عادت العلاقات التركية الإسرائيلية إلى طبيعتها مع استئناف التمثيل الدبلوماسي الكامل بين البلدين في 17 أغسطس (الجاري) بعد تمهيد بدأ منذ مايو (أيار) 2020، بهبوط طائرة لشركة "العال" في أنقرة لنقل معونات تركية طبية إلى تل أبيب، في ذروة جائحة كورونا.
إن الخيار الواقعي هو إقامة أنبوب بين إسرائيل وتركيا، وربطه أيضاً بمصر، لتحويله إلى محطة الغاز الأهم التي يمكنها أن تشكل البديل الناجع عن الغاز الروسي.وبعد تلك الخطوة استمر التقارب بين البلدين بشكل أكبر، وشكلت زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى تركيا ولقاءه بنظيره التركي أردوغان بأنقرة في مارس (آذار) الماضي، تتويجاً للمسار، وفتحت صفحة جديدة، بعد توتر بدأ في 2010، إثر مقتل 10 أتراك في غارة إسرائيلية على السفينة التركية "مافي مرمرة"، أثناء محاولتها إيصال مساعدات إلى غزة.
جدل
وكان توقيت استعادة العلاقات بين البلدين محل جدل، خاصة أنه تزامن مع معاناة تركيا من أزمة اقتصادية خانقة. وتؤكد الأرقام ارتفاع التضخم على فيها إلى 79.6%، في حين رفع البنك المركزي توقعاته للتضخم لنهاية العام الجاري إلى 60.4%.
أما الليرة التركية فهي تقترب من أدنى مستوياتها أمام الدولار بعد خفض الفائدة المفاجئ، وارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية. ودفعت تلك العوامل حزب العدالة والتنمية الحاكم للبحث عن حلول جذرية لتميكن الرئيس أردوغان من الفوز في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2023.
ملف الغاز
ومن الأسباب التي دفعت تركيا للتقارب مع إسرائيل وسوريا، ملف الطاقة. وحسب المراقبين، عرضت تركيا على إسرائيل استيراد غازها وتسهيل عبوره إلى أوروبا.
وتقول صحيفة تايمز أوف إسرائيل في تقرير نشرته منذ أيام، إن النمو الاقتصادي كان المفتاح الحقيقي لشعبية أردوغان بين الطبقة العاملة التركية عندما كان رئيساً للوزراء، ولذلك فإن لجذب استثمارات أجنبية جديدة، أهمية قصوى لدى الزعيم التركي، ما يجعل عودة العلاقات مع إسرائيل رسالة عن عودة الحياة الطبيعية في تركيا، لتهدئة المستثمرين الأجانب.
وحسب الصحيفة، فإن إسرائيل تبحث عن طريقة لنقل غازها الطبيعي إلى أوروبا المتعطشة للطاقة، وفي تصريح لتايمز أوف إسرائيل قال محلل الشؤون التركية في TRT World يوسف إريم: "ينظر كل من الأتراك والقبارصة الأتراك بإيجابية إلى أي نوع من خطوط أنابيب الغاز الطبيعي.
عرض إسرائيلي
وفي وقت سابق عرضت شركة نيوميد إنرجي الإسرائيلية التي تضخ الغاز من حقل عملاق شرق البحر المتوسط، تزويد تركيا بالغاز، إذا توفرت البنية التحتية اللازمة، لكن الشركة لم تعلق على فكرة أردوغان الطموحة لربط الغاز الإسرائيلي بأوروبا عبر تركيا.
ويقول الكاتب والمحلل عريب الرنتاوي، إن الاستدارة التركية نحو سوريا، وقبلها إسرائيل، سببها غاز شرق المتوسط. فهذه المنطقة، وفقاً للاستكشافات المؤكدة والتقديرية، تعوم فوق بحر من النفط والغاز، وبعض دوله بدأت الاستكشاف والتنقيب والاستخراج، بكميات تجارية، فيما تواجه تركيا مأزقاً بسبب معضلة الطاقة، بعد تردي علاقاتها مع قبرص واليونان، ومن خلفهما الاتحاد الأوروبي، وعلاقتها المضطربة مع الولايات المتحدة.
وحسب الرنتاوي، لا يسعى أردوغان فقط لضمان إمدادات تركيا من الطاقة بأسعار منافسة، بل وإلى تحويلها، إلى منصة توزيع للطاقة التي تحتاجها أوروبا.
ويقول الكاتب أيضاً، لن نفاجأ إن رأينا عرضاً تركياً على سوريا، للمشاركة في البحث والاستكشاف والتنقيب، وربما مد الأنابيب التي يمكن أن تضخ غازها وغاز لبنان إلى أوروبا عبر تركيا، فهذا خط ساحلي، قصير وغير مكلف، على الخط الإسرائيلي القبرصي اليوناني الأوروبي، في المياه العميقة والمكلف جداً.
وقالت صحيفة هآرتس في وقت سابق أيضاً، بعد تغيير واشنطن من أنبوب الغاز بين إسرائيل وقبرص، واليونان، وبين أوروبا، إن الخيار الواقعي هو إقامة أنبوب بين إسرائيل وتركيا، وربطه أيضاً بمصر، لتحويله إلى محطة الغاز الأهم التي يمكنها أن تشكل البديل الناجع عن الغاز الروسي.
الغاز...الوقود الذي حرك قاطرة تركيا نحو إسرائيل وسوريا!
- إسحق القس افرام
- مدير الموقع
- مشاركات: 55191
- اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
- مكان: السويد
الغاز...الوقود الذي حرك قاطرة تركيا نحو إسرائيل وسوريا!




-
- أديبة وشاعرة
- مشاركات: 18004
- اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am
Re: الغاز...الوقود الذي حرك قاطرة تركيا نحو إسرائيل وسوريا!
أمور الدنيا أصبح من الصعب والعسير فهمها فالسياسة بحريغرق فيه كل من يركب موجاته

سعاد اسطيفان