تأملات16
المسمار الرابع
بقلم
بنت السريان
فوق منصّة التاريخ ,وقفت أتطلع إلى أكاليل الشوك ,التي تركتها فوق عتباته ,تحكي أتعاب السنين, وشقاء أيامها وآلام لياليها.
في صمت حاججتني الأشواق ,اخترقت عواطفي ,تعالى دخانها, فوق رمادالجمرات ,فاستحال عليّ الغوص في بحرها ,وأصبح ليس بمقدوري سبر غورها ,بحر النفس عميق وأشدُّ خطورة من عمق البحر.
حاورتها وقدعززت مواقع دفاعاتي بالبراهين والأحجيات, لكن سرعان ماتصدعت حصوني,إزاءضغوطات زمن عصيب, تنحدر مخاطره عبر ممرات التاريخ وتشعب خنادقه.
عالمنا اليوم يتخبط في دوامة إحدى المتاهات ,سرعتها تفوق سرعة دوران الارض والأيام تتوالى كلمح البصر,والزمن يهرول خائفا دون رجعة, وكل من دبَّ على الارض, كأني به مغروس في صقيع ليل صحراء,رياحها عاتية ورمالها متحركة, تبتلع من عليها دون رحمة
هزّني صوت من أعماق التاريخ متمرِّدٌ قال:
هيّا تأمّل معي أيها الإنسان
هذا التسابق نحو الفناء
علامَ التفنن بأساليب الشر!
الزمان يسخر منك يا ابن آدم
الدنيا كما هي
وأنت ...أنت هو من تغيَّر
أنت من اخترع القدر ,وأنت من لا يأخذ الحذر
أنت من لا يُحسن دراسة العِبر,
لقد خلق الله كل شيء لإسعاد البشر
وأنت حولت كل شيء لدمار وشرّ
عالمنا اليوم مهدّداً في كل لحظة
بخطر الإبادة الكونية , أشنع أصناف الخطر
خلقك الله ووضعك في جنة عدن
وكنت مخيّر
واليوم لعبةٌ أنت في يد الشيطان ومسيَّر
إرفع عينيك وانظر المصلوب لا تتحيّر
بثلاث من المسامير قد سُمِّر, سيقف لك الزمن ومن دوران الدوائر ستتحرر
ها هي يداه ممدودتان على الصليب ,جراحه تنزف دما آلامه تئن أنينا ,السماء والأرض أحدثتا صوتا,والمسيح صرخ قائلا:
. يا ابتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
ها هو قد غفر
وأنت بيدك المسمار الرابع وموشك أن تغرسه بجسد سيدك وهو مصلوب ومرذل
,!!بالله عليك كيف تقدر
إنّه المسمار الرابع الذي به تطعن أخيك,
بالقول و الفعل و الفكر
وبالظهر
إنّما انت تغرسه في جسد فاديك دون أن تفكِّر
وهو مثخّن بالجراح ووضعه خطر
وقد تعددت أشكال المسامير وأحجامها وحسب الطلب
لقدأعذر من أنذر
إن كل من آمن بالمسيح واعتمد باسم الثاوث الاقدس
بالمسيح يتبرر
وبالمسيح يصبح أخا لك بشركةالدم والجسد
هيا لا تتجبر
أرمِ المسمارالذي أعددته بإصرار ,إنّه ملوّثٌ وفيه يكمن الخطر
عن عقيدة أو قومية أو ديانة غض النظر
فالمسيح بدمه قد فدى كل البشر
احذُ حذوه وانظر صلاح الطرف الآخر
واركع عند قدمي المصلوب
اعترف وقرّ
بأنّك خاطيء واطلب الغفران ممن غفر
آنذاك قلب المصلوب بك يُسرّ
سامح وصالح واعفُ
فالعفو لدى المقتدر
واعمل بما أوصاك المصلوب لا تتأخّر
أوصاك بالمحبّة حب كل البشر
يوم به تأتي للدنيا وبآخر سترحل
فإن وافاك الأجل ستقف أمام الديان الذي الموتُ بالموت قهر
ماذا ستفعل
وكم مسمارتستطيع أن تنزع من جسد المسيح بالعجل؟
آنذاك لن تستطيع أن تفعل أيَّ شيءٍأو تعمل
إعقل وتوكّل وابدأ الآن بالعمل
بنت السريان
سعاد اسطيفان
المسمار الرابع
بقلم
بنت السريان
فوق منصّة التاريخ ,وقفت أتطلع إلى أكاليل الشوك ,التي تركتها فوق عتباته ,تحكي أتعاب السنين, وشقاء أيامها وآلام لياليها.
