لديريك

[توما بيطار]

لديريك

لديريك
لبيوتٍ مذبوحةٍ كالحَمَام
وشبابيكَ غارقةٍ في دمعِ غَمَام
لفمٍ صغيرٍ يبحثُ عن كلام
لأرجلٍ حافيةٍ تركضُ خلفَ أوهام
لديريك
لمَدينةٍ نائمةٍ في حضنِ سام
لخوفٍ يسكنُ القلوبَ والأحلام
لشفاهٍ ترتجِفُ عِشقاً
وظهورٍ تُزيّنُها السِهام
لديريك
لشعبٍ منذُ أكثرَ من مائةِ عام
هربَ من ظلمِ أتراكٍ وظلام
وشقَّ الأرضَ البور
واقتلعَ الأحجارَ والأصنام
واستقرَّ هناك
ورفعَ للعِلمِ وللسِلمِ أعلام
لديريك
لشعبٍ كسرتهُ الحروب
ونثرتهُ بذوراً في الدروب
لكرومٍ ودالياتِ عِنبَ وخمور
غزاها الجنُّ وسطَ الزحام
وانقطعَ الكلام
عندما قطعوا الإتصالات بين الأرحام
وخرّبوا النظام
لديريك
في قلبي مساحات عشقٍ وهيام
وأسئلةٍ لا تكتبُها أقلام
وهي معي حينَ أموت
وحينَ أنام
لديريك.