رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين ص 11
و اما الايمان فهو الثقة بما يرجى و الايقان بامور لا ترى.
فانه في هذه شهد للقدماء بالايمان نفهم ان العالمين اتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر بالايمان قدم هابيل لله ذبيحة افضل من قايين فيه شهد له انه بار اذ شهد الله لقرابينه و به و ان مات يتكلم بعد بالايمان نقل اخنوخ لكي لا يرى الموت و لم يوجد لان الله نقله اذ قبل نقله شهد له بانه قد ارضى الله و لكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود و انه يجازي الذين يطلبونه
بالايمان نوح لما اوحي اليه عن امور لم تر بعد خاف فبنى فلكا لخلاص بيته فبه دان العالم و صار وارثا للبر الذي حسب الايمان
بالايمان ابراهيم لما دعي اطاع ان يخرج الى المكان الذي كان عتيدا ان ياخذه ميراثا فخرج و هو لا يعلم الى اين ياتي بالايمان تغرب في ارض الموعد كانها غريبة ساكنا في خيام مع اسحق و يعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه لانه كان ينتظر المدينة التي لها الاساسات التي صانعها و بارئها الله
بالايمان سارة نفسها ايضا اخذت قدرة على انشاء نسل و بعد وقت السن ولدت اذ حسبت الذي وعد صادقا لذلك ولد ايضا من واحد و ذلك من ممات مثل نجوم السماء في الكثرة و كالرمل الذي على شاطئ البحر الذي لا يعد
في الايمان مات هؤلاء اجمعون و هم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها و صدقوها و حيوها و اقروا بانهم غرباء و نزلاء على الارض فان الذين يقولون مثل هذا يظهرون انهم يطلبون وطنا فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه لكان لهم فرصة للرجوع و لكن الان يبتغون وطنا افضل اي سماويا لذلك لا يستحي بهم الله ان يدعى الههم لانه اعد لهم مدينة بالايمان قدم ابراهيم اسحق و هو مجرب قدم الذي قبل المواعيد وحيده الذي قيل له انه باسحق يدعى لك نسل اذ حسب ان الله قادر على الاقامة من الاموات ايضا الذين منهم اخذه ايضا في مثال بالايمان اسحق بارك يعقوب و عيسو من جهة امور عتيدة بالايمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف و سجد على راس عصاه بالايمان يوسف عند موته ذكر خروج بني اسرائيل و اوصى من جهة عظامه بالايمان موسى بعدما ولد اخفاه ابواه ثلاثة اشهر لانهما رايا الصبي جميلا و لم يخشيا امر الملك بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لانه كان ينظر الى المجازاة بالايمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لانه تشدد كانه يرى من لا يرى بالايمان صنع الفصح و رش الدم لئلا يمسهم الذي اهلك الابكار بالايمان اجتازوا في البحر الاحمر كما في اليابسة الامر الذي لما شرع فيه المصريون غرقوا بالايمان سقطت اسوار اريحا بعدما طيف حولها سبعة ايام بالايمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة اذ قبلت الجاسوسين بسلام و ماذا اقول ايضا لانه يعوزني الوقت ان اخبرت عن جدعون و باراق و شمشون و يفتاح و داود و صموئيل و الانبياء الذين بالايمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا افواه اسود اطفاوا قوة النار نجو من حد السيف تقووا من ضعف صاروا اشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء اخذت نساء امواتهن بقيامة و اخرون عذبوا و لم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة افضل و اخرون تجربوا في هزء و جلد ثم في قيود ايضا و حبس رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم و جلود معزى معتازين مكروبين مذلين و هم لم يكن العالم مستحقا لهم تائهين في براري و جبال و مغاير و شقوق الارض فهؤلاء كلهم مشهودا لهم بالايمان لم ينالوا الموعد اذ سبق الله فنظر لنا شيئا افضل لكي لا يكملوا بدوننا.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ هل تذكر شعورك حين كنت صغيراً عند اقتراب موعد الاحتفال بعيد ميلادك؟ لقد كنت، بلا شك، تترقب بانفعال. كما كنت تعلم عن يقين أنك ستتلقى الهدايا وبطاقات التهنئة. ومع ذلك كنت تفاجأ ببعض الأشياء في أعياد الميلاد يمتزج فيها التوقع باليقين. وكذلك في الإيمان، فالإيمان هو الاقتناع المبني على تجربة سابقة أننا بالتأكيد سننال مفاجآت جديدة من الله.
