{{ ويجعل عليها لُباناً }}



تتصاعد رائحة البخور العطر من الُلبان عندما تشتعل فيه النيران ، هكذا كان سيدنا المعبود في حياته على الأرض ، كما اشتعلت فيه نيران التجارب كلما ظهرت أمجاده المتنوعة . لقد تألم من أشخاص تعامل معهم ، لكن ما أروع ردود أفعاله في كل موقف . كان بطرس من التلاميذ المُقربين من الرب ، وكان مقدام التلاميذ في الكلام والشجاعة ، ووثق في محبته للرب ، لكن أُخذ في زلة يوم أن دخل مجال التجربة وإذ به في وسط الجواري والعبيد ليلة محاكمة الرب - يشك هو دون الجميع ، لدرجة أنه ابتدأ يحلف ويلعن {{ أنا لا أعرف ذلك الرجل }} ورغم تألم الرب من إنكار بطرس ، فقد كان ذلك جرحاً من الجروح التي جُرح بها الرب في بيت أحبائه ، إلا أنه لم يتكلم معه حتى لا يكشف أمام الجميع كذبه وحلفه كذباً ، لكنه اكتفى بنظرة إلى تلميذه ، ولم تكن نظرة عتاب ، لكنها كانت نظرة محبة لدرجة أنها أذابت قلب بطرس ، فخرج إلى خارج وبكى بكاءً مُراً . هل عند تعرضنا للآلام تصدر منا رائحة الدخان ، أم رائحة الُلبان العطرة ؟