الرسالة إلى مؤمني كولوسي ص2
فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه،
متأصلين ومبنيين فيه ، وموطدين في الإيمان، كما علمتم، متفاضلين فيه بالشكر. انظروا أن لا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل، حسب تقليد الناس، حسب أركان العالم، وليس حسب المسيح. فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا. وأنتم مملوؤون فيه، الذي هو رأس كل رياسة وسلطان. وبه أيضاً ختنتم ختاناً غير مصنوع بيد، بخلع جسم خطايا البشرية، بختان المسيح، مدفونين معه في المعمودية، التي فيها أقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله، الذي أقامه من الأموات. وإذ كنتم أمواتاً في الخطايا وغلف جسدكم، أحياكم معه، مسامحاً لكم بجميع الخطايا، إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض، الذي كان ضدا لنا، وقد رفعه من الوسط مسمرا إياه بالصليب. إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارا، ظافرا بهم فيه. فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب، أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التي هي ظل الأمور العتيدة، وأما الجسد فللمسيح لا يخسركم أحد الجعالة، راغبا في التواضع وعبادة الملائكة، متداخلا في ما لم ينظره، منتفخا باطلا من قبل ذهنه الجسدي، وغير متمسك بالرأس الذي منه كل الجسد بمفاصل وربط، متوازرا ومقترنا ينمو نموا من الله. إذا إن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم، فلماذا كأنكم عائشون في العالم؟ تفرض عليكم فرائض لا تمس! ولا تذق! ولا تجس! التي هي جميعها للفناء في الاستعمال، حسب وصايا وتعاليم الناس، التي لها حكاية حكمة ، بعبادة نافلة، وتواضع، وقهر الجسد، ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ قبول المسيح ربا لحياتك هو بداية الحياة مع المسيح، ولكن عليك أن تظل منقادا له، فهو يريد أن يقودك كل يوم، وأن يساعدك في مواجهة مشاكلك اليومية. ويمكنك أن تحيا للمسيح :
(1) بتسليم حياتك وإخضاع إرادتك له.
(2) بالسعي لأن تتعلم منه، ومن حياته وتعاليمه.
(3) بإدراك قوة الروح القدس فيك.
ـ يستخدم الرسول بولس نموذجاً للتأصل في المسيح أو الارتباط الحيوي به من النبات. وكما يستمد النبات غذاءه من التربة عن طريق الجذور، هكذا نستمد نحن القوة اللازمة للحياة من المسيح، وكلما كان المسيح مصدر حياتنا، يصعب خداعنا، ممن يدعون زورا وبهتانا معرفتهم بكل أمور الحياة.
ـ يكتب الرسول بولس ضد أي فلسفة في الحياة لا تقوم إلا على أفكار البشر وخبراتهم. لقد كان الرسول بولس نفسه فيلسوفاً موهوباً، لذا فهو لا يدين الفلسفة عموماً، ولكنه يدين التعليم الذي يعتقد أن الإنسانية، وليس المسيح، هي الجواب لمشاكل الحياة، وهكذا تتحول إلى ديانة كاذبة. والسبيل لمقاومة البدع، ليس هو إهمال استخدام عقلك والانسحاب، بل التركيز على أقوال المسيح كمصدر أساسي لإيمانك.
ـ يؤكد الرسول بولس مرة أخرى ألوهية المسيح، فالذات الإلهية تجسدت في المسيح.
ـ عندما نعرف يسوع المسيح، لا نعود في حاجة إلى البحث في الديانات والمذاهب الأخرى أو الفلسفات غير الكتابية، كما كان يفعل الكولوسيون، ففي المسيح وحده الإجابات عن المعنى الحقيقي للحياة، لأن المسيح هو الحياة، هو المصدر الوحيد الفريد للحياة المسيحية، ولذلك ليس ثمة مسيحي في حاجة إلى شيء لا يجده في المسيح.
ـ كان الذكور من اليهود يختنون كعلامة عهد مع الله. وبموت المسيح لم يعد الختان لازما. والتزامنا لله الآن مكتوب في أرواحنا وليس في أجسادنا. وفي المعمودية ندع الله يعمل في نفوسنا لخلع الطبيعة العتيقة، وإفساح المجال للطبيعة الجديدة.