ـ الإيمان موصوف هنا بكلمتين هما الثقة والإيقان. ويلزم لهاتين الكلمتين بداية أكيدة، ونقطة نهاية. أما نقطة بداية الإيمان فهي أن تصدق شخص الله، فهو صادق في كل ما يقوله عن ذاته. أما نقطة النهاية فهي أن تؤمن بوعود الله فهو يفعل كل ما يقول. فنحن نؤمن أن الله يحقق كل وعوده حتى لو لم نرى هذه الوعود تتحقق الآن. هذا هو الإيمان الحقيقي .
ـ لقد خلق الله الكون كله من العدم، من لا شيء. قال كن، فكان. فإيماننا، إذا، هو بالله الذي خلق الكون كله بكلمته. وكلمة الله لها قوة هائلة. فهل تصغي وتستجيب له عندما يتكلم؟ وكيف يمكنك أن تستعد، بصورة أفضل، لاستقبال كلمته؟
ـ كان قايين وهابيل ابني آدم وحواء. قدم هابيل ذبيحة أرضت الله، وقدم قايين ذبيحة لم تقبل. كانت ذبيحة هابيل، وهي الحيوان البديل الكفاري، أكثر قبولاً لدى الله لأنها كانت ذبيحة دم. وأيضاً قبلت بسبب الأسلوب الذي قدمها به هابيل.
ـ إن الإيمان بوجود الله ليس سوى البداية. لأنه حتى الشياطين يؤمنون ويقشعرون. فلن يكتفي الله بأنك تعرف بوجوده بل إنه يريد أن يقيم معك علاقة شخصية ديناميكية فعالة تغير الحياة. من يتطلع بجدية نحو الله سيجد مكافأته في وجوده معه.
ـ قد نتساءل أحياناً عن مصير من لم يسمع بالمسيح، أو من ليس لديه كتاب مقدس، يقرأه. إلا أن الله يؤكد لنا أن كل من يطلبه بأمانة، ومن يعمل بالإيمان على معرفة الإله الذي يعبده، سينال المجازاة. فعندما تتكلم مع الآخرين عن أخبار الله السارة حاول أن تشجعهم على أن يظلوا أمناء ومجتهدين في سعيهم نحو الحق. ومن يسمع الإنجيل يصبح مسئولاً عما سمع .
ـ لقد اختبر نوح أموراً لم تعلن لجيرانه. فقد أمره الله أن يبني فلكاً كبيراً في وسط الأرض اليابسة. وبرغم أن ذلك بدا أمراً غير منطقي، إلا أن نوح أطاع. وقد جعلته طاعته هذه يبدو غريباً في عيون جيرانه، تماماً مثلما فعلت العقائد الجديدة في اليهود المتنصرين. وفي طاعتك لله لا تندهش إذا اعتبرك الآخرون مختلفاً عنهم أو غريباً أو مجنوناً فإن طاعتك تبرز عصيانهم. وتذكر فقط أن الله حين يطلب منك أداء عمل ما فإنه يمنحك القوة اللازمة لتنفيذه.
ـ كانت حياة إبراهيم ممتلئة بالإيمان. فقد ترك أرضه وعشيرته، حسب أمر الله، إلى بلاد أخرى، مطيعاً الله دون أدنى استفسار. وآمن بالعهد الذي قطعه الله معه وفي طاعة إبراهيم لله كان إبراهيم مستعداً حتى أن يقدم ابنه إسحق ذبيحة لله. فلا تتعجب، إذا، إن طلب الله منك أن تتنازل عن أمن أسرتك في سبيل طاعته.
ـ كانت سارة زوجة لإبراهيم. ولم يكونا قادرين على الإنجاب طيلة سنوات عديدة من حياتهما معاً. ووعد الله إبراهيم بنسل، إلا أن سارة شكت في أن تنجب وهي في سنها المتقدمة. وقد ضحكت في أول الأمر ثم آمنت بعد ذلك.
