا، أما الذين يحيدون عن طريقهم ليحوزوا مراتب الشرف أو لينالوا شهرة عند كثيرين من الناس، فإنهم يثبتون أنهم لا يتبعون قيادة الروح القدس، فالذين يبغون الحصول على استحسان الله لهم، لا حاجة لهم إلى استحسان الآخرين لهم.
وللمسيح المجد من الآظل وإلى أبد الآبدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

Re: الروح والجسد!

مشاركة بواسطة ابن السريان »

صورة

شكراً لك أخي الغالي الشماس أسحق
شكراً لك على هذه المواضيع الروحية
الرب يمنحك الصحة والبركة
من سلك خلف الجسد فيكون نصيبه الهلاك
أما من يسلك خلف الروح فيخلص بالرب الفادي له المجد
لنصلي لكل أخوتنا ليكونوا من الخالصين بنعمة المغفرة والرحمة
بأنتظار الجديد بركة الرب معك

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“