في تلك الليلة طار نوم الملك (أس1:6)
من بين حاشية القصر الملكي ، لم يكتشف أحد المكيدة ضد حياة الملك إلا إنسان يهودي اسمه مردخاي ، والملك القلق لم يجد وسيلة بها يصرف ساعات السهر المُتعبة إلا قراءة سفر تذكار أخبار الأيام ، ويا لها من رياضة غريبة لملك مُتنعم ! ولكن الله كان وراء هذا . لقد استوقف بصر الملك ما عمله مردخاي ، ولا بد من مكافأة لأمانته ، وفي اللحظة التي قرأ فيها الملك هذا الخبر ، لم يوجد في دار الملك إلا هامان الشرير الذي أتى لينفذ حكم الموت على مردخاي ، وإذا عناية الله قد سخرت هذا الظالم لإكرام مردخاي . لقد أتى قاصداً صلب مردخاي على الخشبة ، فما كان منه إلا ان اضطر ان يلبس مردخاي حلة الملك ، ويُركبه على فرس الملك ، ويجري أمامه في شوارع المدينة ، ويذيع بنفسه نُصرة مردخاي . يا له من مشهد يفوق الخيال ومع كلٍ فإنه حق ! لقد حصل هامان على أشرف الألقاب في قصر الملك ، والغنى الوفير ، ومع ذلك فكل هذا لم يكفيه لأم مردخاي رفض السجود له . هذا هو القلب البشري !! حقاً {{ قبل الكسر الكبرياء ، وقبل السقوط تشامخ الروح }} (أم18:16)


