تأملات 3
لأنّ من عندي هذا الأمر
الملوك ألأوَّل 12: 24
بقلم بنت السريان
لو كنتَ متعباً,وأفكارك عصيّةً, أخلد إلى الهدوء والسكينة ,حدّث نفسك وأنّبها ,وتأمّل بما أنت فيه وحاجج نفسك,كي تتخلّى عن الأنا وحب الذات ,هذّبها وقدها كي تحطِّم كبريائها بنفسها , وتتنحى عن المجد الباطل الذي يتعبها.
رسالة قصيرة لعلّي أستطيع أن أهمسها بأذنك لتتحول همومك وأحزانك إلى فرح ,وتنقشع الغيوم المتلبدة المحيطة بك, فتنير لك السماء وتشاهد النجوم المتلألئة , تفتح بصيرتك وتعاين الأشواك التي تعترض طريقك فتقلعها بهمة , وتمهِّدلك السبيل
رسالتي قصيرة ,إتّخذها وسادة لتريح عليه رأسك المتعب ,لا بل ضعها قلادة في عنقك,
رسالتي إليك خمسُ كلماتٍ فقط من قول الرب ألفت نظرك إليها هي:
لأنّ من عندي هذا الأمر
الملوك الأوَّل 12 : 24
أتـعلم إن َّما يهمّك يهمّه؟وما يحزنك يؤلمه
قال:
ومن يمسّكم يمسُّ حدقة عيني؟
زك2 : 8
ورقة من شجرة لا تسقط من دون أذن الله
أليس عصفوران يباعان بفلس, وواحد لا يسقط على الارض بدون أبيكم
متى 10 : 29
أنتم أفضل من عصافير كثيرة
متى 10 : 31
وفي أشعيا يقول الرب:
صرتَ عزيزاً في عينيَّ مكرماً وأنا قد أحببتك
إش43 : 4
لذلك عندما تطمو عليك التجارب ,وبدأت تفقد الآمال,لا تشعر بالفشل ياعزيزي ,ولا تستسلم للإحباط ,لأنّ محبّة الرب ترعاك ,واعلم أن ّكل شيءٍ بسماح من الرب ,وأنت بحاجته , ليعلمك ويرشدك ,وليوبخك معاتباً , وإن لم تسمع له وتعاند, ليؤدّبك لانه يحبك ويعيدك للسير في الطريق الصحيح ,وليحفظك من نار الأتون ,فنجاتك بيده.
ألا ترى أنّه تنازل عن عرشه في السماء وجال في الدنيا محتملاً العذاب ,ولأجل خلاصك مات عنك مصلوباً لكي تحيا أنت بموته وتعود لمجدك الأول.!!!!
فمهما قسى عليك الأشرار,ومهما حاربك أبليس, و حتّى لو كنتَ في فم الأسد, قادرهو أن ينتشلك ,ومن وسط الضيق يرفعك,ليعدّك لمجد أفضل.
فإن كنت في ضيقة مالية,هو يسد كل إعوازك ويفتح عليك أبواب الرخاء من حيث لا تدري ,إنه يهيّيء طعاما لصغار الغربان ويقيتها.فكم بالحري أنت أيها الإنسان
إن موارده لا تنضب
لكنّه يعلّمك درسا في رحمة الفقراء, فلا تطرد فقيراً طرق باب دارك,أو مدَّ لك يداً أو سألك بنفس منسحقةٍ
لقد كنتَ في يوم معوز الحال مثله, ومن يدري لعلّك ستكون يوما ماهكذا , ألم نقل الفلك دوّاروالدنيا ليست لها أمان؟؟؟؟
وإن كنت رجل أحزان وغائص في حزن عميق ؟؟هو حزين لأجلك,وهو رجل الآم وأحزان حمل خطاياك وتألّم لأجل خلاصك,لذلك ستدنو منه وتدعوه من هوّة ألآمك وأوجاعك وتصرخ إليه فيأتيك مسرعا ويحمل عنك همومك وتنال عزاءً أبدياً.
2تس 2 :16
وعندها ستشعر بالحزانى وتسرع لتعزيهم وتشاركهم الآلام فأنت لن تدرك ما يخبِّؤه لك الزمن والمؤمَّل غيِّبٌ فاغتنم الفرصة واكسب خير ساعتك الآن.
وإن كان المرض قد أقعدك عن العمل , وأنت ملقى على سريرك ,تجده بالقرب يعلّمك أعمق الدروس , لتتخذ العبر, وتخرج كالذهب المصفّى, تعاينه, بعين الصبروالإيمان والحكمة.
فتزور المرضى ,وتواسيهم في آلامهم ,وتشجعهم على الصبر, وتعلمهم أنَّ الرب الإله يشاركهم هذه الآلام ,فقد كنت يوما تعاني مثلهم ورحمك الرب ,ومن يدري بأي حجر ستعثر رجلك يوماّ وتتمنى من يزورك ويخفف عنك آلام مرضك,إذن إفعل الآن وقبل فوات الأوان .
فكم ثمينة هي الكلمة الطيّبة.
,ألم يقل كل ما فعلتموه بإخوتي إنما معي قد فعلتموه؟؟؟؟إذن خذ العبر.
وقد تكون في وسط صعب, وبيئة قاهرة, رذلك الأحباب وأهانك الأصحاب , تشعر بالإهانة وصغر النفس وعدم الأهمية ,فلا تتذمر ,إفحص ذاتك لعله درس لكسر جموح كبريائك,كي لا تسقط, ولأنه يحبّك يؤدّبك وإلى الموت لا يسلّمك.
لأن الذي يحبه الرب يؤدّبه ,بيد يجرح وبأخرى يعصب ,وبذلك يعدّك كي تكون أهلاً لأن تكون له إبناً ووارثاً
لأنّ من عنده هذا الأمر
سعاد اسطيفان
_________________