إعملوا لكم أكياساً لا تفنى وكنزاً لا ينفذ
فى السموات حيث لا يقرب سارق ولا يبلى سوس
" لو 33:12 "
كان لإحدى المدن قديماً نظام غريب فى الملك الذى يحكمها إذ كان يسمح لأى شخص أن يكون ملكاً لمدة عام يفعل ما يريد فيه وفى نهايته يخلعون عنه ثياب المُلك ويضربونه ثم ينفونه فى جزيرة بعيدة عن البلاد قاحلة والحياة فيها صعبة.
كان كثيرين يستهويهم عظمة الملك , فيقبلون على هذا المركز متناسين العذاب الذى سيقابلونه بعد ذلك وكانوا يغرقون فى الملذات والشهوات ثم بقية حياتهم يعيشون عيشه صعبة إلى أن جاء واحد سلك سلوكاً غريباً , فبعد تملكه إهتم بتعمير هذه الجزيرة بمبانى عظيمة وتهجير ناس إليها وإنشاء حدائق وكل ما يسعد الأنسان حتى عندما يذهب إليها بعد إنتهاء العام يعيش حياة مريحة.
إن كان هذا الرجل الحكيم قد عمر هذه الجزيرة , فكم بالأحرى يلزمنا أن نستعد لحياتنا الأبدية بجهاد كثير لنتمتع بسعادتها.
التفكير فى جمال الأبدية يجعلك تستهين بالشهوات الشريرة ولذات العالم الفانية, فلا تنهمك فيها بل تستخدم كل شئ بمقدار لأجل إحتياجات الجسد أما قلبك فيهتم بالروحيات وعلاقتك بالله التى ستحيا فيها إلى الأبد.
من ناحية أخرى فالتفكير فى الأبدية يجعلك تستهين بالآم الأرض لأنها مؤقتة بل تقبل على التعب لأجل الله فى صلوات وأصوام وجهاد روحى لتنال مكافأته فى السماء وهى السعادة الأبدية , فكل تنازل عن خطية وجهاد لأقتناء فضيلة مهما كانت ألمه هو لؤلؤة فى إكليلك السمائى . تعود الحديث مع الله فى الصلاة لأنها تستمر إلى الأبد .
أبونا المحبوب يوحنا باقى
الرجل الحكيم / yakup /
- ابن السريان
- مراقب عام
- مشاركات: 1881
- اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm
Re: الرجل الحكيم / yakup /

على مرورك