إنجيل مرقس ص 14 من 3 إلى 9
وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص، وهو متكئ، جاءت امرأة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن. فكسرت القارورة وسكبته على رأسه
وكان قوم مغتاظين في أنفسهم، فقالوا: لماذا كان تلف الطيب هذا
لأنه كان يمكن أن يباع هذا بأكثر من ثلاثمئة دينار ويعطى للفقراء. وكانوا يؤنبونها
أما يسوع فقال: اتركوها لماذا تزعجونها؟ قد عملت بي عملا حسنا
لأن الفقراء معكم في كل حين، ومتى أردتم تقدرون أن تعملوا بهم خيرا. وأما أنا فلست معكم في كل حين
عملت ما عندها. قد سبقت ودهنت بالطيب جسدي للتكفين
الحق أقول لكم: حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم، يخبر أيضا بما فعلته هذه، تذكارا لها.
الشرح
فأخذت مريم منًا من طيب ناردين خالص كثير الثمن،
ودهنت قدمي يسوع،
ومسحت قدميه بشعرها،
فامتلأ البيت من رائحة الطيب.
المن: وزن يوناني وروماني يساوي نحو مائة درهم.
الناردين: نوع من الأطياب الثمينة التي تنافس بها القدماء، وذُكر في سفر نشيد الأناشيد (1: 12؛ 13:4، 14).أما كونه خالصًا فيعني أنه نقي غير مضاف إليه شموع أو راتنجات ليصير كالمرهم.
عبَّرت مريم عن حبها بسكب رطلٍ من طيب ناردين خالص كثير الثمن، حيث دهنت قدميه ومسحتهما بشعر رأسها، فامتلأ البيت من رائحة الطيب. قدمت أغلى ما لديها لتكريم المسيح. إنها لم تدهن رأسه كالعادة المتبعة، بل في حبٍ عميقٍ دهنت قدميه. حتمًا إن سكب رطل طيب نقي تدفق على ثياب المسيح، وامتلأ البيت كله برائحته الطيبة. وكما تقول النفس البشرية عن عريسها الملك: مادام الملك في مجلسه، أفاح نارديني رائحته (نش ١: ١٢).
لقد سكبت مريم طيب حبها الخالص ولازالت رائحته الطيبة تملأ بيت الرب عبر الأجيال، يشتمه الآب إذ يحمل رائحة المسيح الذكية (٢ كو ٢: ١٥)، ونشتمه نحن المؤمنون بعد كل القرون، فنشتهي أن نقدم حياتنا كلها رائحة حب خالص نحو ذاك الذي بادرنا بحبه.
مرثا خدمت، من هذا يتضح أن الوليمة كانت في بيتها مريم لم تخدم، إذ كانت تلميذة. هنا أيضًا سلكت بطريقة أكثر روحانية. فإنها لم تخدم كما لو كانت قد دُعيت لتفعل هذا، ولا قدمت خدماتها مشاعة لكل الضيوف بوجهٍ عامٍ، وإنما كرمت ذاك وحده. اقتربت إليه ليس كإنسانٍ بل بكونه إلهها. لهذا سكبت عليه دهن الطيب ومسحته بضفائر رأسها، لم تمارس هذه أفعال معتقدة فيه مثلما ظن الكثيرون.
القديس يوحنا الذهبي الفم
الطيب هو البرّ، كان وزنه منًا (رطلًا)، لكنه طيب من ناردين خالص كثير الثمن... أصل الكلمة خالص في اليونانية ندعوها الإيمان. أنتم تطلبون أن تصنعوا البرّ، فإن البار بالإيمان يحيا (رو ١: ١٧).
امسحوا قدمي يسوع، أي اقتفوا إثر خطوات الرب بحياة صالحة.
امسحوا قدميه بشعوركم، بما هو فائض لديكم، قدموه للفقراء بهذا تمسحون قدمي الرب. لأن الشعر يبدو كأنه أمر زائد في الجسد. لتقدموا شيئًا من الفيض الذي لديكم. إنه فائض عندكم، لكنه ضروري بالنسبة لقدمي الرب.
ربما قدما الرب على الأرض في احتياج. فإنه عن من يقول إلاَّ عن أعضائه: ما فعلتموه بأحد اخوتي الأصاغر فبي فعلتم (مت ٢٥: ٤٠)؟ إنكم تقدمون مما هو فائض عنكم، لكنكم تقدمون ما هو مُستحب لقدميه.
فامتلأ البيت من رائحة الطيب العالم يمتلئ بسمعته الشخصية الصالحة، لأن السيرة الصالحة كرائحة طيب مبهجة. الذين يسلكون في الشر ويحملون اسم مسيحيين يسيئون إلى المسيح. عن هؤلاء قيل أنه بسببهم يُجدف على اسم الرب (رو ٢: ٢٤). إن كان بمثل هؤلاء يجدف على اسم الله، فإنه خلال الصالحين يُكرم اسم الله.
استمعوا إلى الرسول وهو يقول: نحن رائحة المسيح الذكية في كل موضع. كما جاء في نشيد الأناشيد: اسمك دهن مهراق (نش ١: ٣).
