لكل جرس نغمته

[حنا خوري]

لكل جرس نغمته
كانت بلدتنا ديريك في سالف الأزمان وفي سنين ما قبل الحضارة الحديثة ، كانت جنة صغيرة بكل ما تحويه هذه الكلمة من معنى .الألفة والمحبة والتعاون .. وفصول التسلية والحوادث البريئة والمقالب التي يقوم بصنعها بعض خفيفي الدم والظل ...وعلى سبيل المثال لا الحصر اسمحوا لي أن اسرد هذه الحادثة اللطيفة ولا أعني بسردها إلا التسلية البريئة وأرجو من القارئ أن لا يتحزب لأي جهة كــــــــــانت ...
كان الزمن شهر تموز وتموز عندنا في ديريك الغالية أغلى أيام الصيف الجميلة كانت الكروم التي تحيط بالبلدةتخفف من حدة الحر وبعد العصر كان الناس يجلسون أمام بيوتهم ويبداؤون بالحوارات والأخبار والسؤال عن من هو في سفر وعن مدى مقياس التعافي للمرضى ....
قامت الدّدا مارتو وبيدها سطل الماء ورشت أمام الباب وقسم من الرصيف بحيث إذا جائتها ضيفة تكون جالسة في الظل وفي الطراوة..
وقامت بفرش بساط سميك على نتوء من البلوك لتجلس عليه وتسند ضهرها الذي حنته السنوون ، وبينما هي تنجز آخر الفصول في المسرحية اليومية تناهى لســـــــــــــمعها أصوات جرسية الكنيسة فتركت من يدها المكنسة والسطل وإستندت إلــــــــــى الحائط و اتجهت بإتجاه الكنيسة ورسمت إشارة الصليب على وجهها مرددة بكل خشوع وإيمان ....قوريالايسون.....هاليلويا يا رب إرحمنا....
في تلك اللحظة تصادف ان خفيف الظل ومحبوب الكل المدعو ...ســـــــــــــلي........كان مارّاً من أمام دار عجوزتنا مارتو أراد أن يتسلّى مع العمة وأن يستفزها في هذا الموقف بالذات.....وهو يعلم أن لديها ولا يزال البعض والقيل من التعصب الديني.
بادرها سلي ..ددّا سع أيش كو تقوليين؟؟؟ أجابته ددّا قائلة ...أش كقوول الناقووس كوو دق .....قلتُ كما يقولوون النيــــــس؟؟؟
قال سلي بلكنة مسرحية وشيطانية وركي ددّا ناقوووس الكاتوليك وي هذا الجرس.
وهنا وقعت هذه الجملة وقوع الكارثة على سمع الددّا وضغطها ارتفع وهجم عليها وجع إلتهاب المفاصل ورأت فداحة هذه الجريمة التي ارتكبتها بدون قصد ولم تفكر حتــــــــــــــى ردت عليه وبسرعة البرق كمن لسعتها أفعى قائلة.
ببّوك ببّوك ....ناقووس الكاتوليك...وو...وي لا هاليلويا ....ولا قوريلايسون....ويا رب ...لا ترحمنا
وجلست وتنفست الصعداء وارتاحت نفسياً ورأت أنها وحسب ظنها أنهأ تداركت نفسها قبل أن تسقط في جهنم عند الأشرار وكل من ليس على مذهب............
تابع عزيزنا سلي طريقه محادثا نفسه هل كنت سبب هلاك نفس؟؟؟؟؟؟

[بنت السريان]

هذه نغمة البسطاء عزيزي حنا
لكنها محزنة بالرغم من انها وضعت في قالب فكاهي
يعني مادام ناقويس الكاثوليك هو الذي يدق , ليش الله يرحمنا؟؟؟؟؟
استعجلوا ودقّوا نواقيس الأرثودكس والا فاتت علينا وسوف تنهجم الدنيا
هنا يجدر الإشارة إلى هذه المرأة االبسيطة من حعلها تحمل هذه الفكرة؟؟؟؟؟؟ حتى انها ترفض رحمة الله من غير قصد
يا ناس صدقوني خطية هذا الشعب والانشقاقات والتحزبات مصير فاعلها نار جهنّم
شكرا عزيزي حنا
ألقيت الضوء على أكبر مشكلة لازالت آثارها باقية حتى الآن بين الطوائف اسألوا رؤساء االمذاهب