ـ لقد مات كل رجال ونساء الإيمان المذكورين هنا، دون أن ينالوا كل ما وعدهم الله به. لكنهم لم يحيدوا عن النظر إلى السماء على الإطلاق. إلا أن الكثيرين من المسيحيين يفشلون ويندحرون لأن احتياجاتهم وإعوازهم وآمالهم وتوقعاتهم وطلباتهم لم تتحقق فوراً حين آمنوا بالمسيح. كما أنهم سرعان ما ينفد صبرهم ويتبرمون ويريدون أن يتراجعوا عن الإيمان. فهل تحس بالإحباط لأن هدفك يبدو بعيد المنال؟ استمد شجاعتك من أولئك الأبطال في الإيمان، الذين عاشوا وماتوا دون أن يروا ثمرة إيمانهم على الأرض، ومع ذلك لم يفقدوا إيمانهم.
ـ كان إبراهيم مستعداً للتنازل عن ابنه وتقديمه ذبيحة عندما أمره الله بذلك. لكن الله لم يتركه يذبح ابنه إسحق لأنه إنما أمر إبراهيم بذلك لكي يختبر إيمانه. وعوض أن يأخذ الله من إبراهيم ابنه أعطاه شعباً بأكمله، نسلا له من إسحق. فإن كنت تخاف أن تثق في الله بشأن أغلى ما تمتلك أو بشأن حلم أو صديق عزيز فانظر إلى مثال إبراهيم. ولأن إبراهيم كان مستعداً لتقديم كل شيء لله استرد أكثر مما كان يتخيل. وما نناله نحن، لا نناله دائماً في الحال، أو في صورة مقتنيات مادية. وعلى كل حال فلابد أن تكون المقتنيات المادية أقل ما يرضينا من مكافآت. أما أفضل وأعظم مكافأة لنا فتنتظرنا في الأبدية.
ـ إسحق هو ابن الموعد لإبراهيم وسارة في شيخوختهما. وبإسحق حقق الله وعده لإبراهيم وأعطاه نسلاً لا يحصى ولا يعد. وقد أنجب إسحق عيسو ويعقوب، واختار الله الأصغر منهما، وهو يعقوب، ليستمر من خلاله وعد الله لإبراهيم.
ـ يعقوب هو ابن إسحق، وحفيد إبراهيم. وصار أولاد يعقوب آباء لأسباط إسرائيل الاثني عشر. وحتى عندما كان يعقوب، الذي يدعى إسرائيل أيضاً، يحتضر في أرض غريبة آمن بوعد الله أن نسل إبراهيم سيكون كرمل البحر، وأن إسرائيل سيصير أمة عظيمة. فالإيمان الحقيقي يعيننا على أن نرى ما بعد الموت وما وراء القبر.
ـ لقد بيع يوسف، أحد أبناء يعقوب، كعبد بيد أخوته الحاسدين وأخيراً بيع يوسف ثانية، ولكن إلى رئيس شرط فرعون مصر. إلا أنه بسبب أمانة يوسف لله نال مركزاً عالياً في مصر. وكان يمكن أن يستغل ذلك المنصب في أن يبني لنفسه إمبراطورية وسلطاناً، لكنه تذكر وعد الله لإبراهيم. وبعد أن تصالح مع أخوته أحضر أباه وأخوته وكل عائلته ليكونوا بالقرب منه. كما أوصى أن تدفن عظامه في أرض الموعد حينما يترك اليهود أرض مصر في نهاية المطاف. إن الإيمان معناه الثقة في الله وعمل إرادته، بغض النظر عن كل الظروف.
ـ لقد وثق أبو موسى وأمه في الله بخصوص حياة موسى ابنهما. فلم يكونا مجرد أبوين ممتازين بل كانا أيضاً يؤمنان أن الله سيرعى موسى. فأنت، كأب، وأنت، كأم، هل وثقتما في أن الله يرعى أطفالكما؟ إن لدى الله خطة لكل إنسان. والواجب الهام الملقى على عاتقك هو أن تعد أطفالك لذلك، وتصلي من أجلهم حتى يتمموا العمل الذي أعده الله لهم. فالإيمان يتيح لنا أن نسلم أولادنا لله.
