إيمان المرأة الكنعانية والتطويبات

أضف رد جديد
Michel Massoud
عضو
عضو
مشاركات: 275
اشترك في: الجمعة إبريل 24, 2015 3:51 am

إيمان المرأة الكنعانية والتطويبات

مشاركة بواسطة Michel Massoud »

Canaanite woman.jpg
إيمان المرأة الكنعانية والتطويبات

هل كانت المرأة الكنعانية على دراية بدستور الملك الذي أعلنه للعالم لكي يلتزم به أبناء مملكته؟ هل سمعت الموعظة على الجبل، او كانت اخبار الموعظة قد سبقت وصول السيد الى تخوم صور وصيداء؟ هل كان عندها فهم لاهوتي واقتناع بالمبادئ السماوية التي يعلمها السيد المسيح؟ الم تكن فينيقية أممية من مدن أدانها الله سابقاً بسبب فسادها ونجاستها؟ اليست من نسل الكنعانيّين القدامى الذين يُعرفون بانحطاطهم الخلقي، وكان الرب قد أفردهم للانقراض؟ الم تكن من نسل أولئك الناجين بسبب عصيان الشعب اليهودي القديم؟ اليست هي الغريبة وبلا رجاء، والغير مستحقة لأنها لا تتمتع بالامتيازات التي كانت لشعب الله المختار أرضياً؟ ~ "الشعب المفترض به نشر رسالة الخلاص ولم يفعل" ~ بأي حق وكيف لها أن تسأل مسيح إله إسرائيل؟
اسئلة تطرح نفسها عنوة عند قراءة القصة في إنجيل متى ١٥: ٢١~٢٨ ومرقس ٧: ٢٤~٣٠ والأجوبة تأتي من فيض حب الله للبشرية الذي اعلن من خلال إيمان الكنعانية أن الرجاء للجميع ببركة ونعمة سيدنا يسوع المسيح، له المجد.
كان يسوع قد ابتعد عن البلدات اليهودية وعن رؤساء إسرائيل المُتَصفين بالرياء والنفاق وذهب إلى نواحي صور وصيداء، وقد انزل الويل على كورزين وبيت صيدا قائلاً في متى ١١: ٢٢ "إن صور وصيداء تكون لهما حالة أكثر احتمالا يوم الدين مما لكما." وها قد جائت إبنة صور وصيداء تعلن إيمانها جهارة بالمسيح، إلتجأت إليه طالبة الرحمة حيث لم يفعل اليهود، تخاطبه قائلة " يا ابن داوُد" ~ الملك ابن الملك ~ هذه التسمية المعطاة فقط لمسيح اليهود، تخلت عن كبريائها المتوارث عن اجدادها بإنتصارهم على إسرائيل راضية أن تسوي نفسها بمرتبة الكلاب لكي تحظى ببركة المسيح. هي التي لا شعورياً عملت بالتطويبات، تلك التطويبات التي هي مزايا المؤمن المسيحي التي تخوله دخول ملكوت السماوات.
هي التي طلبت "الرحمة" ليس لنفسها الخاطئة فقط بل من أجل خلاص ابنتها المسكونة من إبليس، رافضة إبليس وأي إله آخر، معترفة بسيادة يسوع المسيح رغم انه تجاهلها، فسجدت "وبحزن على خطيئتها" طالبة منه المعونة. إذ بالسيد يذلها بجوابه (ليمتحن إيمانها)، فها هي "تمسكن روحها" ساحقة كبريائها، مُتذللة ومعترفة بعدم استحقاقها لنوال أبسط مراحمه، راضية بما يحكم لها الرب معبرة كم هي "جائعة وعطشى الى برِّ الإله." فما كان من الملك إلا ان عظم إيمانها ورضي عنها "لنقاء قلبها ووداعتها" فشفى ابنتها كما ارادت، (فبالإيمان ننقل الجبال ولا يكون شيء غير ممكن لدينا ~ متى ١٧: ٢٠) . كانت بموقفها هذا من العدو اليهودي المفترض قد انضمت الى "صانعي السلام" الذين يحسبون ابناء الله ويرثون ملكوته، وهي العارفة بأنها من الممكن أن تطهد من ابناء جلدتها الأمميين.
إن إيمانها القوي سلحها بسلام داخلي يعكس على العالم نور من الرب. نور إكتسبته المرأة الكنعانية بإيمانها العظيم لكي تكون منارة تعلمنا كيف ننسج علاقتنا الشخصية مع الإله المتجسد، تعلمنا كيف نرفض أي آلهة مادية ونعترف به انه السيد وبناء على سيادته المطلقة نستعين به، لأنه هو الوحيد الذي من خلاله نحظى على النعمة الالهية. النعمة التي تعطى لأبنائه فقط.
نستذكر كيف ان الله ارتضى ان يأتي الى هذا العالم عبر نسل فاسد ليُظهر مجد نعمته، هكذا تواصل مع الكنعانية الأممية ليُظهر ان نعمته تشمل الجنس البشري بأكمله.

دمتم بنعمة وبركة سيدنا يسوع المسيح
الشماس ميشال صموئيل مسعود
فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“