الأحياء مع المسيح ـ بالنعمة مخلصون بالإيمان!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54313
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الأحياء مع المسيح ـ بالنعمة مخلصون بالإيمان!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

رسالة بولس الرسول إلى مؤمني أفسس تقول:
وأنتم إذ كنتم أمواتا بالذنوب والخطايا، التي سلكتم فيها قبلا حسب دهر هذا العالم، حسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية، الذين نحن أيضا جميعا تصرفنا قبلا بينهم في شهوات جسدنا، عاملين مشيئات الجسد والأفكار، وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضاً، الله الذي هو غني في الرحمة، من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها، ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح - بالنعمة أنتم مخلصون ـ وأقامنا معه، وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع، ليظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق، باللطف علينا في المسيح يسوع. لأنكم بالنعمة مخلصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد. لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة، قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد، الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ (رئيس قوات الهواء)، كان قراء الرسول بولس يعرفون أنه يعني به الشيطان. وكانوا يظنون أن قوات الشر الروحية تسكن ما بين الأرض والسماء، وهكذا كان الشيطان يحكم العالم الروحي الشرير، الشياطين وكل من هم ضد المسيح. فالشيطان بالتعريف معناه الخصم أو العدو كما أنه يسمى إبليس ، ورئيس الشياطين (مر 3: 22). وقد انتصر المسيح في قيامته على الشيطان وقوته. فيسوع المسيح إذا هو السيد الدائم لكل العالم، أما الشيطان فما هو إلا رئيس مؤقت على ذلك القسم من العالم الذي يختار أن يتبعه.
ـ وحقيقة أن جميع الناس، بلا استثناء، يرتكبون الشر، دليل على اشتراكهم في الطبيعة الشريرة، فهل يعني هذا أنه لا يوجد أناس صالحون من غير المؤمنين؟ بالتأكيد يوجد كثيرون من الناس يفعلون خيراً للآخرين، وبمقياس نسبي، هناك كثيرون من ذوي الأخلاق شفوقون يطيعون القوانين، وهكذا. وبمقارنة هؤلاء الناس بالمجرمين، يلزمنا أن نقول إنهم صالحون حقيقة، ولكن بالنسبة لمقياس الله المطلق، لا يوجد أحد صالح إطلاقاً. ولا يمكننا أن نصبح صالحين في نظر الله إلا متى اتحدت حياتنا بحياة المسيح الكاملة.
ـ وهنا يؤكد الرسول بولس أنه لا يلزمنا أن نعيش فيما بعد تحت سلطان الخطية، فقد تحمل المسيح على الصليب عقوبة الخطية، وحطم سلطانها على حياتنا. وقد سبق للرسول بولس أن قال إننا صرنا أبرياء على أساس الإيمان بالمسيح، غير مذنبين أمام الله، ولكن الله لا يأخذنا من العالم ليجعل منا شخوصاً آلية، فمازلنا نحس بالخطية فينا، بل ونخطئ فعلا أحيانا، ولكن الفرق هو أننا قبل الإيمان كنا مستعبدين لطبيعتنا الشريرة، أما الآن فنستطيع أن نعزم أن نحيا للمسيح.
ـ لأن المسيح قد قام، نعلم يقينا أن أجسادنا ستقام من الأموات. وقد وهبت لنا القوة لنحيا الآن حياة مسيحية. هذه الأفكار يتضمنها قول الرسول بولس إننا أجلسنا مع المسيح في المجد، فحياتنا الأبدية في المسيح أمر مؤكد لأننا متحدون معه في نصرته الباهرة.
ـ عندما يقدم أحدهم لك هدية، فهل تقول له : حسن! ولكن بكم أنا مدين لك؟ كلا، بل الجواب المناسب للرد على الهدية هو : شكراً. ولكن ما أكثر ما يحاول المسيحيون، بعد أن وهبوا عطية الخلاص، أن يكتسبوا بجهودهم القبول لدى الله. ولكن لأن خلاصنا بل وإيماننا هما هبة من الله، فما علينا إلا أن نستجيب بالشكر والحمد والتهليل.
ـ إننا نصبح مسيحيين بعطية الله التي لا نستحقها (التي تسمى نعمة) ، وليس نتيجة لأي جهد أو قدرة أو قرار أو عمل خدمة للآخرين من جانبنا، واعترافا منا بفضله وشكرا على عطيته المجانية، يجب أن نسعى لخدمة الآخرين بكل شفقة ومحبة وصلاح، فلا نعكف على إرضاء أنفسنا فحسب. ومع أنه ليس ثمة فعل أو عمل يمكن أن يساعدنا على الحصول على الخلاص، فإن قصد الله هو أن خلاصنا يثمر أعمال الخدمة، فنحن لم نخلص لنعيش لأنفسنا، بل لنعيش له، لنمجده ولنبني الكنيسة.
وللمسيح المجد من الآزل وإلى أبد الآبدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“