لا يخطيء الراعي و لا رأي للمؤمن بقلم المحامي نوري إيشوع

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبو يونان
إدارة الموقع
إدارة الموقع
مشاركات: 937
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 11:01 pm
مكان: فيينا - النمسا
اتصال:

لا يخطيء الراعي و لا رأي للمؤمن بقلم المحامي نوري إيشوع

مشاركة بواسطة أبو يونان »

لا يخطيء الراعي و لا رأي للمؤمن
بقلم المحامي نوري إيشوع


من خلال تصفحنا التاريخ القديم و الحديث, نرى بما لا يقبل الشك بأن كل أمة أو دولة أنقسمت على نفسها تلاشت و أندثرت إندثار الجسد الفاني, و لم يبقى منها إلا الأسم. أمبراطوريات كانت أحادية القطب و تحكم العالم و توجهه عن بعد, و كان لها صولات و جولات و لكنها أختفت وذهبت في مهب الريح, فراعنة توالت على حكم مصر, و عبدوها كألهة و لكنها أصبحت ذراتٌ من تراب.
ففي الدولة و المجتمع و حتى الأسرة الواحدة إذا كانت قيادتها أحادية القطب, فلا شك سوف تصيب مرة و تُخطئ تسعٌ و تسعون مرة. و هناك تكون الطامة الكبرى : الأنشقاق و الأنقسام و من ثم الأنحدار نحو الهاوية فستكون نتيجتها التفكك.
أحداث سمعناها و وقائع عشناها, ثبت من خلالها بأن أية قيادة مهما كانت صفتها إذا صادرت القرارات, فسوف يكون مصيرها الفشل, أية دول مهما كانت قوية و تملك من مال و جيوش جرارة, لا تسمع لنداءات شعبها و لن تتجاوب مع متطلباته, كشعب ينشد العيش بسلام وهو يطالب بالمساواة أسوة بقادته, سوف تُرفض هؤلاء القادة و يحاسبون, بعد أن يفقدون كل أحترام وبعد أن تُنزع عنهم كل سلطاتهم, مهما كانت مصادرها, من السماء أم من البرلمانات الصورية.......التي بسببها يحرم الكثيرون من حقوقهم المدنية و السياسية و حتى العقائدية لأنهم قالوا للحاكم لا لأنك أخطأت. و كيف لا, اليست جريمة يجب أن يحاسب عليها المعترض, لأنه أتهم الحاكم بالخطأ و هو المنزل و الآتي من على يمين الآب؟
أخوتي و أعزائي : أن الذي يستمر و يبني هو الذي يناشد الديمقراطية الحقيقية, و يحقق تطلعات الشعب سواء كان هذه التطلعات روحية أم أجتماعية أم .......الحواجز تُزال بين القادة و الشعب عندما يُعطى الحق للشعب بالأعتراض على قرارات الحاكم إذا لم تصيب الحقيقة. المحبة تزداد و من خلالها نستطيع أن نبي صروح الأيمان و العلم و المعرفة فيما بيننا, إذا أخطأ الحاكم و تقدم بأعتذاره للشعب من تلقاء نفسه, المحبة سوف تسود إذا أخطأ أحد ابناء الشعب بحق الحاكم, فبادر الأخير الى مسامحته حتى قبل أن يقدم المخطئ أعتذاره.
الكنيسة تتعافى حينما نتقبل النقد البناء دون غبن و دون التهديد بعصا الحرمان.
الكنيسة تعاد لها هيبتها و صحتها عندما يقرر قادتنا البحث عن الخروف الضال و إعادته الى الحظيرة. لا أن يدفعوه دفعاً للخروج و من ثم الضياع.
الكنيسة تصبح الخيمة الأوحد لحماية أبناؤها ولمهم تحت ظلالها عندما يتم أختيار رعاتها, و ذلك بعد دراسة و بحث كافيين عن حياة و سلوك هذا الراعي.
الكنيسة و رعاتها سوف يصبحون واحد, عندما تنفذ بأمانة قرارات مجامعها, و يسمع غثاء خرافها و هي تعاني و تتألم من الشتات و الفرقة.
الكنيسة تُرفع و سوف يسودها الأيمان عندما نضع قيادتها بأيادي رب الأرباب و ملك الملوك و نتبعه ليقودنا الى بره و شاطئ أمنه لننعم بدفئ محبته و رحمته اللامحدودة.
كنيستنا سوف تتعافى عندما ترتكز قراراتها المصيرية على الأخذ بعين الأعتبار رأي المؤمنين و لو على سبيل الأستئناس.
الكنيسة ترتفع و تسمى عنما نتوقف عن الوقوف في صف الراعي حتى و لو كان على خطأ و لو أدى خطأه الى حرمان مئات العائلات أو تقسيم الكنيسة و أنفصالها الى عشرات.
الكنيسة تزهو عندما نسمع صرخة المظلوم و نهرع الى نجدته و نقاضي المقصرين بحقه دون تحيز.
كنيستنا تعيد زرع جذورها من جديد في أعماق الأراضي الصلبة المتينة, عندما يتقبل الراعي النقد البناء مهما كانت درجته, , لا أن يشتاط غصباً لأنني صارحته بخطئه, و يعلن للملأ بأنه لا يُخطئ لا بل يتباهى بأنه معصوم من الخطأ.
أبائنا الأجلاء, دعونا نهرع لأستقبالكم و نلثم أيادكم لا تقبيلها فقط, كما كنا نفعل بعفوية عندما كنا أطفالأ و نلتقي بالكاهن و هو يمر بجوارنا لأنه كان يستحق.
دعونا نقف لكم بأحترام و تبجيل و أنتم تمرون أمامنا لأنكم تستحقون هذه الوقفة, لا أن نقف لأنه واجب.
دعونا نقدم لكم الحب و الطاعة البنوية لأنكم تغمروننا بحبكم الأبوي الصادق.
لنتوقف عن خدمة مصالحنا الشخصية و نلتفت جميعاً الى رسالة الفادي التي تدعونا الى المحبة ثم المحبة, لأننا بالمحبة فقط نستطيع أن نسامح و نغفر.
أعيدوا الخراف التي ضاعت الى حظيرتها, و لا تدعوا ما تبقى في الحظيرة يتشتت و يضيع.
ألم يقل رب المجد في رسالة القديس بولس الى أهل كورنثوس:
((11اخيرا ايها الاخوة افرحوا.اكملوا.تعزوا.اهتموا اهتماما واحدا.عيشوا بالسلام واله المحبة والسلام سيكون معكم. 12 سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة. 13 يسلم عليكم جميع القديسين 14 نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس.))
المحامي نوري إيشوع
كندا-مونتريال في 18 /04/ 2009
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“