القتل والحكم

أضف رد جديد
Michel Massoud
عضو
عضو
مشاركات: 275
اشترك في: الجمعة إبريل 24, 2015 3:51 am

القتل والحكم

مشاركة بواسطة Michel Massoud »

attachment=0]Bible Study.jpg[/attachment]
إنجيل متى ٥: ٢١~٢٢
٢١ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ.
٢٢ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.

التالي مقدمة شرح درس الكتاب المقدس، بعنوان: القتل والحكم

كم من جريمة قتل ترتكب في ظلام الخطيئة المتعددة البشاعة، بحق خليقة الله... بحق الله؟ كم من اسباب تافهة تحلل الجريمة والقتل عبر العصور حتى يومنا هذا؟ كم من جهل وعدم فهم يتربص بالانسان المبتعد عن الله، فيتغاضى عن العقاب ويسلم نفسه الى احاسيسه الشيطانية فيرتكب الجريمة المغذات من القاتل الاكبر الا وهو إبليس.
لم يكن مستمعي سيدنا يسوع المسيح بالعظة على الجبل من اليهود غافلين عن هذه الوصية، فقد كانوا على يقين أن القتل كان محرماً من الله، وأن القاتل كان معرضاً للقصاص. بهذا القدر كان فهمهم للناموس: الخوف من العقاب الارضي (اي حكم السلطات الحاكمة) وتجاهلوا ما يريد منهم الله، مكتفيين ببرهم الذاتي. فمع اول جريمة في تاريخ الانسانية صدر الحكم من الله على قايين لقتله هابيل، قائلاً: "فَالآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ." تكوين ٤: ١١... وكما جاء في ناموس نوح: "سَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ بِالإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ. لأَنَّ اللهَ عَلَى صُورَتِهِ عَمِلَ الإِنْسَانَ." تكوين ٩: ٦ ويعتبر هذا أول قانون مدني مُسن من الله، فمن قَتل يُقتل.
لم يكن سيدنا يسوع المسيح يتناول موضوع القتل والعقاب لأول مرة... وهو الآتي الى هذا العالم ليفدينا ويخلصنا من الخطيئة الكبرى التي بدأت في ملكوت الله بالذات.
فمشروع إبليس إبتدأ من فوق بكبريائه حيث اراد ان يتساوى مع الله، كما يقول في إشعياء ١٤: ١٣~١٤ وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: "أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ."
فما قاله ابليس بوضوح انه يريد القضاء على الله وأن يأخذ مكانه. وعندما حشد الشيطان اعوانه من ملوك وحكام ورأساء كهنة لصلب المسيح، ما كان يستعرض سوى حقيقة قلبه المتمرد على إرادة الله والمشبع بالجريمة.

إن الله عالم في القلوب، فكما كان على دراية بما يضمر له إبليس الذي جلب الموت لآدم، وللجنس البشري بأكمله. وحذر قايين مما يفكر به من غيظه وما يضمره في قلبه، قائلاً: "وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة، وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها" تكوين ٤: ٧.... فها هو المسيح يكلمهم وهو العارف قلوبهم انهم مثل إبليس سيكرهوه ولن يفهموه وسيقتلوه، لانهم كما قال لهم في يوحنا ٨: ٤٤ "أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ." واليهود بدورهم، كانوا قد تشبهوا بإبليس، من هاتين الناحيتين، لقد كانوا قتلة انبياء الله، وقتلة المسيح ايضاً بما أنهم كانوا ينوون في قلوبهم قتل ابن الله. فكانوا يتلطون وراء انهم لم يقتلوه بأيديهم، ولكنهم من دبر تفاصيل الجريمة. كما أنهم كانوا أيضاً كذابين في قولهم إن الله كان أباهم. لقد ادّعوا أنهم رجال أتقياء، وروحيون، في حين كانت ضمائرهم وقلوبهم شريرة. فقد عاثوا فساداً في ناموس الله وكيفوه ليتناسب مع اسلوب عيشهم.
فكما ذُكر في انجيل متى ١٥: ١٩ "لأن من القلب تخرج أفكار شريرة: قتل، زنى، فسق، سرقة، شهادة زور، تجديف" وفي نفس السياق يذكر بولس الرسول في رسالته الى غلاطية ٥: ١٩~٢١ زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر ، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بطر... إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله" وكذلك الإجهاض والإنتحار فهي تصب في خانة القتل.

جاء المسيح يطرق باب القلوب التي يريدها على مثال قلبه، وليس قلب الشيطان. فالجريمة على انواعها تبدأ من القلب بتراكم الصفاة الشريرة كالعداوة، والخصام، والغيرة، والسخط، والحسد، والتي تغزي فكرة القتل. وهنا الاثبات ان البشر مخير وليس مسير، فالسيد المسيح يخاطب القلوب ويحاول انقاذنا بأن نأخذ القرار الصائب، يدلنا على طريق البر ليكسب الجنس البشري ويرده الى بيت الله، "فطوبى للأنقياء القلب ، لأنهم يعاينون الله"... "وطوبى لصانعي السلام ، لأنهم أبناء الله يدعون"... فأنقياء القلوب هم صانعي سلام ولا يمكن أن تكون الجريمة في قلوبهم لأنهم سيعاينون الله الذي طهر ملكوته من رئيس الجريمة الى الأبد، ومن يدعون ابناء الله سيكونوا على مثاله.

وهنا لا ننسى ما قاله السيد المسيح انه يجب أن يزيد برّنا على برّ الكتبة والفرّيسيّين حتى نستطيع الدخول إلى الملكوت. الفرّيسيّون المكتفين بالمراسيم الدينيّة التي أعطتهم تطهيرًا طقسيًّا خارجيًّا، ولكنّها لم تغيّر قلوبهم البتّة. وهذه الظاهرة لا تقتصر فقط على الديانة اليهودية بل تمتد بآفتها على أديان اخرى.

فكيف لهؤلاء الفريسيين والكتبة ان ينادوا ببرهم الذاتي بعدما قاله المسيح؟ فهم الذين حتى تلك الموعظة كانوا يعتبرون انفسهم ابرار، لا يلوثوا ايديهم بدماء ولا يزنوا، ويقدموا الذبائح... وجائهم المسيح قائلاً مجرد غضبك على اخيك باطلاً وحتى بعدم درايته يستوجب الحكم. وهذا ينطبق علينا نحن ايضاً، فكم من غضب متبادل وعداوة طويلة الامد نرتكب بحق بعضنا البعض؟ كم من نعوت وصفاة قاسية نقولها باقرب المقربين، لأبسط خلاف تجعل كلمة رقا التي هي تعبير أرامي ومعناه ”الشخص الفارغ" بسيطة وهامشية؟ فهل سيكون المجمع من النصيب ام اكثر؟
أما كلمة أحمق فتعني أكثر من مجرد مغفل، فهي تدل على أنه أحمق أخلاقياً وأنه لا بد أن يموت وتعبِّر عن تمني الموت الفعلي للآخر. فكما هو شائع أن يشتم أحدهم شخصاً ما بقوله ”لعنك الله“، وكأنه يدعو إلى الله بالقضاء عليه. والرب يسوع هنا، يقول إنّ من يتفوه بمثل هذه اللعنة يكون في خطر أن يُلقى هو نفسه في نار جهنم.
ولكن لننصف كلمة احمق، فقد استعملها السيد المسيح في انجيل متى الاصحاح ٢٣ حين وصف الكتبة والفريسيين بكلمة مرادفة لها وهي الجهال وزاد عليها العميان والمراؤون والحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم...
وكان ذلك في معرض توبيخهم لتصحيحهم والإشارة الى ذنبهم الكبير المتوارث من آبائهم، والمثقل بالكبرياء والراياء والقتل، وبدماء انبياء الله التي سفكت حتى بين المذبح والهيكل. وذلك تضمن حكم من ربنا يسوع قائلاً لهم: هوذا بيتكم يترك لكم خرابا.

الشماس ميشال صموئيل مسعود
فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 55990
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

Re: القتل والحكم

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“