رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين ص1
الله، بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما، بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه، الذي جعله وارثا لكل شيء، الذي به أيضا عمل العالمين الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي صائرا أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما أفضل منهم لأنه لمن من الملائكة قال قط: أنت ابني أنا اليوم ولدتك؟ وأيضا: أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا وأيضا متى أدخل البكر إلى العالم يقول: ولتسجد له كل ملائكة الله.
وعن الملائكة يقول: الصانع ملائكته رياحا وخدامه لهيب نار وأما عن الابن: كرسيك يا ألله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك أحببت البر وأبغضت الإثم. من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج أكثر من شركائك وأنت يا رب في البدء أسست الأرض، والسماوات هي عمل يديك هي تبيد ولكن أنت تبقى، وكلها كثوب تبلى وكرداء تطويها فتتغير. ولكن أنت أنت، وسنوك لن تفنى ثم لمن من الملائكة قال قط: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك أليس جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ تصف الرسالة إلى العبرانيين، بالتفصيل، كيف تمم يسوع المسيح مواعيد العهد القديم ونبواته. فقد كان اليهود يؤمنون بأسفار العهد القديم، لكن معظمهم رفضوا يسوع كالمسيح المنتظر. والواضح أن هذه الرسالة كتبت إلى مسيحيين من أصل يهودي، ملمين بالأسفار المقدسة إلماماً جيداً، ويعترفون بإيمانهم بالمسيح. ولعلهم كانوا معرضين لترك الإيمان المسيحي والعودة إلى اليهودية، ربما بسبب الشك أو الاضطهادات أو التعاليم الكاذبة. إن كاتب هذه الرسالة غير معروف على وجه التحديد. وهناك عدة آراء عن شخصية كاتب الرسالة، من ضمنها أنه لوقا أو برنابا، أو أبلوس، أو بريسكلا، أو بولس. إلا أن معظم العلماء لا يعتقدون أنه بولس، وذلك لاختلاف أسلوب كتابة بولس في رسائله عن أسلوب كتابة الرسالة إلى العبرانيين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن بولس سجل في رسائله أنه كاتبها بسلطانه كرسول للمسيح، بينما لا يذكر كاتب هذه الرسالة اسمه صراحة، إلى جانب أنه يستمد سلطانه في كتابتها من كونه شاهد عيان على خدمة المسيح. وعلى أي حال فإن كاتب الرسالة إلى العبرانيين، كان بكل يقين يعرف بولس جيدا. ولعله كان مرافقا لصيقا أو صديقا حميما، سمعه كثيرا وهو يكرز.
ـ لقد استخدم الله عدة طرق ليوصل رسالته إلى شعبه في العهد القديم. فقد تكلم مع إشعياء، كما خاطب يعقوب في حلم. أما إبراهيم وموسى فقد كلمهما شخصياً. والشعب اليهودي الذي كان ملما بقصص الآباء الأولين لم يجد صعوبة في تصديق أن الله مازال يعلن إرادته لهم، إلا أن العجيب بالنسبة لهم هو أن يعلن الله لهم ذاته ويكلمهم بابنه يسوع المسيح. إن يسوع المسيح هو تمام وقمة إعلانات الله العديدة عبر القرون.
ـ لا يتحدث يسوع المسيح بلسان الله فقط، بل إنه هو الله ذاته، الله الذي تحدث في العهد القديم. وهو أزلي أبدي، به خلق الله الآب العالم .وهو الإعلان الكامل لله ولن يجد الإنسان صورة لله أوضح من أن يتطلع إلى يسوع المسيح. إن يسوع المسيح هو التجسد الكامل لله.
ـ تربط الرسالة إلى العبرانيين بين قوة الله للخلاص وقوته للخلق. وفي قول آخر، فإن القوة التي أوجدت الكون وخلقته، والتي تحفظه، هي ذاتها نفس القوة التي تمحو خطايانا. فمن الخطأ، إذا، أن نتصور أن الله لا يقدر أن يغفر لنا. فليست هناك خطية أكبر من غفران ضابط الكون. فهو يقدر ويريد أن يغفر لنا إن تقدمنا إليه من خلال ابنه الوحيد يسوع المسيح.
