ما هو سرّ يوم الأحد الجديد ؟؟؟
التفسير اللاهوتي ليوم الأحد الجديد لمار يعقوب السروجي :
لما قام الراعي من بين الموتى بقوة عظمى تفقد الرسل بآية عجيبة حتى يثبتهم، دخل عندهم والابواب مغلقة وغير مفتوحة ليظهر لهم الهيا وباعجوبة، بعلّة واحدة ضمّن استفسارا عن امور كثيرة ليُفهم التلاميذ عن افعاله بوضوح.
الابواب المغلقة برهان على بتولية مريم
علّمهم على ولادته وانبعاثه وبان كل طريق قدرته الفاعلة هي بلا فحص، دخل عند التلاميذ ولم تكن الابواب مفتوحة ليبرهن لهم بانه لما خرج لم يفض البكارة، دخل الى العلية كما خرج من البطن لئلا يتعبوا في التعقيب عن كيفية ولادته، ولما كان الرسل حينئذ بعيدين عن ولادته، صوّر الحكيم بتولية امه بالابواب المغلقة، بالامور القريبة علمهم الامور البعيدة، وبالامور المنظورة كان يشير اليهم عن الخفايا، راى التلاميذ البكارة المختومة بالابواب المغلقة لانه لم يفتح لما دخل ولم يفض وخرج: انه لعجب عظيم، لما دخل لم تتحرك الابواب قدامه، ولا البتولية فقدت الاختام لما خرج، حل في العلية عند التلاميذ والاقفال مغلقة، وخرج من البطن واختام البتولية محفوظة، خرج بعجب من البطن بدون تفسير، وحل في العلية باعجوبة ولا يُعقب، من يقول انه فض البكارة لما خرج ليقل اذاً انه فتح الابواب لما دخل.؟
قوة الله مطلقة في افعالها
لو كانت تلك (القضية) صعبة فهذه (المسألة) ايضا ليست سهلة، العجب واحد وكلتاهما تمتا فوق الحد، لما يعمل الله شيئا اراديا، لا تقل ابدا لماذا؟ ومتى؟ وكيف،؟ قوته ليست مربوطة بحد (ليُفهم) كيف تعمل: قوته مطلقة ولا تحُدد تحت الحد .
---------------------------
ويردف معلمنا في ميمره قائلاً :
حل يوم اجتماع جميع الرسل المختارين سوية ومعهم توما الذي تشكك، جاء ربنا لكي يجلب الردّ للمحبة التي سألت، ولكي يزداد الايمان للبيعة كما قلنا، دخل بغتة ووقف في الوسط بين التلاميذ ليؤكد انبعاثه بالشهادة الثانية،اراد ان ياتي لاجل توما الذي كان قد تشكك حتى يعظم خبر الايمان بكل الفرص، دخل عندهم والابواب الموصدة لم تُفتح لتضاف آية ثانية الى الاولى.
قال الرب لتوما: لا تكن غير مؤمن بل مؤمنا (يوحنا 20/27)
كان قد بسط السلام في العلية ووقف في الوسط ودعا توما ليجس يديه كما سأل، هاتِ اصبعك وادخله في مكان المسامير وكن مؤمنا ولا تتشكك بخصوص مجيئي، هلم وجسّ ضرباتي وامسك جروحي وشاهد آلامي واقصد بفكرك ان تؤمن بدون شكوك، مدّ يدك وضعها في جرح جنبي وتيقن وانظر بالحقيقة الى يديّ ورجليّ اللتين ثُقبتا.
الحقيقة تغصب توما ليكون ساعيا للكرازة
كانت الحقيقة قد صدرت من الصادق ودعت توما، فغصبه الحق ليكون ساعيا لكرازته، تحرك ليسميه: ربي والهي، بعدما رآه ليرفع هو الاول صوته في الكرازة، آمن الاخير بعد رفاقه في مصف الرسل، وبالاعتراف صار الاول بين انداده، لما كان يجادل ويتشكك اصر على رايه، ولما قصد ان يؤمن اعترف بصورة مضاعفة، لما بُشر لم يصدق الى ان راى، ولما تيقن لم يكن يهدأ من الاعتراف،
كل امور الابن هي اسمى من التفسير، مبارك المسجود (له) الذي لا يوصف الا بالمحبة.
المصدر :
ميامر مار يعقوب السروجي
[/color][/size]