في صمت حاججتني الأشواق ,اخترقت عواطفي ,تعالى دخانها, فوق رمادالجمرات ,فاستحال عليّ الغوص في بحرها ,وأصبح ليس بمقدوري سبر غورها ,بحر النفس عميق وأشدُّ خطورة من عمق البحر.
حاورتها وقدعززت مواقع دفاعاتي بالبراهين والأحجيات, لكن سرعان ماتصدعت حصوني,إزاءضغوطات زمن عصيب, تنحدر مخاطره عبر ممرات التاريخ وتشعب خنادقه.
عالمنا اليوم يتخبط في دوامة إحدى المتاهات ,سرعتها تفوق سرعة دوران الارض والأيام تتوالى كلمح البصر,والزمن يهرول خائفا دون رجعة, وكل من دبَّ على الارض, كأني به مغروس في صقيع ليل صحراء,رياحها عاتية ورمالها متحركة, تبتلع من عليها دون رحمة
هزّني صوت من أعماق التاريخ متمرِّدٌ قال:
هيّا تأمّل معي أيها الإنسان
هذا التسابق نحو الفناء
علامَ التفنن بأساليب الشر!
الزمان يسخر منك يا ابن آدم
الدنيا كما هي
وأنت ...أنت هو من تغيَّر
أنت من اخترع القدر ,وأنت من لا يأخذ الحذر
أنت من لا يُحسن دراسة العِبر,
لقد خلق الله كل شيء لإسعاد البشر
وأنت حولت كل شيء لدمار وشرّ
عالمنا اليوم مهدّداً في كل لحظة
بخطر الإبادة الكونية , أشنع أصناف الخطر
خلقك الله ووضعك في جنة عدن
وكنت مخيّر
واليوم لعبةٌ أنت في يد الشيطان ومسيَّر
إرفع عينيك وانظر المصلوب لا تتحيّر
بثلاث من المسامير قد سُمِّر, سيقف لك الزمن ومن دوران الدوائر ستتحرر
ها هي يداه ممدودتان على الصليب ,جراحه تنزف دما آلامه تئن أنينا ,السماء والأرض أحدثتا صوتا,والمسيح صرخ قائلا:
. يا ابتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
ها هو قد غفر
وأنت بيدك المسمار الرابع وموشك أن تغرسه بجسد سيدك وهو مصلوب ومرذل
,!!بالله عليك كيف تقدر
إنّه المسمار الرابع الذي به تطعن أخيك,
بالقول و الفعل و الفكر
وبالظهر
إنّما انت تغرسه في جسد فاديك دون أن تفكِّر
وهو مثخّن بالجراح ووضعه خطر
وقد تعددت أشكال المسامير وأحجامها وحسب الطلب
لقدأعذر من أنذر
إن كل من آمن بالمسيح واعتمد باسم الثاوث الاقدس
بالمسيح يتبرر
وبالمسيح يصبح أخا لك بشركةالدم والجسد
هيا لا تتجبر
أرمِ المسمارالذي أعددته بإصرار ,إنّه ملوّثٌ وفيه يكمن الخطر
عن عقيدة أو قومية أو ديانة غض النظر
فالمسيح بدمه قد فدى كل البشر
احذُ حذوه وانظر صلاح الطرف الآخر
واركع عند قدمي المصلوب
اعترف وقرّ
بأنّك خاطيء واطلب الغفران ممن غفر
آنذاك قلب المصلوب بك يُسرّ
سامح وصالح واعفُ
فالعفو لدى المقتدر
واعمل بما أوصاك المصلوب لا تتأخّر
أوصاك بالمحبّة حب كل البشر
يوم به تأتي للدنيا وبآخر سترحل
فإن وافاك الأجل ستقف أمام الديان الذي الموتُ بالموت قهر
ماذا ستفعل
وكم مسمارتستطيع أن تنزع من جسد المسيح بالعجل؟
آنذاك لن تستطيع أن تفعل أيَّ شيءٍأو تعمل
إعقل وتوكّل وابدأ الآن بالعمل
بنت السريان
سعاد اسطيفان