سلسلة من كنز الإباء السريان ( 26 )

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبو يونان
إدارة الموقع
إدارة الموقع
مشاركات: 937
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 11:01 pm
مكان: فيينا - النمسا
اتصال:

سلسلة من كنز الإباء السريان ( 26 )

مشاركة بواسطة أبو يونان »

سلسلة من كنز الإباء السريان ( 26 )
الرسالة التي كتبها مار أخسنايا (فيلكسينوس , أخسنويو) إلى دير تلعدا




ولنصل لأجلهم مثلما صلى ايضاً مخلصنا (يا أبتاه اغفر لهم) وكذلك ايضاَ القديس اسطفانوس صلى لأجل راجميه كما تعلم من إلهه: يا ربنا لاتقم لهم هذه الخطية , وبالشكل نفسه موسى نموذج الحب الإلهي : إن غفرت لهم , وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت, وبولس الذي كان مجبولاً بملء الحب وهو نفسه كان حبّاً متجسداً قال: كنت اصلي ان أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل أخوتي انسبائي حسب الجسد الذين هم بنو إسرائيل.
هذه هي درجة حبّ الأبرار الذين تشبهوا بالله وأنتم بكونكم أبنائهم تسيرون في أعقاب حبّهم وحبّ الله رب الجميع , وبالتالي لا يعوزني الاستسماح , لأن المحبة أسمى من المسامحة فالذي لا يغضب, كيف يسامح ؟ لأن الحبّ غير مقطوع عن الوداعة كي ما يغضب , ولا يستوعب شيئاً أخر كي يسقط فيه , الحب إناءٌ مملوءٌ وداعةً وصفاءً ويستوعب ما هو من ذاته عندما يرمي به أحدٌ, فكل ما ليس حبّاً أو منه, لا يستوعبه عندما يرمي به أحدٌ .
فبهذا الحب , صلوا لأجلي أنا المضطهد فإذا كنتم قد أوصِيتُم أن تصلّوا للأعداء, فكم بالحري على عضوِ حقِّكم, صلوا لأجلي لا لكي أتخلص من الاضطهاد , بل لأفيد منه وليكون لي فرصةً للحياة العتيدة, فالنوء الذي هاج عليّ عظّمني ورفعني, والي لم يرذل العشّارين والزواني , أهلني انا الحقير أيضاً , لحصة المختارين . فالله يهب لكلّ إنسانٍ فرصةً ليستفيد منها , لئلا تكون حياتنا بطالة في الحياة , وقد نقتنا الحرب لأنها خاصة .
وتقسّم الأعضاء وتخاصموا , والبلد الذي كان ينبوع الأمن , ها هو يُجري جداولَ الخلافات ويُقسِّمُها على جميع الناس , اقتسم الجنود الجددُ ثياب المسيح واقترعوا على الثوب الذي لا ينقسم , ألبسنا وحيدُ الله قميصَ الإيمان التام الواحد المنسوج من فوق, وهوذا كل واحد يقترع عليه لمن يكون , ليس للآخرين بل لنا , ولا يقدر أحدٌ أن ينتزعه منا , إن اليد التي نسجت هذا الثوب وألبستناه لأقوى من اليد التي تريد أن تنزعه عنّا وتُعرينا , فيد الله هي التي ألبستنا ثوب الإيمان التام , والآخرون يتحايلون لينزعوه هنّا , ولكننا لن نخلع لباسنا لأنه ممزوجٌ بنا , فحقُّنا مختلطٌ بحياتنا, وقبل أن نخلع حياتنا لن نخلع الحقّ .
المصدر :
الرسائل العقائدية لمار فيلكسينوس المنبجي ج 1 – الأب الربان د. روجيه أخرس
http://dss-syriacpatriarchate.org
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأدب والتراث السرياني“