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص، وهو متكئ، جاءت امرأة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن. فكسرت القارورة وسكبته على رأسه
وكان قوم مغتاظين في أنفسهم، فقالوا: لماذا كان تلف الطيب هذا
لأنه كان يمكن أن يباع هذا بأكثر من ثلاثمئة دينار ويعطى للفقراء. وكانوا يؤنبونها
أما يسوع فقال: اتركوها لماذا تزعجونها؟ قد عملت بي عملا حسنا
لأن الفقراء معكم في كل حين، ومتى أردتم تقدرون أن تعملوا بهم خيرا. وأما أنا فلست معكم في كل حين
عملت ما عندها. قد سبقت ودهنت بالطيب جسدي للتكفين
الحق أقول لكم: حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم، يخبر أيضا بما فعلته هذه، تذكارا لها.
الشرح
فأخذت مريم منًا من طيب ناردين خالص كثير الثمن،
ودهنت قدمي يسوع،
ومسحت قدميه بشعرها،
فامتلأ البيت من رائحة الطيب.
المن: وزن يوناني وروماني يساوي نحو مائة درهم.
الناردين: نوع من الأطياب الثمينة التي تنافس بها القدماء، وذُكر في سفر نشيد الأناشيد (1: 12؛ 13:4، 14).أما كونه خالصًا فيعني أنه نقي غير مضاف إليه شموع أو راتنجات ليصير كالمرهم.
عبَّرت مريم عن حبها بسكب رطلٍ من طيب ناردين خالص كثير الثمن، حيث دهنت قدميه ومسحتهما بشعر رأسها، فامتلأ البيت من رائحة الطيب. قدمت أغلى ما لديها لتكريم المسيح. إنها لم تدهن رأسه كالعادة المتبعة، بل في حبٍ عميقٍ دهنت قدميه. حتمًا إن سكب رطل طيب نقي تدفق على ثياب المسيح، وامتلأ البيت كله برائحته الطيبة. وكما تقول النفس البشرية عن عريسها الملك: مادام الملك في مجلسه، أفاح نارديني رائحته (نش ١: ١٢).
لقد سكبت مريم طيب حبها الخالص ولازالت رائحته الطيبة تملأ بيت الرب عبر الأجيال، يشتمه الآب إذ يحمل رائحة المسيح الذكية (٢ كو ٢: ١٥)، ونشتمه نحن المؤمنون بعد كل القرون، فنشتهي أن نقدم حياتنا كلها رائحة حب خالص نحو ذاك الذي بادرنا بحبه.
مرثا خدمت، من هذا يتضح أن الوليمة كانت في بيتها مريم لم تخدم، إذ كانت تلميذة. هنا أيضًا سلكت بطريقة أكثر روحانية. فإنها لم تخدم كما لو كانت قد دُعيت لتفعل هذا، ولا قدمت خدماتها مشاعة لكل الضيوف بوجهٍ عامٍ، وإنما كرمت ذاك وحده. اقتربت إليه ليس كإنسانٍ بل بكونه إلهها. لهذا سكبت عليه دهن الطيب ومسحته بضفائر رأسها، لم تمارس هذه أفعال معتقدة فيه مثلما ظن الكثيرون.
القديس يوحنا الذهبي الفم
الطيب هو البرّ، كان وزنه منًا (رطلًا)، لكنه طيب من ناردين خالص كثير الثمن... أصل الكلمة خالص في اليونانية ندعوها الإيمان. أنتم تطلبون أن تصنعوا البرّ، فإن البار بالإيمان يحيا (رو ١: ١٧).
امسحوا قدمي يسوع، أي اقتفوا إثر خطوات الرب بحياة صالحة.
امسحوا قدميه بشعوركم، بما هو فائض لديكم، قدموه للفقراء بهذا تمسحون قدمي الرب. لأن الشعر يبدو كأنه أمر زائد في الجسد. لتقدموا شيئًا من الفيض الذي لديكم. إنه فائض عندكم، لكنه ضروري بالنسبة لقدمي الرب.
ربما قدما الرب على الأرض في احتياج. فإنه عن من يقول إلاَّ عن أعضائه: ما فعلتموه بأحد اخوتي الأصاغر فبي فعلتم (مت ٢٥: ٤٠)؟ إنكم تقدمون مما هو فائض عنكم، لكنكم تقدمون ما هو مُستحب لقدميه.
فامتلأ البيت من رائحة الطيب العالم يمتلئ بسمعته الشخصية الصالحة، لأن السيرة الصالحة كرائحة طيب مبهجة. الذين يسلكون في الشر ويحملون اسم مسيحيين يسيئون إلى المسيح. عن هؤلاء قيل أنه بسببهم يُجدف على اسم الرب (رو ٢: ٢٤). إن كان بمثل هؤلاء يجدف على اسم الله، فإنه خلال الصالحين يُكرم اسم الله.
استمعوا إلى الرسول وهو يقول: نحن رائحة المسيح الذكية في كل موضع. كما جاء في نشيد الأناشيد: اسمك دهن مهراق (نش ١: ٣).
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.