ـ كانت المعمودية تجري في أيام الرسول بولس بالتغطيس، أي أن المؤمنين الجدد كانوا {يدفنون} تماماً في الماء، وكانوا يدركون أن هذه الصورة للمعمودية ترمز إلى موت ودفن أسلوب الحياة القديم، ثم يعقب ذلك القيامة للحياة مع المسيح. إذا نظرنا إلى حياتنا القديمة الخاطئة كشيء قد مات ودفن، يكون لنا دافع قوي لمقاومة الخطية، إذ لا نريد أن تعود الحياة القديمة القبيحة تتسلط علينا، ونكون على استعداد على الدوام أن نعتبرها قد ماتت، ونواصل استمتاعنا بحياتنا الجديدة مع يسوع.
ـ قبل أن نؤمن بالمسيح كانت طبيعتنا شريرة، ولكن أصبحت للمؤمن طبيعة جديدة، فقد صلب الله الطبيعة القديمة العاصية واستبدلها بطبيعة جديدة مملوءة من المحبة، وقد انتهى عقاب الخطية بموت المسيح على الصليب، وقد أعلن الله براءتنا، ولم نعد في حاجة إلى أن نحيا تحت سلطان الخطية، ولكن الله لا يأخذنا من العالم، ولا يجعلنا أناسا آليين، فمازلنا نحس بالميل للخطية، بل ونخطئ أحيانا، والفرق هو أننا قبل خلاصنا كنا عبيدا لطبيعتنا الخاطئة، أما الآن فنستطيع أن نختار أن نحيا لله.
ـ قال الرسول بولس للمسيحيين في كولوسي أن لا يدعوا الآخرين يحكمون عليهم من جهة طعامهم أو طقوس عبادتهم، فبدلا من هذه العبادات المظهرية، يجب أن يركزوا أبصارهم على المسيح وحده، فقد تجعلنا التقاليد والطقوس، في العبادة، نحس بالقرب من الله، ولكن علينا أن لا ننتقد رفقاءنا من المسيحيين الذين تختلف تقاليدهم وطقوسهم عن تقاليدنا وطقوسنا، فالكتاب المقدس لا يحدد لنا كيف نعبد بل من نعبد.
ـ كان الغرض من شرائع العهد القديم ومواسمه وأعياده هو أن تشير إلى المسيح، ولذلك يسميها الرسول بولس {ظلالاً للحقيقة}، أي للمسيح نفسه، وحيث إن المسيح قد جاء، فقد بدد الظلال.
ـ الخيال الماهر ويترجم أيضاً {بالذهن الجسدي}، وهو تعبير عن أن هؤلاء الناس يدينون بديانة من صنع البشر، فقد ندد الرسول بولس بأن المعلمين الكذبة كانوا يحاولون إنكار الجسد بالقول إنه شر، ولكن رغبتهم في استلفات نظر الآخرين، تثبت مدى اهتمامهم به، وأن فلسفتهم بأن الجسد شر، نابعة من الجسد نفسه.
ـ إن المشكلة الأساسية في المعلمين الكذبة هي أنهم لم يكونوا مرتبطين بالمسيح، فلو كانوا متحدين به، لما استطاعوا أن يعلموا تعاليم كاذبة أو أن يحيوا حياة شريرة، وكل من يعلم عن الله دون أن يكون مرتبطا به بالإيمان، لابد أن يتكلم كلاما باطلا عنه.
ـ لا نستطيع الوصول إلى الله باتباع قواعد وطقوس، أو بممارسة شعائر دينية، والرسول بولس لا يقول إن كل القواعد سيئة، ولكن لا يمكن أن تكسبنا النواميس والقواعد الخلاص، فأخبار الإنجيل الطيبة هي أن الله هو الذي نزل إلى الإنسان، وما علينا إلا الاستجابة له. فالديانات التي من صنع البشر تركز على الجهد البشري، أما المسيحية فتركز على المسيح. ويتفق الرسول بولس على أن المؤمنين يجب أن يتخلوا عن الرغبات الشريرة، ولكن هذا ثمر حياتنا الجديدة في المسيح، وليس علتها، فخلاصنا لا يتوقف على انضباطنا وحفظ القواعد، بل على قوة موت المسيح وقيامته.
نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم. آمين.
فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه،
متأصلين ومبنيين فيه ، وموطدين في الإيمان، كما علمتم، متفاضلين فيه بالشكر. انظروا أن لا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل، حسب تقليد الناس، حسب أركان العالم، وليس حسب المسيح. فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديا. وأنتم مملوؤون فيه، الذي هو رأس كل رياسة وسلطان. وبه أيضاً ختنتم ختاناً غير مصنوع بيد، بخلع جسم خطايا البشرية، بختان المسيح، مدفونين معه في المعمودية، التي فيها أقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله، الذي أقامه من الأموات. وإذ كنتم أمواتاً في الخطايا وغلف جسدكم، أحياكم معه، مسامحاً لكم بجميع الخطايا، إذ محا الصك الذي علينا في الفرائض، الذي كان ضدا لنا، وقد رفعه من الوسط مسمرا إياه بالصليب. إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارا، ظافرا بهم فيه. فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب، أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التي هي ظل الأمور العتيدة، وأما الجسد فللمسيح لا يخسركم أحد الجعالة، راغبا في التواضع وعبادة الملائكة، متداخلا في ما لم ينظره، منتفخا باطلا من قبل ذهنه الجسدي، وغير متمسك بالرأس الذي منه كل الجسد بمفاصل وربط، متوازرا ومقترنا ينمو نموا من الله. إذا إن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم، فلماذا كأنكم عائشون في العالم؟ تفرض عليكم فرائض لا تمس! ولا تذق! ولا تجس! التي هي جميعها للفناء في الاستعمال، حسب وصايا وتعاليم الناس، التي لها حكاية حكمة ، بعبادة نافلة، وتواضع، وقهر الجسد، ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ قبول المسيح ربا لحياتك هو بداية الحياة مع المسيح، ولكن عليك أن تظل منقادا له، فهو يريد أن يقودك كل يوم، وأن يساعدك في مواجهة مشاكلك اليومية. ويمكنك أن تحيا للمسيح :
(1) بتسليم حياتك وإخضاع إرادتك له.
(2) بالسعي لأن تتعلم منه، ومن حياته وتعاليمه.
(3) بإدراك قوة الروح القدس فيك.
ـ يستخدم الرسول بولس نموذجاً للتأصل في المسيح أو الارتباط الحيوي به من النبات. وكما يستمد النبات غذاءه من التربة عن طريق الجذور، هكذا نستمد نحن القوة اللازمة للحياة من المسيح، وكلما كان المسيح مصدر حياتنا، يصعب خداعنا، ممن يدعون زورا وبهتانا معرفتهم بكل أمور الحياة.
ـ يكتب الرسول بولس ضد أي فلسفة في الحياة لا تقوم إلا على أفكار البشر وخبراتهم. لقد كان الرسول بولس نفسه فيلسوفاً موهوباً، لذا فهو لا يدين الفلسفة عموماً، ولكنه يدين التعليم الذي يعتقد أن الإنسانية، وليس المسيح، هي الجواب لمشاكل الحياة، وهكذا تتحول إلى ديانة كاذبة. والسبيل لمقاومة البدع، ليس هو إهمال استخدام عقلك والانسحاب، بل التركيز على أقوال المسيح كمصدر أساسي لإيمانك.
ـ يؤكد الرسول بولس مرة أخرى ألوهية المسيح، فالذات الإلهية تجسدت في المسيح.
ـ عندما نعرف يسوع المسيح، لا نعود في حاجة إلى البحث في الديانات والمذاهب الأخرى أو الفلسفات غير الكتابية، كما كان يفعل الكولوسيون، ففي المسيح وحده الإجابات عن المعنى الحقيقي للحياة، لأن المسيح هو الحياة، هو المصدر الوحيد الفريد للحياة المسيحية، ولذلك ليس ثمة مسيحي في حاجة إلى شيء لا يجده في المسيح.
ـ كان الذكور من اليهود يختنون كعلامة عهد مع الله. وبموت المسيح لم يعد الختان لازما. والتزامنا لله الآن مكتوب في أرواحنا وليس في أجسادنا. وفي المعمودية ندع الله يعمل في نفوسنا لخلع الطبيعة العتيقة، وإفساح المجال للطبيعة الجديدة.