ـ لقد صار موسى واحداً من أعظم قادة إسرائيل. فهو نبي ومشرع. إلا أنه عندما ولد موسى كان شعبه ما يزالون عبيداً في مصر. وكان فرعون مصر قد أمر بقتل كل طفل ذكر يولد للعبرانيين، أما موسى فتم إنقاذه. وقامت ابنة فرعون بتربيته في بيت فرعون ذاته، وتطلب الأمر من موسى إيماناً حتى يتخلى عن مكانته في القصر. وأمكن لموسى أن يفعل ذلك لأنه أدرك طبيعة الغنى والجاه الزائل. إنه من السهل أن ينخدع الإنسان بالمنافع الوقتية للثروة والشهرة والمركز والجاه والنجاح والإنجازات، وأن تعمى عيناه عن المزايا طويلة المدى والدائمة لملكوت الله. فالإيمان أيها الأحبة يساعدنا على أن نتطلع إلى ما وراء قيمة العالم لنرى القيم الأبدية لملكوت الله.
ـ الإيمان ومعجزاته: عندما خطط يشوع للانتصار على أريحا أرسل الجواسيس لاستكشاف تحصينات المدينة .. فقابل الجواسيس راحاب. وكان عليها مأخذان : أنها أممية، وأنها زانية. لكنها أظهرت إيمانها بالله حين رحبت بالجواسيس كما أبدت ثقتها في أن الله سيحفظ حياتها وحياة أهل بيتها عند خراب المدينة. فالإيمان يساعدنا على أن نتغير، وأن نفعل الصواب، بغض النظر عن ماضينا وبصرف النظر عن رفض الآخرين.
ـ إيمان الانبياء والقضاة: تلخص هذه الآيات حياة عظماء الإيمان. وقد ذاق بعضهم انتصارات ساحقة، حتى على الموت ذاته. لكن غيرهم أهينوا، وأسيئت معاملتهم، وعذبوا، بل وقتلوا. إن الإيمان الثابت في الله لا يكفل للإنسان حياة سعيدة خالية من الهموم. بل على العكس فالإيمان يسبب لنا نوعاً من الإساءة من العالم.وما دمنا على الأرض، فقد لا نرى مطلقاً القصد من آلامنا. لكننا نعلم، يقينا، أن الله يحفظ مواعيده لنا. فهل تبني إيمانك على ذلك؟
موضوع في غاية الأهمية اعزائي القرأ.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين
و اما الايمان فهو الثقة بما يرجى و الايقان بامور لا ترى.
فانه في هذه شهد للقدماء بالايمان نفهم ان العالمين اتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر بالايمان قدم هابيل لله ذبيحة افضل من قايين فيه شهد له انه بار اذ شهد الله لقرابينه و به و ان مات يتكلم بعد بالايمان نقل اخنوخ لكي لا يرى الموت و لم يوجد لان الله نقله اذ قبل نقله شهد له بانه قد ارضى الله و لكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود و انه يجازي الذين يطلبونه
بالايمان نوح لما اوحي اليه عن امور لم تر بعد خاف فبنى فلكا لخلاص بيته فبه دان العالم و صار وارثا للبر الذي حسب الايمان
بالايمان ابراهيم لما دعي اطاع ان يخرج الى المكان الذي كان عتيدا ان ياخذه ميراثا فخرج و هو لا يعلم الى اين ياتي بالايمان تغرب في ارض الموعد كانها غريبة ساكنا في خيام مع اسحق و يعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه لانه كان ينتظر المدينة التي لها الاساسات التي صانعها و بارئها الله
بالايمان سارة نفسها ايضا اخذت قدرة على انشاء نسل و بعد وقت السن ولدت اذ حسبت الذي وعد صادقا لذلك ولد ايضا من واحد و ذلك من ممات مثل نجوم السماء في الكثرة و كالرمل الذي على شاطئ البحر الذي لا يعد
في الايمان مات هؤلاء اجمعون و هم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها و صدقوها و حيوها و اقروا بانهم غرباء و نزلاء على الارض فان الذين يقولون مثل هذا يظهرون انهم يطلبون وطنا فلو ذكروا ذلك الذي خرجوا منه لكان لهم فرصة للرجوع و لكن الان يبتغون وطنا افضل اي سماويا لذلك لا يستحي بهم الله ان يدعى الههم لانه اعد لهم مدينة بالايمان قدم ابراهيم اسحق و هو مجرب قدم الذي قبل المواعيد وحيده الذي قيل له انه باسحق يدعى لك نسل اذ حسب ان الله قادر على الاقامة من الاموات ايضا الذين منهم اخذه ايضا في مثال بالايمان اسحق بارك يعقوب و عيسو من جهة امور عتيدة بالايمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف و سجد على راس عصاه بالايمان يوسف عند موته ذكر خروج بني اسرائيل و اوصى من جهة عظامه بالايمان موسى بعدما ولد اخفاه ابواه ثلاثة اشهر لانهما رايا الصبي جميلا و لم يخشيا امر الملك بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لانه كان ينظر الى المجازاة بالايمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لانه تشدد كانه يرى من لا يرى بالايمان صنع الفصح و رش الدم لئلا يمسهم الذي اهلك الابكار بالايمان اجتازوا في البحر الاحمر كما في اليابسة الامر الذي لما شرع فيه المصريون غرقوا بالايمان سقطت اسوار اريحا بعدما طيف حولها سبعة ايام بالايمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة اذ قبلت الجاسوسين بسلام و ماذا اقول ايضا لانه يعوزني الوقت ان اخبرت عن جدعون و باراق و شمشون و يفتاح و داود و صموئيل و الانبياء الذين بالايمان قهروا ممالك صنعوا برا نالوا مواعيد سدوا افواه اسود اطفاوا قوة النار نجو من حد السيف تقووا من ضعف صاروا اشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء اخذت نساء امواتهن بقيامة و اخرون عذبوا و لم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة افضل و اخرون تجربوا في هزء و جلد ثم في قيود ايضا و حبس رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف طافوا في جلود غنم و جلود معزى معتازين مكروبين مذلين و هم لم يكن العالم مستحقا لهم تائهين في براري و جبال و مغاير و شقوق الارض فهؤلاء كلهم مشهودا لهم بالايمان لم ينالوا الموعد اذ سبق الله فنظر لنا شيئا افضل لكي لا يكملوا بدوننا.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ هل تذكر شعورك حين كنت صغيراً عند اقتراب موعد الاحتفال بعيد ميلادك؟ لقد كنت، بلا شك، تترقب بانفعال. كما كنت تعلم عن يقين أنك ستتلقى الهدايا وبطاقات التهنئة. ومع ذلك كنت تفاجأ ببعض الأشياء في أعياد الميلاد يمتزج فيها التوقع باليقين. وكذلك في الإيمان، فالإيمان هو الاقتناع المبني على تجربة سابقة أننا بالتأكيد سننال مفاجآت جديدة من الله.
ـ الإيمان موصوف هنا بكلمتين هما الثقة والإيقان. ويلزم لهاتين الكلمتين بداية أكيدة، ونقطة نهاية. أما نقطة بداية الإيمان فهي أن تصدق شخص الله، فهو صادق في كل ما يقوله عن ذاته. أما نقطة النهاية فهي أن تؤمن بوعود الله فهو يفعل كل ما يقول. فنحن نؤمن أن الله يحقق كل وعوده حتى لو لم نرى هذه الوعود تتحقق الآن. هذا هو الإيمان الحقيقي .
ـ لقد خلق الله الكون كله من العدم، من لا شيء. قال كن، فكان. فإيماننا، إذا، هو بالله الذي خلق الكون كله بكلمته. وكلمة الله لها قوة هائلة. فهل تصغي وتستجيب له عندما يتكلم؟ وكيف يمكنك أن تستعد، بصورة أفضل، لاستقبال كلمته؟
ـ كان قايين وهابيل ابني آدم وحواء. قدم هابيل ذبيحة أرضت الله، وقدم قايين ذبيحة لم تقبل. كانت ذبيحة هابيل، وهي الحيوان البديل الكفاري، أكثر قبولاً لدى الله لأنها كانت ذبيحة دم. وأيضاً قبلت بسبب الأسلوب الذي قدمها به هابيل.
ـ إن الإيمان بوجود الله ليس سوى البداية. لأنه حتى الشياطين يؤمنون ويقشعرون. فلن يكتفي الله بأنك تعرف بوجوده بل إنه يريد أن يقيم معك علاقة شخصية ديناميكية فعالة تغير الحياة. من يتطلع بجدية نحو الله سيجد مكافأته في وجوده معه.
