إن السنة الكنسية في طقسنا السرياني الأنطاكي تبدأ بالأحد الثامن السابق لعيد ميلاد السيد المسيح. ولهذا الأحد حساب خاص، فإذا وقع أول شهر تشرين الثاني في الأيام الأربعاء أو الخميس أو الجمعة أو السبت أو الأحد يكون أول أحد في السنة الطقسية الذي يسمى تقديس البيعة الأحد الأول من شهر تشرين الثاني.
أما إذا وقع أول الشهر في يومي الاثنين أو الثلاثاء فيكون أحد التقديس في يوم الأحد الأخير من شهر تشرين الأول. وفي الآحاد الثمانية تذكر الكنيسة ما عدا يوم تقديسها ويوم تجديدها في الأحدين الأول والثاني سلسلة للأحداث الإنجيلية التي تسبق الميلاد، وهي كالتالي : الأحد الثالث : بشارة زكريا، الأحد الرابع : بشارة العذراء، الأحد الخامس : زيارة العذراء، الأحد السادس : ميلاد يوحنا، الأحد السابع : وحي يوسف، الأحد الثامن : الأحد السابق للميلاد.
وتتوخى الكنيسة من كل هذه الآحاد أن يكون المؤمنون والمؤمنات مستعدون استعداداً كاملاً لاستقبال حدث الميلاد الذي يقع في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول من كل سنة. والكنيسة المقدسة عندما تتلو في الآحاد الثمانية السابقة للميلاد قراءات من العهد الجديد، إنما تريد أن تترسخ فكرة مجيء السيد المسيح بالجسد بحسب ما ورد في النبوءات في العهد القديم، وهذا كما ورد على لسان مار بولس الرسول في رسالته لأهل غلاطية : ولما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس. ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني (غلاطية 4 : 4).
الترتيلة : الله أسسها الله بانيها
الله أسسها والله راعيهـــــا على صفاة الهدى والنور بانيهـا
كنيسة أثمرت بالحق دوحتهـــا مذ شيدت في ذرى العليا مبانيها
يسوع أنشأها في ساحة عظمـت حتى تجلت على الدنيا مجاليهـا
على الصفا أسُّها والرسل عمدتها مهندساً قام حقاً بولس فيهــا
فروميون : التكريم والتمجيد لمبدع الكائنات الذي قدّس بيعته بفيض مواهبه، وزيّنها ببهاء جمالها، التعظيم لذاك الذي دعا الشعوب والأمم إلى عرسها، ليتنعموا بلذة التسبيح فيها، وهوذا نحن أبناؤها الذين تملأونا الغبطة في يوم تقديسها، نرفع إليك أصوات المجد معظمين اسمك، ومكرمين بأناشيد وترانيم حلوة عيدها لا سيما في هذا الوقت.
سدرو : أيها المسيح الخالق الحكيم، موجد كل الموجودات، الذي شاء أن يختار له كنيسة على الأرض، ويجمع في حظيرتها الشعوب والفئات كافة، تلك التي أشار إليها الأنبياء بشتى الرموز والأمثال، إذ أشار إليها واحد بالهيكل الذي شيّد بأفخر الحجارة وأكرمها وآخر ناداها قائلاً : أنسي شعبك وبيت أبيك فيشتهي الملك حسنك، وفي هذا اليوم الذي فيه نحتفل بذكرى تقديسك، نناجيها بألسنة التكريم والتعظيم قائلين : السلام لك يا بيعة الله وعروس المسيح الطاهرة. السلام لك يا من فاق جمالك كل حسن وجمال. السلام لك لأنك ترضعين بنيك لبان التقى والإيمان. السلام لك لأنك تحتفظين بأسرار منها تتدفق ينابيع حياتنا الروحية. السلام لك لأن دعائمك راسخة وقواعدك غير متزعزعة. السلام لك لأن أبناء السلام يبجلوك ويعظموا قدرك، وبني الأرض يتضرعون إليك أيها العريس السماوي طالبين إليك أن تعظّم شأن كنيستك وتثبت دعائم إيمانها الرسولي المستقيم، وتبرز أبناءها من كل أثم وذنب. ربنا وأشملهم من رحمتك، وأفض عليهم من كنز بركاتك، وأمنحهم القوة والعون ليقارعوا خصمهم اللدود ويكونوا من الغالبين، اللهم وأبعد الحروب عنهم والفتن من بينهم، وأسمع صلوات عبيدك واستجب إلى طلباتهم الحسنة، وقدّسهم كل حين مطهراً أنفسهم من الشدائد والرزايا، وأجعل يا رب بجاه هذه الصلاة التي نرفعها إليك أن يسود السلام بيننا، وفي مراعي الأمن الخضرة أربضنا، ومياه الراحة أرونا، وأنعم بالمغفرة علينا وعلى أمواتنا، لكي نحن وهم نسبحك وأباك وروحك القدوس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.
