رسالة يعقوب الرسول ص 2
ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد إن له إيمانا ولكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يخلصه؟
إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم: امضيا بسلام، استدفئا واشبعا ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد، فما المنفعة هكذا الإيمان أيضا، إن لم يكن له أعمال، ميت في ذاته لكن يقول قائل: أنت لك إيمان، وأنا لي أعمال أرني إيمانك بدون أعمالك، وأنا أريك بأعمالي إيماني أنت تؤمن أن الله واحد. حسنا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال، إذ قدم إسحاق ابنه على المذبح فترى أن الإيمان عمل مع أعماله، وبالأعمال أكمل الإيمان وتم الكتاب القائل: فآمن إبراهيم بالله فحسب له برا ودعي خليل الله
ترون إذا أنه بالأعمال يتبرر الإنسان، لا بالإيمان وحده كذلك راحاب الزانية أيضا، أما تبررت بالأعمال، إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضا بدون أعمال ميت.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ تعد الموافقة العقلية, أي الاتفاق مع مجموعة التعاليم المسيحية, إيماناً ناقصاً. فالإيمان الحقيقي يغير الحياة. فإن لم تتغير حياتنا فمعنى ذلك أننا لا نؤمن حقيقة بالحقائق التي نزعم الإيمان بها.
ـ إن حياتنا, حسب الطريقة التي يريدنا الله أن نحياها, أمر لا يفتح لنا الطريق نحو السماء بل يبين أن خضوعنا لله خضوع فعلي. فليس السلوك الصالح بديلاً للإيمان بالمسيح بل هو تصديق له.
ـ تبدو هذه الآية, لأول وهلة, متناقضة مع قول بولس: "إن الإنسان يتبرر بالإيمان, بمعزل عن الأعمال المطلوبة في الشريعة"ويبين البحث المتعمق أن تعاليم يعقوب لا تناقض تعاليم بولس. فمع أنه صحيح أن الأعمال الصالحة لا تعطي خلاصاً إلا أن الإيمان الحقيقي دائماً ما يثمر حياة متغيرة متجددة, وأعمالاً صالحة. فبولس يتحدث إلى من يحاولون أن يخلصوا بأعمالهم وليس بالإيمان الحقيقي. أما يعقوب فيخاطب من يخلطون بين التصديق الفعلي والإيمان الحقيقي. فحتى الشياطين أيضاً يعرفون من هو يسوع لكنهم لا يطيعونه . ويتضمن الإيمان الصادق الحقيقي تسليم الذات بالكامل لله.
ـ يقول يعقوب إن إبراهيم تبرر بسبب أعماله, بينما يقول بولس إن إبراهيم تبرر بسبب إيمانه . ولكن يعقوب وبولس لا يتعارضان هنا, لكن يكمل أحدهما الآخر. فبالإيمان ننال الخلاص. بينما توضح الطاعة العاملة صدق إيماننا.
ـ عاشت راحاب في أريحا, المدينة التي انتصر عليها بنو إسرائيل حين دخلوا أرض الموعد، وعندما ذهب جاسوسان من بني إسرائيل إلى مدينة أريحا خبأتهما راحاب في بيتها وساعدتهما على الهرب. وبهذه الطريقة أظهرت إيمانها بقصد الله لإسرائيل. ونتيجة لذلك, نجت هي وأهل بيتها عندما سقطت المدينة. وتضم الرسالة إلى العبرانيين راحاب إلى قائمة أبطال الإيمان.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى آبد الآبدين آمين