ـ يسوع المسيح هو ابن الله الوحيد. وكان الابن البكر في عائلات اليهود يحتل أسمى مكانة وأعلى امتياز ومسؤولية. وحين يقرأ المسيحيون، من أصل يهودي، هذه الرسالة سيدركون على الفور أن يسوع المسيح، الابن الوحيد لله، أسمى وأعظم من أي كائن آخر.
ـ كثيراً ما كان العبرانيون، الذين أرسلت إليهم هذه الرسالة، يعيشون منعزلين، لأنهم رفضوا من رفقائهم اليهود. وقد اجتاز الكثيرون منهم تجربة الارتداد عن المسيح والعودة إلى إيمانهم القديم المألوف. وهنا يحذرهم كاتب الرسالة من ذلك. فالمسيح هو الضمان الأوحد في عالم متغير. فمهما حدث في هذا العالم يبقى المسيح ثابتا بغير تغيير إلى الأبد. فالإنسان المسيحي يكون حينئذ آمنا تماما، لأنه مبني على أصلب أساس في الكون كله، ألا وهو يسوع المسيح.
ـ كانت التعاليم الكاذبة، في العديد من الكنائس الأولى، تنادي بأنه لا يمكن الاقتراب إلى الله إلا من خلال الملائكة. فعوض عبادة الله مباشرة اتجه أتباع هذه الهرطقات إلى السجود للملائكة. وتندد الرسالة إلى العبرانيين بكل وضوح وجرأة بهذا التعليم الكاذب. وكان البعض يظنون أن يسوع هو رئيس ملائكة الله، إلا أنه ليس كذلك. وعلى كل حال، فإن عبادة الناس للملائكة مرفوضة تماماً. إن يسوع هو الله، وهو وحده المستحق لكل عبادة.
ـ الملائكة رسل الله، خلقهم الله، ويخضعون لسلطانه. وللملائكة عدة وظائف، فهم يخدمون المؤمنين ، ويحرسون الضعفاء، وينشرون رسالة الله، وينفذون قضاء الله .
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
[/size]الله، بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما، بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه، الذي جعله وارثا لكل شيء، الذي به أيضا عمل العالمين الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي صائرا أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما أفضل منهم لأنه لمن من الملائكة قال قط: أنت ابني أنا اليوم ولدتك؟ وأيضا: أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا وأيضا متى أدخل البكر إلى العالم يقول: ولتسجد له كل ملائكة الله.
وعن الملائكة يقول: الصانع ملائكته رياحا وخدامه لهيب نار وأما عن الابن: كرسيك يا ألله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك أحببت البر وأبغضت الإثم. من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج أكثر من شركائك وأنت يا رب في البدء أسست الأرض، والسماوات هي عمل يديك هي تبيد ولكن أنت تبقى، وكلها كثوب تبلى وكرداء تطويها فتتغير. ولكن أنت أنت، وسنوك لن تفنى ثم لمن من الملائكة قال قط: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك أليس جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ تصف الرسالة إلى العبرانيين، بالتفصيل، كيف تمم يسوع المسيح مواعيد العهد القديم ونبواته. فقد كان اليهود يؤمنون بأسفار العهد القديم، لكن معظمهم رفضوا يسوع كالمسيح المنتظر. والواضح أن هذه الرسالة كتبت إلى مسيحيين من أصل يهودي، ملمين بالأسفار المقدسة إلماماً جيداً، ويعترفون بإيمانهم بالمسيح. ولعلهم كانوا معرضين لترك الإيمان المسيحي والعودة إلى اليهودية، ربما بسبب الشك أو الاضطهادات أو التعاليم الكاذبة. إن كاتب هذه الرسالة غير معروف على وجه التحديد. وهناك عدة آراء عن شخصية كاتب الرسالة، من ضمنها أنه لوقا أو برنابا، أو أبلوس، أو بريسكلا، أو بولس. إلا أن معظم العلماء لا يعتقدون أنه بولس، وذلك لاختلاف أسلوب كتابة بولس في رسائله عن أسلوب كتابة الرسالة إلى العبرانيين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن بولس سجل في رسائله أنه كاتبها بسلطانه كرسول للمسيح، بينما لا يذكر كاتب هذه الرسالة اسمه صراحة، إلى جانب أنه يستمد سلطانه في كتابتها من كونه شاهد عيان على خدمة المسيح. وعلى أي حال فإن كاتب الرسالة إلى العبرانيين، كان بكل يقين يعرف بولس جيدا. ولعله كان مرافقا لصيقا أو صديقا حميما، سمعه كثيرا وهو يكرز.
