تجارب ومحن ـ نصرة وسط المحن!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54315
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

تجارب ومحن ـ نصرة وسط المحن!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

رسالة يعقوب الرسول ص 1
احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة
عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبرا وأما الصبر فليكن له عمل تام، لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء وإنما إن كان أحدكم تعوزه حكمة، فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير، فسيعطى له ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة، لأن المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئا من عند الرب رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه وليفتخر الأخ المتضع بارتفاعه وأما الغني فباتضاعه ، لأنه كزهر العشب يزول لأن الشمس أشرقت بالحر، فيبست العشب، فسقط زهره وفني جمال منظره. هكذا يذبل الغني أيضا في طرقه طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه لا يقل أحد إذا جرب : إني أجرب من قبل الله، لأن الله غير مجرب بالشرور، وهو لا يجرب أحدا ولكن كل واحد يجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتا لا تضلوا يا إخوتي الأحباء كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق، نازلة من عند أبي الأنوار، الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ تشير كلمة {تجارب} المستخدمة هنا, إلى الاختبار أو الامتحان. ولا تعني الإغواء لفعل الشر وبينما يختبرنا الله فإنه لا يشجعنا مطلقا على ارتكاب الخطية.
ـ يفترض يعقوب أننا سنقع في تجارب متنوعة وأنه يمكننا أن نفيد منها. ويطلب يعقوب منا أن نحول المصاعب إلى أزمنة تعلم. فالأيام العصيبة تعلمنا الصبر. وهناك فقرات عديدة أخرى تتناول الصبر (المثابرة والثبات).
ـ لا يمكن للإنسان أن يتعرف على أعماق شخصيته حتى يرى كيف يتصرف وهو تحت الضغط. فمن السهل أن يكون رحيما عندما تسير الأمور على ما يرام, لكن هل يمكنه أن يستمر رحيما حينما يعامله الناس بالظلم؟ وعوض الشكوى من المعاناة والجهاد لابد أن ترى في ذلك فرصة للنمو. اشكر الله لوعده لك بأن يكون معك في الأيام العصيبة. واطلب من الله أن يحل لك مشاكلك, أو أن يعطيك القدرة على تحملها, ثم عليك بعد ذلك بالصبر. فلن يتركك الله وحيدا مع مشاكلك بل سيكون قريبا منك يعينك على النمو.
ـ لم يكن يعقوب يتكلم عن المعرفة فقط, بل عن القدرة على اتخاذ قرارات حكيمة أيضاً في الظروف الصعبة. فإن كان أحد تعوزه حكمة فليطلب من الله وهو يسدد احتياجاته. ولا يحتاج المسيحيون أبدا إلى تلمس الطريق في الظلام أملا في أن يعثروا على استجابة مطالبهم. فإن حكمة الله متاحة لنا لترشدنا إلى الاختيارات المناسبة الصحيحة.
ـ عندما يتحدث يعقوب عن الحكمة فإنه يعني التمييز العملي. وتبدأ الحكمة باحترام الله, وتؤدي إلى الحياة القويمة. كما تثمر زيادة في القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ. إن الله يريد أن يهبنا هذه الحكمة, ولكن لكي نعلم مشيئة الله يعوزنا أن نطلب منه أن يعلنها لنا ثم لابد أن نكون مستعدين أن نفعل ما يطلبه منا.
ـ إن كنت قد لاحظت التدافع المستمر لأمواج البحر لأدركت على الفور مدى اضطرابها تحت تأثير قوى الريح والمد والجزر. فالشك كذلك يترك الإنسان قلقا مضطرباً مثل الأمواج الهادرة تتقاذفها الرياح يمنة ويسارا. فإذا أردت أن توقف ذلك في حياتك فما عليك سوى أن تؤمن بأن الله يعرف ما هو الأفضل لك. اطلب منه الحكمة, واثقاً أنه سيهبها لك. حينئذ تصبح قراراتك صائبة وأكيدة.
ـ يشير هذا العدد إلى شخص متواضع الحال بلا جاه أو مال. وغالبا ما يتجاهل الناس هذا الشخص حتى في كنائسنا اليوم.
ـ إن كانت السلطة والجاه والمال لا تعني شيئا لله, فلماذا نضفي عليها تلك الأهمية, ونكرم أصحابها؟ هل تعطيك ممتلكاتك المادية أهمية وسببا للحياة؟ فإذا ذهبت هذه الأمور ماذا يتبقى لك؟ إن ما في قلبك, وليس رصيدك في البنك, هو ما يهم الله, وهو أيضا ما يبقى إلى الأبد.
ـ يقول العالم إن السعادة تأتي من اللذة والمتعة, والمال, والوظيفة, والمظهر, والنجاح. إلا أن هذه الأمور لا تعطينا سعادة دائمة, لأنها أمور وقتية, وليس لها فائدة أبدية.
ـ تأتي علينا التجربة, ليس من الله, بل من الرغبات الداخلية الشريرة. فهي تبدأ بفكرة شريرة, وعندما تعيش مع الفكرة الشريرة, وتسمح لها بأن تتحول إلى فعل, فإنها تصير خطية. ومثلما ترعى النار وتكبر, هكذا الخطية تترعرع كلما تركناها تأخذ طريقها. وأفضل طريقة للتحكم في النيران هي القضاء عليها قبل أن تصبح أكبر وأقوى من قدرة التحكم فيها.
ـ غالباً ما تقارن كلمة الله الصلاح بالنور, والشر بالظلمة. ولمزيد من الفقرات التي تصور الله كنور.
ـ كان المؤمنون في القرن الأول, هم أول جيل يؤمن بأن يسوع هو المسيح ويطلق يعقوب عليهم باكورة خليقته.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“