القراءة من إنجيل متى 16 : 13 ـ 20:
وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ. فَقَالُوا قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ. قَالَ لَهُمْ وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا. فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ. حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.
أما إذا وقع أول الشهر في يومي الاثنين أو الثلاثاء فيكون أحد التقديس في يوم الأحد الأخير من شهر تشرين الأول. وفي الآحاد الثمانية تذكر الكنيسة ما عدا يوم تقديسها ويوم تجديدها في الأحدين الأول والثاني سلسلة للأحداث الإنجيلية التي تسبق الميلاد، وهي كالتالي : الأحد الثالث : بشارة زكريا، الأحد الرابع : بشارة العذراء، الأحد الخامس : زيارة العذراء، الأحد السادس : ميلاد يوحنا، الأحد السابع : وحي يوسف، الأحد الثامن : الأحد السابق للميلاد.
وتتوخى الكنيسة من كل هذه الآحاد أن يكون المؤمنون والمؤمنات مستعدون استعداداً كاملاً لاستقبال حدث الميلاد الذي يقع في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول من كل سنة. والكنيسة المقدسة عندما تتلو في الآحاد الثمانية السابقة للميلاد قراءات من العهد الجديد، إنما تريد أن تترسخ فكرة مجيء السيد المسيح بالجسد بحسب ما ورد في النبوءات في العهد القديم، وهذا كما ورد على لسان مار بولس الرسول في رسالته لأهل غلاطية : ولما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس. ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني (غلاطية 4 : 4).
الترتيلة : الله أسسها الله بانيها
الله أسسها والله راعيهـــــا على صفاة الهدى والنور بانيهـا
كنيسة أثمرت بالحق دوحتهـــا مذ شيدت في ذرى العليا مبانيها
يسوع أنشأها في ساحة عظمـت حتى تجلت على الدنيا مجاليهـا
على الصفا أسُّها والرسل عمدتها مهندساً قام حقاً بولس فيهــا
فروميون : التكريم والتمجيد لمبدع الكائنات الذي قدّس بيعته بفيض مواهبه، وزيّنها ببهاء جمالها، التعظيم لذاك الذي دعا الشعوب والأمم إلى عرسها، ليتنعموا بلذة التسبيح فيها، وهوذا نحن أبناؤها الذين تملأونا الغبطة في يوم تقديسها، نرفع إليك أصوات المجد معظمين اسمك، ومكرمين بأناشيد وترانيم حلوة عيدها لا سيما في هذا الوقت.
سدرو : أيها المسيح الخالق الحكيم، موجد كل الموجودات، الذي شاء أن يختار له كنيسة على الأرض، ويجمع في حظيرتها الشعوب والفئات كافة، تلك التي أشار إليها الأنبياء بشتى الرموز والأمثال، إذ أشار إليها واحد بالهيكل الذي شيّد بأفخر الحجارة وأكرمها وآخر ناداها قائلاً : أنسي شعبك وبيت أبيك فيشتهي الملك حسنك، وفي هذا اليوم الذي فيه نحتفل بذكرى تقديسك، نناجيها بألسنة التكريم والتعظيم قائلين : السلام لك يا بيعة الله وعروس المسيح الطاهرة. السلام لك يا من فاق جمالك كل حسن وجمال. السلام لك لأنك ترضعين بنيك لبان التقى والإيمان. السلام لك لأنك تحتفظين بأسرار منها تتدفق ينابيع حياتنا الروحية. السلام لك لأن دعائمك راسخة وقواعدك غير متزعزعة. السلام لك لأن أبناء السلام يبجلوك ويعظموا قدرك، وبني الأرض يتضرعون إليك أيها العريس السماوي طالبين إليك أن تعظّم شأن كنيستك وتثبت دعائم إيمانها الرسولي المستقيم، وتبرز أبناءها من كل أثم وذنب. ربنا وأشملهم من رحمتك، وأفض عليهم من كنز بركاتك، وأمنحهم القوة والعون ليقارعوا خصمهم اللدود ويكونوا من الغالبين، اللهم وأبعد الحروب عنهم والفتن من بينهم، وأسمع صلوات عبيدك واستجب إلى طلباتهم الحسنة، وقدّسهم كل حين مطهراً أنفسهم من الشدائد والرزايا، وأجعل يا رب بجاه هذه الصلاة التي نرفعها إليك أن يسود السلام بيننا، وفي مراعي الأمن الخضرة أربضنا، ومياه الراحة أرونا، وأنعم بالمغفرة علينا وعلى أمواتنا، لكي نحن وهم نسبحك وأباك وروحك القدوس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.
القراءة من إنجيل متى 16 : 13 ـ 20:
وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَأَلَ تَلاَمِيذَهُ مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ. فَقَالُوا قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ. قَالَ لَهُمْ وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا. فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ. حِينَئِذٍ أَوْصَى تَلاَمِيذَهُ أَنْ لاَ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ.