اليأس
بقلم بنت السريان
مرارا لقيتها تحمل باقة ورد بيدها وتدخل البستان المطل على نهر الفرات،خمرية ممشوقة القدٌ مشيتها بخيلاء تسبي القلب، كأني بها حورية قذفتها أمواج البحر، أو إن شئت قل ملاك هبط من السماء ملتحفا بخيوط الشمس الحمراء.
لن أنكر يا صاحبي إن قلتُ همٌني أمرها وأًخِذتُ بمنظرها مما زاد فضولي في تتبع أثرها، سرت الهوينى اقتفي خطواتها، فالحديث معها على ما يبدو ضرب محال.
عند غروب الشمس دخلت البستان متخٌذة ركن مطل على نهر الفرات، واستندت بجذع شجرة متشابكة الأغصان تتمتم بهمس كلمات، وما أدراك ما كانت تلك الكلمات؟.. رمت باقة الورد وابتلعتها مياه الفرات المجنونة وكأنها كانت على موعد لهذه اللقمة السائغة فقلٌما يحظى الفرات بباقة ورد عطرة.
هبّاتُ ريحٍ داعبت خصلات شعرها المتموج وسكبت نسيماتها فوق جبينها، تراقصت أوراق الشجرة وانحنت تطبع قبلات على خدٌيها، وإذا بزخٌة مطر فاجأتنا، كأني بالسماء بكت تودعها، لم يكن كله هذا في الحسبان، ذهول أصابنا يا لروعة المنظر وحساسيته، فالطبيعة تكلٌمت، والطيور صمتت، وفي غمرة الهدوء المتناغم مع زخّة المطر استعدتُ رباطة جأشي وتمالكتُ أعصابي وتقدمت نحو الشجرة كي أكلمَ فتاتي، لكني لم أجدها!!.
وبإلتفاتة مني لمحت ربطة عُنقها الحمراء تطفو على سطح مياه الفرات !! عندها أدركت أنها إنتحرت ... وكانت النهاية.
قارئي العزيز أعترف أني كنت جبانا وتنقصني الشجاعة، وإلاّ لكنت قد عرفت سريرة قلبها، ولربّما كنت قد استطعت أن أثنيها عن عزمها؛ لقد غاصت في حومة اليأس وما من منقذ لها، وقعت بين فكٌي إبليس وأحكم القبضة فأرداها صريعة.. وكانت هذه النتيجة.
أقوى سلاح فتاك يستخدمه الشيطان في شل حركة الإنسان لتقوده الأفكار السوداوية إلى الهاوية، وريح سموم تتوغل في الأعماق تشل الروح وتفقدها حرارتها، وتفقدها إيمانها فتؤدي بها إلى الانتحار ... كم وكم من المنتحرين في عالمنا اليوم؟ إن لم تكن تدري فإن عددهم في تزايد مستمر مخيف.
إن ما دفعني اليوم بحديثي هو ما قرأته في صحيفة اليوم عن المنتحرين !! شعور مؤسف حقا، فمتى ما تعرضت حالة النفس البشرية لمؤثراتٍ أقوى منها تنهار أمامها وتركع مستسلمة، لذا تنقاد إلى اليأس .. هذا المرض الخبيث الذي يسيء إلى ماهية الفرد ويبعده عن الرب، فيصبح فريسة لإبليس الذي يلعب دوره السري ويقود الإنسان إلى معصية الرب في عملية الإنتحار التي إن هي إلا فقدان الثقة بالله واتباع مشورة إبليس، إضافة إلى كونها قتل متعمد.
والإنتحار بذاته خطيئة مميتة بعرف الله وتعاليم الكنيسة فما علينا إلا أن نسهر ضد هذا الداء الخبيث الذي أخذ يسري في جسم البشرية؛ فلكل داء دواء، ولكل مشكلة حل، وليس مستحيل لدى الله، كما علّمنا قائلاً لنا بشخص الرسول بولس: (تكفيك نعمتي، لأن قوّتي في الضُّعفِ تُكمل، 2كو12: 9)، متى ما كنا ضعفاء فنحن أقوياء بالمسيح الذي يحارب عنٌا ويحمل أثقالنا.
قال له المجد: تعالوا إليٌ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحُكم (مت11: 28)، ونعمَ بالله.
أعزائي موجة انتحار تجتاح ببني آدم نتيجة الأدعات والإشاعات الخاطئة عن نهاية العالم وتحديد يوم لها
لهذا نشرت هذا الموضوع
سلاح أخر من أسلحة الشيطان لإهلاك البشر
لأن يوم هلاكه قد قرب
المسيح آت عن قريب وقوى الشر تتخبّط وخائفة ترتجف
أما نحن المؤمنون بيسوع بفرح وسعادة ننتظر قدومه ونهتف قائلين
آمين تعال يا ربنا يسوع صوتك المحيي يحيينا من القبر إلى الملكوت
بقلم بنت السريان
مرارا لقيتها تحمل باقة ورد بيدها وتدخل البستان المطل على نهر الفرات،خمرية ممشوقة القدٌ مشيتها بخيلاء تسبي القلب، كأني بها حورية قذفتها أمواج البحر، أو إن شئت قل ملاك هبط من السماء ملتحفا بخيوط الشمس الحمراء.