ـ قد نتساءل أحياناً عن مصير من لم يسمع بالمسيح، أو من ليس لديه كتاب مقدس، يقرأه. إلا أن الله يؤكد لنا أن كل من يطلبه بأمانة، ومن يعمل بالإيمان على معرفة الإله الذي يعبده، سينال المجازاة. فعندما تتكلم مع الآخرين عن أخبار الله السارة حاول أن تشجعهم على أن يظلوا أمناء ومجتهدين في سعيهم نحو الحق. ومن يسمع الإنجيل يصبح مسئولاً عما سمع .
ـ لقد اختبر نوح أموراً لم تعلن لجيرانه. فقد أمره الله أن يبني فلكاً كبيراً في وسط الأرض اليابسة. وبرغم أن ذلك بدا أمراً غير منطقي، إلا أن نوح أطاع. وقد جعلته طاعته هذه يبدو غريباً في عيون جيرانه، تماماً مثلما فعلت العقائد الجديدة في اليهود المتنصرين. وفي طاعتك لله لا تندهش إذا اعتبرك الآخرون مختلفاً عنهم أو غريباً أو مجنوناً فإن طاعتك تبرز عصيانهم. وتذكر فقط أن الله حين يطلب منك أداء عمل ما فإنه يمنحك القوة اللازمة لتنفيذه.
ـ كانت حياة إبراهيم ممتلئة بالإيمان. فقد ترك أرضه وعشيرته، حسب أمر الله، إلى بلاد أخرى، مطيعاً الله دون أدنى استفسار. وآمن بالعهد الذي قطعه الله معه وفي طاعة إبراهيم لله كان إبراهيم مستعداً حتى أن يقدم ابنه إسحق ذبيحة لله. فلا تتعجب، إذا، إن طلب الله منك أن تتنازل عن أمن أسرتك في سبيل طاعته.
ـ كانت سارة زوجة لإبراهيم. ولم يكونا قادرين على الإنجاب طيلة سنوات عديدة من حياتهما معاً. ووعد الله إبراهيم بنسل، إلا أن سارة شكت في أن تنجب وهي في سنها المتقدمة. وقد ضحكت في أول الأمر ثم آمنت بعد ذلك.
ـ لقد مات كل رجال ونساء الإيمان المذكورين هنا، دون أن ينالوا كل ما وعدهم الله به. لكنهم لم يحيدوا عن النظر إلى السماء على الإطلاق. إلا أن الكثيرين من المسيحيين يفشلون ويندحرون لأن احتياجاتهم وإعوازهم وآمالهم وتوقعاتهم وطلباتهم لم تتحقق فوراً حين آمنوا بالمسيح. كما أنهم سرعان ما ينفد صبرهم ويتبرمون ويريدون أن يتراجعوا عن الإيمان. فهل تحس بالإحباط لأن هدفك يبدو بعيد المنال؟ استمد شجاعتك من أولئك الأبطال في الإيمان، الذين عاشوا وماتوا دون أن يروا ثمرة إيمانهم على الأرض، ومع ذلك لم يفقدوا إيمانهم.
ـ كان إبراهيم مستعداً للتنازل عن ابنه وتقديمه ذبيحة عندما أمره الله بذلك. لكن الله لم يتركه يذبح ابنه إسحق لأنه إنما أمر إبراهيم بذلك لكي يختبر إيمانه. وعوض أن يأخذ الله من إبراهيم ابنه أعطاه شعباً بأكمله، نسلا له من إسحق. فإن كنت تخاف أن تثق في الله بشأن أغلى ما تمتلك أو بشأن حلم أو صديق عزيز فانظر إلى مثال إبراهيم. ولأن إبراهيم كان مستعداً لتقديم كل شيء لله استرد أكثر مما كان يتخيل. وما نناله نحن، لا نناله دائماً في الحال، أو في صورة مقتنيات مادية. وعلى كل حال فلابد أن تكون المقتنيات المادية أقل ما يرضينا من مكافآت. أما أفضل وأعظم مكافأة لنا فتنتظرنا في الأبدية.
ـ إسحق هو ابن الموعد لإبراهيم وسارة في شيخوختهما. وبإسحق حقق الله وعده لإبراهيم وأعطاه نسلاً لا يحصى ولا يعد. وقد أنجب إسحق عيسو ويعقوب، واختار الله الأصغر منهما، وهو يعقوب، ليستمر من خلاله وعد الله لإبراهيم.
