إنجيل متى
الأصحاح السادس عشر
ولما جاء تلاميذه إلى العبر نسوا أن يأخذوا خبزاً
وقال لهم يسوع: انظروا، وتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين ففكروا في أنفسهم قائلين: إننا لم نأخذ خبزاً فعلم يسوع وقال لهم : لماذا تفكرون في أنفسكم يا قليلي الإيمان أنكم لم تأخذوا خبزاً أحتى الآن لا تفهمون ؟ ولا تذكرون خمس خبزات الخمسة الآلاف وكم قفة أخذتم ولا سبع خبزات الأربعة الآلاف وكم سلا أخذتم كيف لا تفهمون أني ليس عن الخبز قلت لكم أن تتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين حينئذ فهموا أنه لم يقل أن يتحرزوا من خمير الخبز، بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ يريد كثيرون من الناس، مثل قادة اليهود الدينيين، أن يروا معجزة ليؤمنوا، ولكن يسوع كان يعلم أن المعجزات لا يمكن أن تقنعهم. فقد ظل يشفي ويقيم من الأموات ويطعم الآلاف، ومع ذلك كان الناس يطلبون منه إثبات دعواه. فهل تشك في المسيح لأنك لم تر معجزة؟ هل تنتظر أن يثبت الله نفسه لك شخصياً قبل أن تؤمن؟ يقول الرب يسوع : طوبى للذين يؤمنون دون أن يروا (يو 20: 29).
وأمامنا كل المعجزات المسجلة في العهدين القديم والجديد، وتاريخ الكنيسة على مدى ألفي سنة، وشهادة الآلاف، ومع كل هذه الأدلة، فإن الذين لا يؤمنون، هم إما متكبرون أو عنيدون، ولكنك إذا آمنت، فستبدأ في ملاحظة المعجزات تحدث في حياتك أنت.
ـ توضع الخميرة في العجين ليختمر فيزداد حجمه، وتلزم خميرة صغيرة لتخمر كمية كبيرة من العجين. وقد استخدم الرب يسوع الخميرة مثلا ليبين كيف أن شراً قليلاً يمكن أن يؤثر في عدد كبير من الناس. فكان تعليم الفريسيين والصدوقيين الخاطئ يضلل كثيرين من الناس، فاحذر من الميل إلى القول : كيف يمكن لخطأ صغير أن يؤثر في الآخرين؟
له السلطان والمجد إلى أبد الآبدين آمين.