الى أين يا سريان؟ بقلم المحامي نوري إيشوع

يهتم بنشر أخبار شعبنا في الوطن والمهجر
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
المحامي نوري إيشوع
عضو
عضو
مشاركات: 62
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 12:20 am

الى أين يا سريان؟ بقلم المحامي نوري إيشوع

مشاركة بواسطة المحامي نوري إيشوع »

الى أين يا سريان؟ بقلم المحامي نوري إيشوع

أمة عريقة تربعت على عروش الأرض منذ قديم الزمان, كانت القدوة للأنسان في بناء الأوطان, أمةٌ كانت ترنو الى خدمة العالم و تجعل للأنسان شأنا, هي التي أعطت للمظلومِ الحق في الشكوى للسلطان, فسن رجالاتها الشرائع و وضعوا الأسس للدويلات و الممالك, شقوا الترع و حولوا الصحارى الى واحاتٍ و حدائق, كانوا المهندسين فبنوا القلاع و أوابدهم لهم شواهد, برعوا في الفلك فكانت لهم النجوم و الكواكب مراصد و مرابض, في الطب أبدعوا و في الموسيقا عزفوا أحلى الأغاني و أنشدوا أجمل القصائد, رسموا الخطوط و كتبوا أجمل الحروف الأبجدية و كانوا شموعاً و التاريخ لهم شاهد, السباقين للأيمان برب المجد و المسيح لهم قدوة و معيناً و ساعدا.
أمة السريان, قلعة الرافدين, فرسانها سخروا الأسود الضواري و لعرباتهم الحربية روضوها
و كانت كالأحصنة تخضع و لا تعاند.
أمة السريان, قلاعها الحصينة كانت مقابر للأعداء و للمجرمين مقاصل و مشانق, و اليوم أصبحت مغائر لصوص و هاربين عن القانون و مأوى لكل نذلٍ و حانق, أنهارها الجميلة السيارة بضفافها الرائعة ملقى الأحبة في يومٍ كانت, اليوم علتها أكوام القمامة و غطى مياهها السواد الممزوج بالحمرةِ, بترول و دماءٍ بريئة و جثث آدمية على وجهها هامت.
ايها السريان الى أين؟
هجرات متتالية منذ مئات الأعوام, تركنا الأوابد و الأوطان, فرشنا أرضنا الطيبة وروداً
و قدمناها هبة و عطية للمجرمين الأقزام, فعاثوا فيها فساداَ و أستمروا بقتل أصحاب الأرض دون رحمة, دمروا كنائسهم و اغتصبوا أملاكهم و سرقوا الأوقاف و أضحوا للغاصبين جنوداً و أعوانا , دخلاء من عمق الجحور خرجوا, يحملون كل أحقاد قدوتهم و القتل هو ديدنهم و لا يرنون ألا الى الذبح و هتك أعراض الناس و بهم أنتشرت الآفات و الأسقام , نذروا أنفسهم أضحية لأبليس و تقدمة حية له.
الى أين يا سريان؟
مذابح جماعية, تهجير قسري, أضطهاد ديني و عرقي, خطف و هتك أعراض, ابادة أُمة كانت قبلة العالم و منارته, أمة تعرضت و لا زالت تتعرض للأهوال و تمارس ضدها جريمة منظمة, بدأت منذ مئات السنين, مروراً بمذابح ماردين و الرها و طور عبدين و وقوفاَ عند مقابر شهدائنا الملايين في مجاز عام 1915 عام السيفو للقضاء على ابناء المحبة المؤمنين, و انتهاءً بدخول أعوان أبليس كنيسة النجاة في العراق في يوم عيد القديسين, في اجتماع للتضرع الى الرب لنشر سلمه و أمنه في العراق الحزين, فذبحوا الأطفال و النساء و الشيوخ و أفنوا عائلات عن بكرة أبيها و فجروا أنفسهم كقرابين.
الى أين يا سريان؟
هجرة, ضياع و تشتت, غربة و أنقسام و تفتت, عزلة و أبتعاد و خنوع, صمت و قبول دون تذمر.
أين أحزابنا يا سريان؟ أين تجمعاتنا؟ أين قيادتنا, أين أصوات أبنائكم الذين باعوا أنفسهم للمناصب و أشترتهم الكراسي و رضخوا للمكاسب؟
أين أصوات مسؤولينا في منابر برلمانات العالم؟ الى متى نبقى على الأبواب و بيوتنا أُغتصبت و أصبحت مرتعاً لرعاة البقر و علومنا بيد أصحاب عقول من الحجر و أرواحنا تحت رحمة قلوب من الصخر و لا تشبه قلوب البشر و هم أدنس و أدنى مقاماً من اللصوص و الغجر؟
الى أين أيها السريان؟
ألم يكفينا قتل وأبادة و أنقسام و تشريد؟ الم تحن الساعة للم الشمل و أعلان الوحدة و البدء بالعمل لنكن يداً واحدة و لنقارع الحديد بالحديد؟
ألم يحن الوقت لتجتمع خراف المسيح في العالم أجمع تحت خيمة الأيمان؟ أم طاب لنا القتل و التهجير و الخطف, في مصر, في لبنان, في العراق و في السودان......؟
((كفانا ذلا و هوانا و الرحمة لأجدادنا و لكل شهداء المسيح في كل مكان و زمان))
المحامي نوري إيشوع
في 07/11/2010
أضف رد جديد

العودة إلى ”أخبار شعبنا“