لن أنكر يا صاحبي إن قلتُ همٌني أمرها وأًخِذتُ بمنظرها مما زاد فضولي في تتبع أثرها، سرت الهوينى اقتفي خطواتها، فالحديث معها على ما يبدو ضرب محال.
عند غروب الشمس دخلت البستان متخٌذة ركن مطل على نهر الفرات، واستندت بجذع شجرة متشابكة الأغصان تتمتم بهمس كلمات، وما أدراك ما كانت تلك الكلمات؟.. رمت باقة الورد وابتلعتها مياه الفرات المجنونة وكأنها كانت على موعد لهذه اللقمة السائغة فقلٌما يحظى الفرات بباقة ورد عطرة.
هبّاتُ ريحٍ داعبت خصلات شعرها المتموج وسكبت نسيماتها فوق جبينها، تراقصت أوراق الشجرة وانحنت تطبع قبلات على خدٌيها، وإذا بزخٌة مطر فاجأتنا، كأني بالسماء بكت تودعها، لم يكن كله هذا في الحسبان، ذهول أصابنا يا لروعة المنظر وحساسيته، فالطبيعة تكلٌمت، والطيور صمتت، وفي غمرة الهدوء المتناغم مع زخّة المطر استعدتُ رباطة جأشي وتمالكتُ أعصابي وتقدمت نحو الشجرة كي أكلمَ فتاتي، لكني لم أجدها!!.
وبإلتفاتة مني لمحت ربطة عُنقها الحمراء تطفو على سطح مياه الفرات !! عندها أدركت أنها إنتحرت ... وكانت النهاية.
قارئي العزيز أعترف أني كنت جبانا وتنقصني الشجاعة، وإلاّ لكنت قد عرفت سريرة قلبها، ولربّما كنت قد استطعت أن أثنيها عن عزمها؛ لقد غاصت في حومة اليأس وما من منقذ لها، وقعت بين فكٌي إبليس وأحكم القبضة فأرداها صريعة.. وكانت هذه النتيجة.
أقوى سلاح فتاك يستخدمه الشيطان في شل حركة الإنسان لتقوده الأفكار السوداوية إلى الهاوية، وريح سموم تتوغل في الأعماق تشل الروح وتفقدها حرارتها، وتفقدها إيمانها فتؤدي بها إلى الانتحار ... كم وكم من المنتحرين في عالمنا اليوم؟ إن لم تكن تدري فإن عددهم في تزايد مستمر مخيف.
إن ما دفعني اليوم بحديثي هو ما قرأته في صحيفة اليوم عن المنتحرين !! شعور مؤسف حقا، فمتى ما تعرضت حالة النفس البشرية لمؤثراتٍ أقوى منها تنهار أمامها وتركع مستسلمة، لذا تنقاد إلى اليأس .. هذا المرض الخبيث الذي يسيء إلى ماهية الفرد ويبعده عن الرب، فيصبح فريسة لإبليس الذي يلعب دوره السري ويقود الإنسان إلى معصية الرب في عملية الإنتحار التي إن هي إلا فقدان الثقة بالله واتباع مشورة إبليس، إضافة إلى كونها قتل متعمد.
والإنتحار بذاته خطيئة مميتة بعرف الله وتعاليم الكنيسة فما علينا إلا أن نسهر ضد هذا الداء الخبيث الذي أخذ يسري في جسم البشرية؛ فلكل داء دواء، ولكل مشكلة حل، وليس مستحيل لدى الله، كما علّمنا قائلاً لنا بشخص الرسول بولس: (تكفيك نعمتي، لأن قوّتي في الضُّعفِ تُكمل، 2كو12: 9)، متى ما كنا ضعفاء فنحن أقوياء بالمسيح الذي يحارب عنٌا ويحمل أثقالنا.
قال له المجد: تعالوا إليٌ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحُكم (مت11: 28)، ونعمَ بالله.
أعزائي موجة انتحار تجتاح ببني آدم نتيجة الأدعات والإشاعات الخاطئة عن نهاية العالم وتحديد يوم لها
لهذا نشرت هذا الموضوع
سلاح أخر من أسلحة الشيطان لإهلاك البشر
لأن يوم هلاكه قد قرب
المسيح آت عن قريب وقوى الشر تتخبّط وخائفة ترتجف
أما نحن المؤمنون بيسوع بفرح وسعادة ننتظر قدومه ونهتف قائلين
آمين تعال يا ربنا يسوع صوتك المحيي يحيينا من القبر إلى الملكوت