ـ لقد استخدم الله عدة طرق ليوصل رسالته إلى شعبه في العهد القديم. فقد تكلم مع إشعياء، كما خاطب يعقوب في حلم. أما إبراهيم وموسى فقد كلمهما شخصياً. والشعب اليهودي الذي كان ملما بقصص الآباء الأولين لم يجد صعوبة في تصديق أن الله مازال يعلن إرادته لهم، إلا أن العجيب بالنسبة لهم هو أن يعلن الله لهم ذاته ويكلمهم بابنه يسوع المسيح. إن يسوع المسيح هو تمام وقمة إعلانات الله العديدة عبر القرون.
ـ لا يتحدث يسوع المسيح بلسان الله فقط، بل إنه هو الله ذاته، الله الذي تحدث في العهد القديم. وهو أزلي أبدي، به خلق الله الآب العالم .وهو الإعلان الكامل لله ولن يجد الإنسان صورة لله أوضح من أن يتطلع إلى يسوع المسيح. إن يسوع المسيح هو التجسد الكامل لله.
ـ تربط الرسالة إلى العبرانيين بين قوة الله للخلاص وقوته للخلق. وفي قول آخر، فإن القوة التي أوجدت الكون وخلقته، والتي تحفظه، هي ذاتها نفس القوة التي تمحو خطايانا. فمن الخطأ، إذا، أن نتصور أن الله لا يقدر أن يغفر لنا. فليست هناك خطية أكبر من غفران ضابط الكون. فهو يقدر ويريد أن يغفر لنا إن تقدمنا إليه من خلال ابنه الوحيد يسوع المسيح.
ـ يسوع المسيح هو ابن الله الوحيد. وكان الابن البكر في عائلات اليهود يحتل أسمى مكانة وأعلى امتياز ومسؤولية. وحين يقرأ المسيحيون، من أصل يهودي، هذه الرسالة سيدركون على الفور أن يسوع المسيح، الابن الوحيد لله، أسمى وأعظم من أي كائن آخر.
ـ كثيراً ما كان العبرانيون، الذين أرسلت إليهم هذه الرسالة، يعيشون منعزلين، لأنهم رفضوا من رفقائهم اليهود. وقد اجتاز الكثيرون منهم تجربة الارتداد عن المسيح والعودة إلى إيمانهم القديم المألوف. وهنا يحذرهم كاتب الرسالة من ذلك. فالمسيح هو الضمان الأوحد في عالم متغير. فمهما حدث في هذا العالم يبقى المسيح ثابتا بغير تغيير إلى الأبد. فالإنسان المسيحي يكون حينئذ آمنا تماما، لأنه مبني على أصلب أساس في الكون كله، ألا وهو يسوع المسيح.
ـ كانت التعاليم الكاذبة، في العديد من الكنائس الأولى، تنادي بأنه لا يمكن الاقتراب إلى الله إلا من خلال الملائكة. فعوض عبادة الله مباشرة اتجه أتباع هذه الهرطقات إلى السجود للملائكة. وتندد الرسالة إلى العبرانيين بكل وضوح وجرأة بهذا التعليم الكاذب. وكان البعض يظنون أن يسوع هو رئيس ملائكة الله، إلا أنه ليس كذلك. وعلى كل حال، فإن عبادة الناس للملائكة مرفوضة تماماً. إن يسوع هو الله، وهو وحده المستحق لكل عبادة.
ـ الملائكة رسل الله، خلقهم الله، ويخضعون لسلطانه. وللملائكة عدة وظائف، فهم يخدمون المؤمنين ، ويحرسون الضعفاء، وينشرون رسالة الله، وينفذون قضاء الله .
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.