ـ يعقوب هو ابن إسحق، وحفيد إبراهيم. وصار أولاد يعقوب آباء لأسباط إسرائيل الاثني عشر. وحتى عندما كان يعقوب، الذي يدعى إسرائيل أيضاً، يحتضر في أرض غريبة آمن بوعد الله أن نسل إبراهيم سيكون كرمل البحر، وأن إسرائيل سيصير أمة عظيمة. فالإيمان الحقيقي يعيننا على أن نرى ما بعد الموت وما وراء القبر.
ـ لقد بيع يوسف، أحد أبناء يعقوب، كعبد بيد أخوته الحاسدين وأخيراً بيع يوسف ثانية، ولكن إلى رئيس شرط فرعون مصر. إلا أنه بسبب أمانة يوسف لله نال مركزاً عالياً في مصر. وكان يمكن أن يستغل ذلك المنصب في أن يبني لنفسه إمبراطورية وسلطاناً، لكنه تذكر وعد الله لإبراهيم. وبعد أن تصالح مع أخوته أحضر أباه وأخوته وكل عائلته ليكونوا بالقرب منه. كما أوصى أن تدفن عظامه في أرض الموعد حينما يترك اليهود أرض مصر في نهاية المطاف. إن الإيمان معناه الثقة في الله وعمل إرادته، بغض النظر عن كل الظروف.
ـ لقد وثق أبو موسى وأمه في الله بخصوص حياة موسى ابنهما. فلم يكونا مجرد أبوين ممتازين بل كانا أيضاً يؤمنان أن الله سيرعى موسى. فأنت، كأب، وأنت، كأم، هل وثقتما في أن الله يرعى أطفالكما؟ إن لدى الله خطة لكل إنسان. والواجب الهام الملقى على عاتقك هو أن تعد أطفالك لذلك، وتصلي من أجلهم حتى يتمموا العمل الذي أعده الله لهم. فالإيمان يتيح لنا أن نسلم أولادنا لله.
ـ لقد صار موسى واحداً من أعظم قادة إسرائيل. فهو نبي ومشرع. إلا أنه عندما ولد موسى كان شعبه ما يزالون عبيداً في مصر. وكان فرعون مصر قد أمر بقتل كل طفل ذكر يولد للعبرانيين، أما موسى فتم إنقاذه. وقامت ابنة فرعون بتربيته في بيت فرعون ذاته، وتطلب الأمر من موسى إيماناً حتى يتخلى عن مكانته في القصر. وأمكن لموسى أن يفعل ذلك لأنه أدرك طبيعة الغنى والجاه الزائل. إنه من السهل أن ينخدع الإنسان بالمنافع الوقتية للثروة والشهرة والمركز والجاه والنجاح والإنجازات، وأن تعمى عيناه عن المزايا طويلة المدى والدائمة لملكوت الله. فالإيمان أيها الأحبة يساعدنا على أن نتطلع إلى ما وراء قيمة العالم لنرى القيم الأبدية لملكوت الله.
ـ الإيمان ومعجزاته: عندما خطط يشوع للانتصار على أريحا أرسل الجواسيس لاستكشاف تحصينات المدينة .. فقابل الجواسيس راحاب. وكان عليها مأخذان : أنها أممية، وأنها زانية. لكنها أظهرت إيمانها بالله حين رحبت بالجواسيس كما أبدت ثقتها في أن الله سيحفظ حياتها وحياة أهل بيتها عند خراب المدينة. فالإيمان يساعدنا على أن نتغير، وأن نفعل الصواب، بغض النظر عن ماضينا وبصرف النظر عن رفض الآخرين.
ـ إيمان الانبياء والقضاة: تلخص هذه الآيات حياة عظماء الإيمان. وقد ذاق بعضهم انتصارات ساحقة، حتى على الموت ذاته. لكن غيرهم أهينوا، وأسيئت معاملتهم، وعذبوا، بل وقتلوا. إن الإيمان الثابت في الله لا يكفل للإنسان حياة سعيدة خالية من الهموم. بل على العكس فالإيمان يسبب لنا نوعاً من الإساءة من العالم.وما دمنا على الأرض، فقد لا نرى مطلقاً القصد من آلامنا. لكننا نعلم، يقينا، أن الله يحفظ مواعيده لنا. فهل تبني إيمانك على ذلك؟
موضوع في غاية الأهمية اعزائي القرأ.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين