قال لهم يسوع : طعامي ان أفعل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله (يو34:4)
لقد مرَّ الرب يسوع في أحزان الطبيعة الإنسانية ، واختبر التعب وتحمّل الجوع ، لكن كل ذلك كان بقلب لم يعرف الضجر ، ما دامت هناك خدمة محبة مطلوب إنجازها . كان الأمر حلواً لنفسه ومباركاً أن يخدم خدمة المحبة وأن يرى في إتمامها إتماماً لإرادة الله أبيه . عندما قالوا له {{ هوذا الذي تحب مريض }} (يو3:11) كنا نفكر أنه يقوم ويذهب على التو ، لكنه مكث في الموضع الذي كان فيه يومين . لم تكن عنده إشارة بالذهاب من قِبَل أبيه . نحن نقول : كان يجب أن يذهب ليُظهر قوته كالله الظاهر في الجسد ، لكنه كخادم لمشورات الله ، لم يتسلم إشارة السير من الله فظل في مكانه لم ينتقل . كان هذا بحسب الظاهر ينطوي على شيء من القسوة ، أَلم يكن البيت الوحيد الذي يدخله بلا كُلفة هو بيت عنيا ؟ لكننا لا نجده يتزحزح قط عن مركزه كالعبد الذي يخدم إرادة الله أبيه . وفي هذا المركز ما وجدناه قط إلا في كمال المحبة لله الآب وفي كمال الخضوع .


