أخضعوا لله ـ الكبرياء والطمع والحسد!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 55990
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

أخضعوا لله ـ الكبرياء والطمع والحسد!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

رسالة يعقوب الرسول ص 4

من أين الحروب والخصومات بينكم؟ أليست من هنا: من لذاتكم المحاربة في أعضائكم تشتهون ولستم تمتلكون. تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا. تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون، لأنكم لا تطلبون تطلبون ولستم تأخذون ، لأنكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذاتكم أيها الزناة والزواني، أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله؟ فمن أراد أن يكون محبا للعالم، فقد صار عدوا لله أم تظنون أن الكتاب يقول باطلا: الروح الذي حل فينا يشتاق إلى الحسد ولكنه يعطي نعمة أعظم. لذلك يقول: يقاوم الله المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة فاخضعوا لله. قاوموا إبليس فيهرب منكم اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم. نقوا أيديكم أيها الخطاة، وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين اكتئبوا ونوحوا وابكوا. ليتحول ضحككم إلى نوح، وفرحكم إلى غم اتضعوا قدام الرب فيرفعكم لا يذم بعضكم بعضا أيها الإخوة. الذي يذم أخاه ويدين أخاه يذم الناموس ويدين الناموس . وإن كنت تدين الناموس، فلست عاملا بالناموس، بل ديانا له واحد هو واضع الناموس، القادر أن يخلص ويهلك. فمن أنت يا من تدين غيرك؟


الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ دائماً ما تكون المخاصمات بين المؤمنين ضارة. ويعلن يعقوب أن هذه المخاصمات تنشأ عن الشهوات الشريرة. فنحن نطلب المزيد من المقتنيات والأموال، كما نسعى لجاه أكبر، ولشهرة أوسع. وعندما نتحرق شوقاً نحو تحقيق هذه الرغبات نحارب من أجل ذلك. لكن بدل أن نغتصب ما نريد بعدواني، ينبغي أن نسأل من الله أن يعيننا حتى نتخلص من رغباتنا الأنانية، وحتى نثق في أنه يهبنا احتياجاتنا الفعلية.
ـ ليس هناك خطأ في أن نطلب من الله حياة سعيدة. إن الله يهبنا عطايا صالحة ويريدنا أن نتمتع بها. لكن من الخطأ أن نبحث عن السعادة والمتعة على حساب الآخرين أو على حساب طاعة الله. فالمتعة التي تمنعنا من إرضاء الله متعة خاطئة. أما المتعة في سخاء غنى الله فهي صالحة.
ـ يكمن شفاء الرغبات الشريرة في التواضع! فالكبرياء تجعل الإنسان متمركزاً حول ذاته، وتقوده إلى استنتاج أنه يستحق أن ينال كل ما يرى، أو يلمس، أو يتخيل. كما تخلق الكبرياء فيه شهوات شرهة جامحة تطلب أكثر مما يحتاج. أما ترياق الرغبات الذاتية الأنانية فيكمن في الاتضاع أمام الله، والتحقق من أننا لا نريد سوى رضاه واستحسانه. وعندما نمتلئ من الروح القدس نتحقق من أن ما نشتهيه ليس إلا بدائل رخيصة وتافهة أمام ما يقدمه لنا الله.
ـ مع أن هناك حرباً بين الله والشيطان، إلا أننا لسنا بحاجة إلى أن ننتظر لنرى من ينتصر في النهاية. لأن الله قد دمر الشيطان فعلاً وعندما يأتي المسيح ثانية سيطرح الشيطان وكل من معه في بحيرة النار إلى الأبد. أما الآن فالشيطان مايزال في العالم يحاول أن يكسبنا لصفه إلى جهة الشر. لكن يمكننا بالروح القدس في حياتنا أن نقاوم إبليس فيهرب منا.
ـ كيف يمكن أن نقترب إلى الله؟ يقدم لنا يعقوب خمسة اقتراحات :
1 ـ قدم ذاتك باتضاع لله "فاخضعوا لله"، وتيقن أنك تحتاج إلى المغفرة منه, وكن مستعدا أن تتبعه؛
2 ـ "قاوموا إبليس" لا تسمح له أن يغريك أو يجربك؛
3 ـ "نظفوا أيديكم"، اغتسل من الخطية وضع مكانها طهارة الله.
4 ـ "اكتئبوا ونوحوا وابكوا"، احزن على خطاياك بدموع وندم وأسف حقيقي، ولا تخف أن تعبر عن حزنك القلبي العميق على خطاياك؛
5 ـ "اتضعوا قدام الرب فيرفعكم"، وتأكد من ضآلتك وحقارتك أمامه.
ـ إن عبارة "تواضعوا في حضرة الرب" يمكن أن تترجم : تحققوا من ضآلتكم وحقارتكم. وكلمة اتضع هنا معناها أن يعرف الإنسان أن قيمته مستمدة من الله وحده. فلسنا نستحق نعمته، لكنه يبسط إلينا محبته، ويهبنا القيمة والكرامة برغم نقائصنا كبشر.
ـ لقد لخص الرب يسوع الشريعة في محبة الله ومحبة القريب. ويقول بولس إن من أحب غيره أكمل الشريعة. وعندما نفشل في أن نحب، نكسر شريعة الله بالفعل. فافحص سلوكك وأفعالك نحو الآخرين، هل تبني الناس أم تهدمهم؟ وعندما تتأهب لنقد غيرك تذكر وصية الله عن المحبة. وبدل النقد تحدث بالصلاح عمن تنتقده. فإذا جعلت ذلك إحدى عاداتك سيتلاشى ميلك نحو اكتشاف أخطاء الآخرينن، وتتزايد قدرتك على طاعة وصية الله.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى ابد الآبدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مراقب عام
مراقب عام
مشاركات: 1881
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm

Re: أخضعوا لله ـ الكبرياء والطمع والحسد!

مشاركة بواسطة ابن السريان »

سلام الرب معك
أشكرك أخي الحبيب الشماس المقدسي أسحق
أجل الأبليس يحكم على شهواتنا وملذاتنا وهو يحرضها على الخطيئة
أما الله فهو واهب الروح ومالكها وفي الختام يحسبها على خيرها أو شرها
فكل ما يفعله الجسد من خطيئة يشوه الروح الطاهرة التي وهبنا أياها الله عز جلاله
لأجل هذا علينا أن نصونها من الخطيئة لتبق طاهرة
فالكبرياء يجرنا للطمع ويسودهم الحسد وكل هذه تجرنا للشر الكامل
في الكبرياء نتعال على كل مخلوقات الله
وفي الطمع نستغل حصة غيرنا في التملك
وفي الحسد نشن حرباً على من حولنا بفكرنا وفعلنا
لنكن مع الله في محبة بها تخلص أنفسنا ونحيا مع الله
بركة الرب معك

بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان


صورة
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 55990
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

Re: أخضعوا لله ـ الكبرياء والطمع والحسد!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

تودي ساكي اردخلو كاشيرو بر سريويو
لمرورك الكريم، ولتواجدك الدائم في مواضيعي
ربنا يبارك حياتك


آخر رفع بواسطة إسحق القس افرام في الخميس سبتمبر 15, 2016 10:12 pm
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“