ـ كانت المعمودية تجري في أيام الرسول بولس بالتغطيس، أي أن المؤمنين الجدد كانوا {يدفنون} تماماً في الماء، وكانوا يدركون أن هذه الصورة للمعمودية ترمز إلى موت ودفن أسلوب الحياة القديم، ثم يعقب ذلك القيامة للحياة مع المسيح. إذا نظرنا إلى حياتنا القديمة الخاطئة كشيء قد مات ودفن، يكون لنا دافع قوي لمقاومة الخطية، إذ لا نريد أن تعود الحياة القديمة القبيحة تتسلط علينا، ونكون على استعداد على الدوام أن نعتبرها قد ماتت، ونواصل استمتاعنا بحياتنا الجديدة مع يسوع.
ـ قبل أن نؤمن بالمسيح كانت طبيعتنا شريرة، ولكن أصبحت للمؤمن طبيعة جديدة، فقد صلب الله الطبيعة القديمة العاصية واستبدلها بطبيعة جديدة مملوءة من المحبة، وقد انتهى عقاب الخطية بموت المسيح على الصليب، وقد أعلن الله براءتنا، ولم نعد في حاجة إلى أن نحيا تحت سلطان الخطية، ولكن الله لا يأخذنا من العالم، ولا يجعلنا أناسا آليين، فمازلنا نحس بالميل للخطية، بل ونخطئ أحيانا، والفرق هو أننا قبل خلاصنا كنا عبيدا لطبيعتنا الخاطئة، أما الآن فنستطيع أن نختار أن نحيا لله.
ـ قال الرسول بولس للمسيحيين في كولوسي أن لا يدعوا الآخرين يحكمون عليهم من جهة طعامهم أو طقوس عبادتهم، فبدلا من هذه العبادات المظهرية، يجب أن يركزوا أبصارهم على المسيح وحده، فقد تجعلنا التقاليد والطقوس، في العبادة، نحس بالقرب من الله، ولكن علينا أن لا ننتقد رفقاءنا من المسيحيين الذين تختلف تقاليدهم وطقوسهم عن تقاليدنا وطقوسنا، فالكتاب المقدس لا يحدد لنا كيف نعبد بل من نعبد.
ـ كان الغرض من شرائع العهد القديم ومواسمه وأعياده هو أن تشير إلى المسيح، ولذلك يسميها الرسول بولس {ظلالاً للحقيقة}، أي للمسيح نفسه، وحيث إن المسيح قد جاء، فقد بدد الظلال.
ـ الخيال الماهر ويترجم أيضاً {بالذهن الجسدي}، وهو تعبير عن أن هؤلاء الناس يدينون بديانة من صنع البشر، فقد ندد الرسول بولس بأن المعلمين الكذبة كانوا يحاولون إنكار الجسد بالقول إنه شر، ولكن رغبتهم في استلفات نظر الآخرين، تثبت مدى اهتمامهم به، وأن فلسفتهم بأن الجسد شر، نابعة من الجسد نفسه.
ـ إن المشكلة الأساسية في المعلمين الكذبة هي أنهم لم يكونوا مرتبطين بالمسيح، فلو كانوا متحدين به، لما استطاعوا أن يعلموا تعاليم كاذبة أو أن يحيوا حياة شريرة، وكل من يعلم عن الله دون أن يكون مرتبطا به بالإيمان، لابد أن يتكلم كلاما باطلا عنه.
ـ لا نستطيع الوصول إلى الله باتباع قواعد وطقوس، أو بممارسة شعائر دينية، والرسول بولس لا يقول إن كل القواعد سيئة، ولكن لا يمكن أن تكسبنا النواميس والقواعد الخلاص، فأخبار الإنجيل الطيبة هي أن الله هو الذي نزل إلى الإنسان، وما علينا إلا الاستجابة له. فالديانات التي من صنع البشر تركز على الجهد البشري، أما المسيحية فتركز على المسيح. ويتفق الرسول بولس على أن المؤمنين يجب أن يتخلوا عن الرغبات الشريرة، ولكن هذا ثمر حياتنا الجديدة في المسيح، وليس علتها، فخلاصنا لا يتوقف على انضباطنا وحفظ القواعد، بل على قوة موت المسيح وقيامته.
نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم. آمين.